الإيكونوميست: بوكو حرام تستخدم الإناث في العمليات الانتحارية
لندن - (أ ش أ)
تساءلت مجلة الإيكونوميست البريطانية عن سرّ استخدام جماعة بوكو حرام للإناث في عمليات انتحارية.
وشهدت مدينة مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو الواقعة في شمال شرقيّ نيجيريا مساء أمس الأحد ثلاثة حوادث تفجير انتحارية نفذتها ثلاث إناث تابعات لبوكو حرام، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة 16 آخرين.
ونوهت المجلة عن أن بوكو حرام استخدمت سيدات انتحاريات أكثر من أية جماعة إرهابية أخرى في التاريخ ؛ ومن بين 434 عملية تفجير تبنّتها الجماعة في الفترة الممتدة بين أبريل 2011 ويونيو 2017 ثمة 244 عملية نفذتها إناث.
وبحسب دراسة أعدها مركز مكافحة الإرهاب في (ويست بوينت)، فإن حركة نمور التاميل السريلانكية كانت حاملة اللقب في هذا المضمار البشع، حيث استخدمت أكثر من 44 أنثى في عمليات تفجيرية امتدت على مدى عشر سنوات.
وتعتبر بوكو حرام، التي قتلت أكثر من 30 ألف نسمة في شمال شرقي نيجيريا والبلدان المجاورة منذ عام 2011 وشردت نحو 1ر2 مليون نسمة، تعتبر أول مجموعة تستخدم أغلبية نسوية في تنفيذ العمليات الانتحارية.
وقالت الإيكونوميست إن حكومة نيجيريا تميل إلى القول بأن بوكو حرام قد "انهزمت تقنيًا" بعد أن انقسمت إلى فصيلين العام الماضي إثر إعلان تنظيم داعش عن تفضيله قائدًا "أبو مصعب البرناوي" وتعيينه أميرًا لـ بوكو حرام بدلا من "أبو بكر شيكاو" ما أثار انشقاقا داخل صفوف الجماعة.
وأكدت المجلة أن بوكو حرام بعيدة عن أن تكون قد انهزمت، حتى رغم إجبارها على الخروج من المدن بعد توّلي محمد بخاري الرئاسة عام 2015، وفي يوليو الماضي قتلت بوكو حرام 69 عضوا من فريق استكشاف بترول، لكن في واقع الأمر تراجعت حدة عمليات التفجير الانتحارية للجماعة خلال العام الجاري.
ورأت الإيكونوميست أن الانتحاريين الذين تستعين بهم بوكو حرام أقلّ فتكًا من نظرائهم الذين تستخدمهم جماعات أخرى ؛ ذلك أن واحدًا بين كل خمسة انتحاريين من بوكو حرام يفجّر نفسه لدى مواجهة الجنود فلا يسفر التفجير سوى عن مقتل الانتحاري وحده.
غير أن بوكو حرام لا تزال ترسل مهاجمين إلى "مايدوغوري"، حاضرة ولاية "بورنو"، وهي ذات المدينة التي نشأت فيها الجماعة وبدأت رحلتها الدموية مستهدفة الجامعة والأسواق ومخيمات النازحين.
وقالت الإيكونوميست إنه ليس من قبيل الصدفة أن يتزايد استخدام بوكو حرام للإناث في عملية الانتحارية بعد اختطاف الحركة 276 فتاة من مدرستهن في أبريل 2014 ؛ إن بوكو حرام أدركت أن استخدام أبرياء كسلاح فتاك كفيلٌ بأن يُحدث صدمة قوية ؛ إن الإناث لا يُثرن الكثير من الشك، لا سيما قبل تكرار استخدام التكتيك، كما أن بإمكان الأنثى أن تخفي الحزام الناسف بسهولة تحت حجابها الفضفاض ؛ فضلا عن أن استخدام الإناث في نسْف أنفسهن يساعد الحركة في ادّخار المقاتلين الذكور للهجمات المسلحة الأكثر تقليدية.
ورأت المجلة البريطانية أن بعض السيدات قد تقبل أن ترتدي حزاما ناسفا وتفجّر نفسها حال تعرّضها لغسيل دماغ، وبعضهن يتمّ إجبارهن على ذلك ؛ حتى إن إحدى الانتحاريات فجرت نفسها بينما كانت تحمل على ظهرها رضيعا، ولربما رأت في ذلك مهربًا من معاناتها كـمحظيّة (جارية مسبيّة) لمقاتل في بوكو حرام ؛ لا سيما وأن أمثال تلك الضحايا غالبا ما يرفض المجتمع أن يقبلها إذا هي أفلتت من براثن الجماعة، حيث يرى فيها هذا المجتمع وصمةً للعار بعد أن تعرضت للاغتصاب على أيدي مقاتلي الجماعة.
وهكذا، فإن جماعة بوكو حرام تزرع الخوف والفرقة بين الناس وذويهم حتى تسود هي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: