لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: الحرب تحوّل أطفال اليمن إلى مقاتلين وزوجات قاصرات

09:01 م الإثنين 09 أكتوبر 2017

كتب – محمد الصباغ:

أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية المعاناة التي يعيشها اليمنيون في السنوات الحالية، وجاء عنوان تقرير لها بعنوان "حرب اليمن تُحوّل الأطفال إلى زوجات قاصرات ومقاتلين".

وبدأ تقرير الصحيفة المنشور، اليوم الإثنين، برواية حول فتاة لم تعرف إن كان الوقت ليلًا أم نهارًا حينما خططت للهروب من منزل باليمن. فقد حبسها زوجها في غرفة بلا نوافذ.

وقالت الفتاة إنها كانت تبلغ من العمر آنذاك 14 عامًا، والزوج عمره 35 سنة. وأضافت: "كان سيئًا معي لأنني لم أرغب في أن يلمسني".

لم تكن الفتاة التي تدعى "محسنة" الضحية الوحيدة فيما يخص زواج القاصرات. كانت تعاني من الحرب التي ضربت بلدها وأودت بها إلى كارثة إنسانية. وبالنسبة لعائلتها، دفع الزوج مبلغ يعادل 1300 دولار كمهر قبل الزواج، يكفي لتوفير غذاء لهم لمدة عام.

يمر اليمن بأزمة بعد أكثر من عامين على الحرب، فالبني التحتية مدمرة والمواطنون فقراء، ويعاني مئات الألاف منهم من الكوليرا. ووسط القتل والدمار، تلجأ عائلات كثيرة بائسة إلى تزويج أطفالهم من الإناث قبل سن البلوغ أو تتجه إلى القبول بتجنيد أطفالهم الذكور لأحد أطراف الحرب.

وتقول ميريتشيل ريلانيو، ممثلة مؤسسة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في اليمن لنيويورك تايمز: "من المستحيل ذكر عدد الأطفال الذين أخرجوا من المدارس من أجل الزواج أو الاشتراك في القتال. عدم وجود حياة مهيأة للطفولة، بجانب البطالة أمور تجبرهم على القيام بذلك".

ويقصف التحالف بقيادة سعودية اليمن منذ أكثر من سنتين، من أجل الإطاحة بالحوثيين الذين استولوا على الحكم ويتلقون دعمًا من إيران. فشل التحالف في تحقيق هدفه، بحسب نيويورك تايمز، وبدلًا من ذلك تسبب في عقاب قاسٍ للمدنيين وخصوصًا الأطفال.

وبحسب الأمم المتحدة فطفل من بين اثنين يعاني من مشاكل في النمو بسبب نقص الغذاء. كما أن سوء التغذية جعلهم صيدًا سهلًا للأمراض. كما أن المدرسين لا يتقاضون رواتبهم، كما أن 12 ألف مدرسة مغلقة من بين 14400 في البلاد بسبب ظروف الحرب. ويعاني أكثر من 700 ألف يمني نصفهم من الأطفال، من الكوليرا.

وبالعودة إلى الفتاة "محسنة" والتي لم ترغب في نشر اسمها الكامل لحمايتها، فقالت في محادثة هاتفية من منزل آمن في صنعاء، إنها خلال الشهر الذي قضته في منزل زوجها، تعرضت للضرب والاغتصاب، وتسبب لها عادة في نزيف وكثير من الألم، بحسب روايتها لنيويورك تايمز. ثم أضافت أنها أقنعته أن بإمكانها زيادة دخل المنزل بالتسول في الشوارع.

وقالت: "بمجرد ما كنت بالشارع، ركضت."

ولا يضع القانون اليمني عمر محدد للزواج، كما لا يجرم الاغتصاب الزوجي، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتضيف الفتاة إن أغلب صديقاتها إما متزوجات أو يُصلّون من أجل الطلاق.

لم ترَ محسنة زوجها إلا بعدما قام أحد أقاربها بنقلها إلى منزله ومعها ملابسها فقط. وخلال الرحلة أخبرها أن زوجها يعمل كجامع قمامة وبالفعل يمتلك زوجة أخرى وأطفال. وقالت الصحيفة إنه لم يكن هناك حفل زفاف.

كما أثرت الحرب أيضًا على حياة الأطفال الذكور. فأرسل كثير من الآباء الفقراء أطفالهم إلى القتال حيث يمكنهم جمع 55 دولار كل ثلاثة أشهر، وهو المبلغ الذي قد يكفي أسرة من خمسة افراد لمدة أسبوعين.

وقبل الحرب، وثّقت الأمم المتحدة 900 حالة لأطفال مجندين في اليمن. والآن هناك حوالي 1800 وفقًا لممثلة اليونيسيف في اليمن. وبحسب الصحيفة فالعدد الحقيقي من المؤكد أنه سيكون أكبر من ذلك.

ويقول مقاتل عمره 17 عامًا ممن التحقوا بقوات الحوثيين بمحافظة صعدة على الحدود السعودية: "التحقت بالقتال فقط بعدما تعبت من النوم طوال اليوم. أغلب زملائي في الدراسة حاليًا هم رفاقي بالكتيبة".

ورفض الصبي ووالده، الذي يعمل كموظف مدني، الإدلاء بأسمائهم خوفًا من انتقام الحوثيين الذين ينفون تواجد أطفال مجندين بصفوفهم. وقال الأب لنيويورك تايمز: "يعتقد انه لا يوجد بديل. ويعلم أيضًا أنني لا أمتلك مال، ويريد المساعدة".

وتابع الأب: "الضباط يقولون للأطفال إنهم لن يكونوا رجالًا أو يمنيين إلا بالاشتراك في القتال. لا يدركون المخاطر التي يواجهونها، ويشعرون بأنه لا قيمة لهم لو لم يلحقوا بأصدقائهم إلى القتال".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان