نيويورك تايمز: مطالبة السعودية رعاياها بمغادرة لبنان تُنذر بإمكانية نشوب حرب
كتبت - هدى الشيمي:
أمرت المملكة العربية السعودية أمس، الخميس، رعاياها بمغادرة الأراضي اللبنانية في أقرب فرصة، وهذا ما اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خطوة من شأنها تأجيج الأزمة بين البلدين، وزيادة المخاوف من إمكانية حدوث أزمة اقتصادية، أو ربما نشوب حرب.
وذكرت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني - اليوم الجمعة - أن دعوات المملكة جاءت بعد اتهامات الرياض لحزب الله الشيعي اللبناني، المدعوم من إيران، وإشارة المسؤولين السعوديين إلى أن لبنان أعلنت الحرب على السعودية.
وتسببت التطورات الأخيرة في إحداث حالة من القلق والتوتر في لبنان، وسيطرت على السياسيين والصحفيين، والمواطنين بصفة عامة، لاسيما وأنهم لا يعلمون ماذا سيحدث خلال الفترة المُقبلة؟.
ورغم استبعاد المحللين إمكانية نشوب حرب الآن، لأن السعودية غير قادرة على الدخول في صراع جديد بعد ما حدث في اليمن، ولأن إسرائيل لا ترغب في وقوع أمر مماثل الآن، إلا أن العديد من المراقبين الدوليين يشعرون بالقلق إزاء ما يحدث في المنطقة.
وقال روبرت مالي، المدير السابق لسياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض خلال إدارة أوباما، إن هناك الكثير من الفوضى، والقليل من التواصل، والكثير من المخاطر إذ وقعت حرب، مُشيراً إلى احتمالات حدوث شيئاً كبيراً، داعياً الجميع إلى المحافظة على هدوئهم.
وبحسب الصحيفة، فقد بدأت الأزمة بعد اتخاذ المملكة مجموعة من الخطوات لمواجهة إيران، منافستها الإقليمية، وإصدار قرارات باحتجاز نحو 200 سعودياً، بينهم 11 أميراً، وعدد من رجال الأعمال والوزراء الحاليين والسابقين من بينهم وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله.
وترى نيويورك تايمز أن لبنان متورطة في الأزمة لسببين، فبعد إطلاق اليمن صاروخ على العاصمة السعودية الرياض، السبت الماضي؛ اتهم مسئولون سعوديون حزب الله بالمساعدة في تنفيذ الهجوم، وأعلنوا أن لبنان تشُن حرباُ على المملكة.
وفي نفس الوقت، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته المفاجئة في خطاب متلفز من العاصمة السعودية الرياض.
ويزعم مسؤولون ودبلوماسيون لبنانيون أنه قام بذلك تحت ضغط سعودي، وأنه محتجز هناك، وممنوع من السفر.
ويُرجح محللون ومراقبون دوليون أن السعودية لن تشن هجوماً على لبنان، رغم المخاوف التي تسيطر على البعض، وأرجعوا ذلك إلى أن حربها في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الشيعة التي بدأت منذ عامين ألحقت بها الكثير من الخسائر.
وذكرت الصحيفة أن المملكة طالبت رعاياها بمغادرة لبنان أربع أو خمس مرات هذا العام، ما يُشير إلى أن علاقتها مع لبنان ليست على ما يٌرام.
وقبل بدء الأزمة الحالية، سيطر القلق على لبنان خوفاً من شن إسرائيل حرباً جديدة على حزب الله، لاسيما وأن مليشياته أصبح لها تأثيراً واضحاً في الحرب السورية.
واعتبر مسؤول إسرائيلي أن استقالة الحريري دليل على أن إيران والحكومة اللبنانية متشابهان، وأشاد المسؤولون الإسرائيليون بموقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القاسي تجاه إيران.
والتقى الحريري، الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والسعودية، بسفراء بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وأمريكا في محل إقامته بالرياض، وقال خبراء دوليين، شرط عدم ذكر أسمائهم، أن الأشخاص الذين التقوا بالمسؤول اللبناني شعروا أنه لا يستطيع التكلم بحرية.
وكانت إليزابيث ريتشارد، السفيرة الأمريكية لدى لبنان، قد نشرت صور تجمعها بقيادات في الجيش اللبناني، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي، لإظهار الدعم الدولي للحكومة اللبنانية، بينما كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدة مؤخراً، يؤكد فيها دعمه لقرارات المملكة.
فيديو قد يعجبك: