نيويورك تايمز: اختراق "سماسرة الظل" يهز وكالة الأمن القومي الأمريكية
نيويورك - (أ ش أ)
كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، اليوم الإثنين، عن الأضرار والخسائر الهائلة التي خلفها الاختراق الأمني الذي تعرضت له وكالة الأمن القومي الأمريكية على يد مجموعة قراصنة عبر الإنترنت يسمون أنفسهم "سماسرة الظل".
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أن الاختراق شهد تسريب معلومات حول أسلحة إلكترونية طورتها وكالة الأمن القومي، التي استغلها قراصنة حول العالم لشن هجمات إلكترونية طالت الملايين، كما أدى الاختراق إلى فوضى في الوكالة وتدمير الروح المعنوية للعاملين وإبطاء العمليات المخابراتية.
وأشارت إلى أن الاختراق كان بمثابة زلزال ضرب صميم وكالة الأمن القومي، أكبر الوكالات المخابراتية الأمريكية وأكثرها سرية.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أن تسريبات "سماسرة الظل" التي بدأت في أغسطس 2016 هي كارثة حلت بوكالة الأمن القومي؛ ما يشكك في قدرتها على حماية أسلحتها الإلكترونية.
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الأمريكي السابق ومدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" ليون بانيتا قال إن الغرض الجوهري من المخابرات هو أن تكون قادرة على اختراق خصوم الدولة لجمع معلومات حيوية، وهو ما ينجح فقط إذا حدث في سرية وحماية تامة.
وأشار بانيتا إلى أن هذه الاختراقات التي تضرب أجهزة المخابرات مثل تسريب الأدوات التي تستخدمها وكالة الأمن القومي، يجعل العمل يبدأ تقريبا من جديد كل مرة يحدث فيها تسريب.
وذكرت الصحيفة أن التحقيقات، التي يجريها أحد أذرع وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالية وبدأت منذ أكثر من عام، لم تكتشف بعد الهوية الحقيقية لمجموعة "سماسرة الظل"، وإذا ما كانت روسيا متورطة، كما هو مرجح، أم يوجد عاملين بالداخل متواطئين في الاختراق.
ونوهت بأنه تم القبض على 3 موظفين يعملون في وكالة الأمن القومي منذ 2015 لسرقة ملفات سرية خاصة بالعمل، لكن هناك مخاوف أن يكون هناك متواطئ آخر أو أكثر مستمرين في عملهم.
وحول الأضرار العالمية للاختراق، أوضحت الصحيفة أن الأدوات المسربة أدت إلى عمليات قرصنة أصابت الملايين حول العالم، حيث تضررت مئات الشركات العالمية والمحلية الكبيرة منها والصغيرة، إضافة إلى مستشفيات وبنوك وخدمات عامة وأجهزة حكومية وغير حكومية في بقاع مختلفة من العالم.
وأشارت إلى أن الاختراق هز وكالة الأمن القومي أيضا؛ حيث شهدت مقراتها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إخضاع للموظفين للتحقيق على أجهزة كشف الكذب وإيقاف عاملين آخرين عن العمل، وذلك سعيا لإيجاد أي متحالفين مع "سماسرة الظل" في الاختراق.
وأضافت أن وكالة الأمن القومي لا تزال تعمل على استبدال أجزاء كبيرة من ترسانة أدواتها وأسلحتها الإلكترونية المسربة، كما قامت بتخفيض عملياتها المخابراتية حول العالم؛ ما أدى إلى هبوط الروح المعنوية للعاملين واستقالة عدد كبير من المتخصصين والخبراء للبحث عن وظائف بمقابل مادي أعلى.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: