لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: السعودية ليس لديها أدنى فكرة عما تفعله في المنطقة

07:34 م الجمعة 17 نوفمبر 2017

كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الجمع بين القوة والطموح والقلق يكون لهم أثاراً مُدمرة، مُشيرة إلى أن هناك الكثير منهم في الرياض هذه الأيام.

وأشارت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أمس الخميس، إلى أن السعودية، التي كانت يوماً قوة إقليمية حذرة وسلبية، وجدت لنفسها هدفاً جديداً خلال السنوات الأخيرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الطموح القوي لدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورغبته في السيطرة على المشهد في بلاده، ورئاسته لحملة مكافحة الفساد، والتي قادت إلى احتجاز عشرات الأمراء ورجال الأعمال والوزراء المسؤولين الحاليين والسابقين، كان لهم تأثيراً على الشرق الأوسط بأكمله.

ونوهت الصحيفة إلى أن بن سلمان، البالغ من العمر 32 عاماً، لديه وجهة نظر سديدة، فهو يرغب في التصدي لزيادة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، لاسيما وأنها أصبحت قوة مهيمنة في المنطقة، ويمتد نفوذها من العراق وحتى لبنان.

وترى نيويورك تايمز أن السعودية ربما قد تكون بالغت في تقدير حجم نوايا وقوة إيران، إلا أن الغرب والدول الآسيوية يفهمون الوضع جيداً، مُشيرة إلى أن الإيرانيين كانوا أكثر وضوحاً فيما يتعلق بطريقة تعاملهم مع المنطقة.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد قال الشهر الماضي، إنه لا يمكن اتخاذ أي إجراء أو قرار حاسم في العراق، سوريا، لبنان، وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج دون موافقة طهران، وهو ما اعتبره مسوؤلون في المنطقة تجاوزاً إيرانياً كبيراً.

"أفعال استفزازية"

وبحسب الصحيفة، فإن طهران ربما لا تكون مسيطرة بشكل كامل على بغداد، دمشق وبيروت، إلا أن أذرعها وحلفائها في هذه المناطق يستطيعون تشكيل المنطقة عسكرياً وسياسياً.

وبالنظر إلى هذه الظروف؛ تقول الصحيفة إن محمد بن سلمان لديه أسباب وجيهة للتساؤل حول إمكانية مواجهة الخطر الإيراني، لاسيما وأن حكام السعودية السابقين سعوا للتوصل إلى اتفاق مع إيران، رغم أفعالها الاستفزازية، والتي كان من ضمنها العمل على إنشاء برنامج نووي، والتخطيط لاغتيال عادل الجبير، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة آنذاك.

أما الآن، فتبدلت السياسة الخارجية والأمنية للسعودية تجاه إيران، وأصبح مسؤولوها يتخذون خطوات كبرى بسرعة، بعد أن كانوا يتحركون ببطء ويعملون على كسب الدعم والتأييد الدولي بهدوء، وهذا ما تجده الصحيفة نهج مُجهد وعشوائي، ولن يعرقل طهران شيئاً، بل سيتركها في المقدمة.

وذكرت نيويورك تايمز أن التدخل السعودي في اليمن، لمحاربة المتمردين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران، لصالح الشرعية، كلفها الكثير، ولم يكن له أي نتائج إيجابية.

وترى الصحيفة أن الجهود الخليجية بقيادة السعودية لعزل قطر حققت نجاحاً كبيراً.

وتقول إن آخر مغامرات السعودية تمثلت في إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله، كما تزعم، رغم أنه كان يوماً أحد أقرب الحلفاء للرياض، ما أثار غضب اللبنانيين، مشيرة إلى أن هذه الخطوات تصُب في مصلحة إيران وحزب الله الشيعي اللبناني، الذين قوضوا الجهود اللبنانية للإصلاح، واغتالوا رجال السياسة المعارضين لهم.

وذكرت الصحيفة أن الرياض عملت خلال السنوات الماضية على دعم الحكومة اللبنانية، والعمل جنباً إلى جنب مع مؤسساتها، والتعاون مع سياسييها ومسؤوليها الكبار مثل الحريري، وتقول: "ولكن ما تنوي السعودية فعله الآن في لبنان غير معلوم".

"معارك خاطئة"

وتقول نيويورك تايمز إن السعودية تختار معارك خاطئة لمواجهة إيران، لافتة إلى كلا من لبنان واليمن دولتان على الهامش، حيث تصبح الحروب فيها مُكلفة ومُعقدة، ونتائجها غامضة وغير مُجدية، إلا أن الأمور تختلف عندما يتعلق الأمر ببلدان مثل سوريا والعراق، فالحروب هناك تكاليفها مرتفعة، ومخاطرها أكبر، مُشيرة إلى أن إيران لديها يد في البلاد الأربعة السابق ذكرها.

وكانت السعودية قد ردت على التدخل الإيراني في سوريا، بدعم المتمردين المحاربين لبشار الأسد، ظناً منها أنهم سيتمكنوا من مساعدتها على التصدي للنفوذ الإيراني، إلا أن الأمور لم تسر كما خططت المملكة، فلم يستطع المقاتلون الانتصار، وزاد من سوء الموقف أن الولايات المتحدة تخلت عن سوريا، فأصبح مصير البلاد في أيدي موسكو وأنقرة وطهران.

وربما يكون الوضع في العراق أفضل كثيراً بالنسبة للسعودية، فتقول الصحيفة إن العلاقات السعودية العراقية انتعشت بعد انقطاع دام عقود، وقام رجل الدين الشيعي البارز مُقتدى الصدر بزيارة المملكة، وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على عمل العراق على جعل التدخل الإيراني في بلاده متوازن.

ووفقاً للصحيفة، فإن الرياض علمت أن التحالفات الإقليمية لن تعود عليها بالمنافع السياسية أو العسكرية التي تتوقعها، وظهر ذلك في دعمها لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتقديمها لمصر مليارات الدولارات، إلا أن العلاقات المصرية السورية ما تزال جارية، ورفضت القاهرة الضغط السعودي لتصعيد التوتر مع إيران.

كما لفتت الصحيفة إلى أن السيسي رفض طلبات السعودية بإرسال قوات مصرية إلى اليمن للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين.

"التقارب الأمريكي"

وهناك تقارب بين الرياض وواشنطن فيما يتعلق بإيران، إلا أنهم لا يعملوا وفق استراتيجية واحدة. وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط وصهره جاريد كوشنر، وبن سلمان يتفقون على العديد من الأمور.

وتجد الصحيفة أن التنافس بين الرياض وطهران يقوم على أمرين هما القدرة والكفاءة، مُشيرة إلى أن إيران لديها الشبكات والخبراء والاستراتيجيات اللازمة لكسب الحروب بالوكالة، وبتكلفة منخفضة، أما السعوديين فلا يملكون كل ذلك، ما يجعل رغبتها في هزيمة طهران لعبة خطيرة ومكلفة.

ووفقاً للصحيفة، فإن إيران لديها نقطة قوة أخرى، وهي إظهارها أنها ستساند أصدقائها وحلفائها في السراء والضراء، وهذا ما لا تفعله السعودية، مُشيرة إلى أن المملكة لم تقف بجانب المتمردين السوريين، وقادة القبائل العراقية والسياسيين اللبنانيين.

واختتمت الصحيفة قولها بالإشارة إلى أن العمل على إثبات خطورة إيران ليس كفاياً لمواجهتها، مُشيرة إلى أن الأمر يحتاج إلى توافق دولي أقل عدائية، مُشيرة إلى أن طموح بن سلمان الخارجي يقوض من جهوده الكبيرة لإتمام الاصلاحات الداخلية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان