إعلان

الإيكونوميست: العرب تخلوا عن فلسطين

04:38 م الأربعاء 20 ديسمبر 2017

القدس

هشام عبد الخالق:

قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن الفلسطينيين لا يشعرون بالأمان الآن، بعد تخلي جيرانهم عنهم، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت المجلة في تقرير نشرته الثلاثاء أن الإعلان الأمريكي بشأن القدس أثبت أن الولايات المتحدة لم تعد تصلح راعيةً للسلام لتخليها عن الحيادية المطلوبة، وأثبت أيضًا تقلب الحالة السياسية للحركة الوطنية الفلسطينية.

وأشارت المجلة إلى مظاهرات واحتجاجات اندلعت في الأراضي الفلسطينية في أعقاب قرار ترامب، بيد أنها قالت إن تلك الاحتجاجات "لم ترق للمستوى المطلوب."

ترى الإيكونوميست أن "رد الفعل الضعيف هذا كان نتيجة للقيادة غير الملهمة للرئيس محمود عباس الذي ظل في منصبه لأكثر من عقدٍ من الزمان، متأرجحًا بين مفاوضات سلام فاشلة ومحاولات رمزية لتحدي إسرائيل في الأمم المتحدة."

ولفتت المجلة إلى طرد حركة حماس غريمتها فتح من قطاع غزة في 2007 بعد أن فازت بأغلبية برلمانية في 2006. وقالت إن الحروب الثلاثة التي خاضتها حماس ضد إسرائيل لم تجلب على قطاع غزة سوى البؤس والمرارة.

وأضاف الإيكونوميست إن بصيصا من الأمل ظهر جليًا في أكتوبر الماضي، عندما وافقت حركتا فتح وحماس على توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة، ولكن لم يتم تطبيقه حتى الآن.

تقول المجلة البريطانية إن الفلسطينيين يشعرون الآن بالانكسار والوحدة، بعد أن خسرت قضيتهم صداها في الشرق الأوسط المنتفض حاليًا بالصراعات والحروب الأهلية، بين إيران والسعودية، مشيرة إلى اكتفاء الدول العربية بإدانة القرار الأمريكي.

وقالت إن "السعودية تبدو مهتمة أكثر بإرضاء إسرائيل والتي أصبحت حليفًا مهمًا في الصراع ضد إيران."

وذكرت أن الفلسطينيين يرون في خطة الولايات المتحدة لإتمام عملية السلام "إهانة" لهم، وأن السعودية ضغطت عليهم للقبول بتلك الخطة، وحتى بعد الإعلان الأمريكي أن القدس عاصمة لإسرائيل، أشاد وزير الخارجية السعودي بجهود ترامب "الحقيقية" في عملية السلام.

وأوضحت الإيكونوميست أن الوضع مختلفٌ تمامًا بالنسبة للفلسطينيين العاديين في الشارع، ففي شوارع غزة-التي تسيطر عليها حماس، وحظيت سابقًا بدعم كبير من أبناء القطاع-أصبح من العاديّ في الشارع أن تسمع شابا أو فتاة ينتقد الحركة بشكلٍ مباشر، ويشعر البعض بالحنين إلى الأيام التي سيطرت فيها إسرائيل على القطاع، بحسب المجلة.

عند سؤال الفلسطينيين عن أكبر المشاكل التي تواجههم، أجاب أقل من ثلث من شملهم الاستطلاع أنه الاحتلال الإسرائيلي، حيث يعتقد كثيرون أن البطالة، الفقر، والفساد هي التحديات الحقيقية التي تواجه الفلسطينيون.

وقالت المجلة إن الكثير من الفلسطينيين فقدوا الأمل في الحياة السياسية، خاصةً بعد تأخر الانتخابات العامة أكثر من 8 سنين، وكان آخر مظاهر الديمقراطية في الآونة الأخيرة هو انتخابات محلية في مايو الماضي.

متوسط عمر الفلسطينيين حاليًا 19 عام، ولكن أصغر بديل معقول ليحل محل محمود عباس، سيكون أكبر من 60 عامًا، على ما تقول المجلة.

قالت المجلة محمود عباس بات لا يمثل الشعب الفلسطيني، بعد أن طالب أكثر من ثلثي الفلسطينيين باستقالته، مضيفة أنه الآن بعيد كل البعد عن إتمام أي عملية سلام.

وأضافت أن عباس أصبح أكثر اهتماما بالخلافات المحلية من الاحتلال الإسرائيلي نفسه، ويقول صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس: "هدفه (عباس) الأساسي الآن هو البقاء في السلطة والسياسة".

النشاط الفلسطيني في 2017، لم يكن ذو تأثير كبيرٍ، سواء على صعيد حركة فتح أو حماس، ولكن كان للشعب الفلسطيني دورٌ كبير في المظاهرات التي اندلعت أمام المسجد الأقصى بعد إقامة بوابات حديدية على أبوابه، مما أجبر إسرائيل على التراجع، بحسب المجلة.

قالت المجلة إن بعض الفلسطينيين يحاولون الابتعاد عن الحياة السياسية، وتقدم أكثر من 4000 شخص في الفترة من 2014 حتى 2016 بطلبات للحصول على الجنسية الإسرائيلية، بزيادة 3 أضعاف عن العقد السابق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان