صحيفة بريطانية: "بن سلمان" استطاع توفير شيء لا يُقدَّر بثمن للسعوديين
كتبت - هدى الشيمي:
تهكمت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية من الأوضاع في المملكة العربية السعودية، وما حدث فيها على مدار العام الماضي، بعد تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، وسردت كافة الأحداث على شكل فيلم سينمائي، يأتي ذلك بعد إعلان المملكة عزمها عن فتح دور العرض في أراضيها بعد عقود من إغلاقها.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن المملكة العربية السعودية تستعد لفتح السينمات، لتتخلف عدة عقود عن باقي دول العالم، وتقول إن هناك "مُنافسًا قويًا" لأول إنتاج محلي يُعرض على الشاشة الكبيرة في المملكة، وقد يحمل اسم "العام السعودي المحفوف بالخطر".
وقالت الصحيفة البريطانية إنه بالإمكان تخيل حبكة الفيلم، والذي يقوم ببطولته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، 32 عامًا، والذي ظهر كالحاكم الفعلي للبلاد عام 2017، ويشارك في الفيلم جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وزوج ابنته الكُبرى إيفانكا، والذي بات الصديق المُقرب الجديد للأمير السعودي، بالإضافة إلى زمرة من الأمراء السعوديين يقومون بأدوار أبناء العم المزعجين، بالإضافة إلى عدد من القادة الإيرانيين.
وتابعت الصحيفة سردها لقصة الفيلم قائلة: "سيكون هناك مجموعة من مشاهد الدمار في بلاد تُدعى سوريا واليمن، وهناك مجموعة من الرجال الشجعان الذين يقفون بجانب الأمير ضد الدعاة المتشددين السعوديين الذين يتوهمون أنهم الحكام الحقيقيين للمملكة، والأكثر إثارة هو تلك الحبكة البيزنطية التي تقوم على سرقة ثورات المملكة النفطية، ويرتكب هذه الجريمة مجموعة من الجناة محتجزين في سجن فاخر يُدعى ريتز".
واستطرت فاينانشال تايمز: "عندما يشعر الأمير بالملل من أعمال الإصلاح في مملكته، وشن حرب أو هزيمة الأغنياء والمشاهير، سيذهب في إجازة إلى جنوب فرنسا، يقضيها في اليخت الخاص به، والذي يُقدر سعره بحوالي 500 مليون دولار، ويحمل اسم سيرين. أو قد يذهب لزيارة متحف، حيث يجد السلام بالتمعن في لوحة "سلفاتور دالي" للرسام ليوناردو دا فينشي، والتي بلغ سعرها 450 مليون دولار، والتي اشتراها عبر وسيط".
ونفت السفارة السعودية في واشنطن، تقارير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي زعمت شراء بن سلمان لهذه اللوحة، عبر وسيط مقابل 450 مليون دولار.
وتقول الصحيفة إن الفيلم سيبدأ بمشهد لأمير شاب يستيقظ ليجد أنه ليست لديه مملكة وحسب، ولكنه يكتشف أن هذه المملكة غفلت عن كونها قوة كُبرى.
وأوضحت أن الأمير حوّل بلاده، على مدى الشهور الـ12 الماضية من أمة تنبأ كثيرون بانهيارها في وقت قريب، إلا دولة قوية للغاية، تُصدر مراسيم وقرارات حاسمة، ما جعل من الصعب مواكبتها.
وقالت إن الملك، الذي علم دائمًا أن نجله لديه قدرات خاصة، يتلقى تقارير مُرضية عما يفعله الأمير، وكل بضعة أشهر يفتح له المزيد من الأبواب. وقبل نهاية العام، أصبح الأمير الذين تنافس العشرات من أبناء عمومته على الوصول إلى القمة، الرجل الوحيد المُتصدّر للمشهد.
ومن جهة أخرى، ابتهج الشباب السعودي بعد أن أصبح لديهم أمير يفهمهم، وتخلصوا من آراء الدعاة المتشددين الذين استمعوا إليهم منذ طفولتهم، وأخبروهم أن الموسيقى خطيئة، وأن التعامل مع النساء أمر خاطئ.
وذكرت الصحيفة أن الشباب الآن يرقص في الحفلات، ولم يعد من الضروري الذهاب إلى دبي لحضور حفلات، أو مشاهدة أفلام في دور العرض السينمائية.
وقالت إن بعد تخفيف القيود عن النساء، والسماح لهن بالقيادة كما الرجال، فمن المتوقع أن يسأل الشباب الفتيات في الخروج برفقتهم في مواعيد غرامية. وهناك شائعات بأن الأمير الشاب يبني مدينة جديدة من شأنها أن تكون أكثر ابهارا من وادي السليكيون أو "السيليكون فالي في أمريكا"، حيث يوجد فيها اناس آلية من النساء والرجال، وسوف يُطلق عليها اسم "الوادي السعودي" أو "السعودية فالي".
وذكرت الصحيفة أن الأمير استطاع توفير شيء لا يُقدَّر بثمن، وهو شعور السعوديين بأن بلادهم في القمة.
وتقول إنه مع مرور الأشهر، واحدًا تلو الآخر، أثبت بن سلمان أنه يملك استراتيجيات مهمة، فهو وصديقه وحليفه المقرب جاريد كوشنر يعملون على رسم شرق أوسط جديد، تكون فيه السعودية قوة عظمى حقيقية.
فيديو قد يعجبك: