نيوزويك: الصين ستستفيد من الحرب بين أمريكا وكوريا الشمالية
كتب- هشام عبد الخالق:
قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقريرٍ لها، اليوم الجمعة: "إن احتمالات نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية تزداد يومًا بعد يوم، فإدارة ترامب مُصممة على منع كوريا الشمالية من القدرة على تهديد الولايات المتحدة بالأسلحة النووية، ولكن زعيم كوريا الشمالية لن يخضع لمثل تلك الطلبات ويغير من برنامج أسلحته النووية، ولا يبدو أن أي الجانبين سيقدم تنازلات لتخفيف التوتر، في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إن الوقت ينفذ ويتم دراسة الخيارات العسكرية لإنهاء الوضع".
وتوقعت المجلة أن تكون نتائج الصراع كارثية، وبتقديرات احتمالية، سوف يلقى ما يقرب من 300 ألف شخص حتفهم في الأيام الأولى من الحرب، وسوف يتبعهم ملايين اللاجئين وأزمة إنسانية على نطاق واسع، وما يقرب من تريليون دولار لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
وأضافت المجلة، لن تبدأ الصين حربًا مع كوريا الشمالية، ولكن إذا اندلعت الحرب لن تجلس صامتة في مقعد المشاهدين أيضًا، فمع طموحاتها المتزايدة وقدرتها العسكرية من المتوقع أن ترسل الصين عشرات آلاف الجنود إلى كوريا الشمالية، وهو احتمال لم تستعد له الولايات المتحدة، ويجب على إدارة ترامب إعداد خطة متوقعة لما بعد الحرب تعكس النهاية التي تطمح إليها من الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وتابعت، على الرغم من اتفاقية الدفاع المشترك بين كوريا الشمالية والصين، التي تم توقيعها عام 1961، لن تتدخل الصين في كوريا الشمالية بدافع من إنكار الذات، فالعلاقات بين الدولتين تدهورت في السنوات الأخيرة، ورفضت كوريا الشمالية المحاولات الصينية الأخيرة لإعادة إحياء العلاقات الثنائية.
وقالت المجلة: "التدخل الصيني في كوريا الشمالية سيكون له على الأقل ثلاثة أهداف، أولاً: منع تدفق اللاجئين، حيث تقول بعض التقارير الإعلامية الموثوق منها أن الصين بدأت بالفعل في بناء مخيمات على الحدود، ثانيًا: جيش التحرير الشعبي سيحاول تأمين منصّات إطلاق الصواريخ وكذلك المفاعلات النووية، حيث اتفقت الولايات المتحدة مع الصين على ضرورة ألا تقع الصواريخ الكورية الشمالية في الأيدي الخاطئة، ثالثًا: ستحاول الصين إنشاء قاعدة عسكرية كبرى لزيادة تأثيرها في المحادثات التي تلي الحرب حول المستقبل العسكري والسياسي لشبه الحزيرة الكورية، مثلما تدخلت روسيا في سوريا.
واستطردت المجلة، "حتمية التدخل العسكري الصيني له آثار هامة على استراتيجية الولايات المتحدة، ومن الضروري أن تبذل إدارة ترامب ما في وسعها لفتح مناقشات مع الصين حول كيفية تخطيط كل جانب لإدارة الفوضى وعدم الاستقرار الناتجين عن انتهاء الحرب، ويمكن لقنوات الاتصال المخصصة أن تنهي الصراع، ويتمثل هدف أكثر طموحًا في الاتفاق على تقسيم العمل، مثل تأمين المواد النووية".
وأشار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إلى أن مثل هذه المحادثات مع بكين قد تكون جارية الآن، ولكنها أولية وغير كافية، حيث كانت الصين تقاوم تاريخيًا محادثات الطوارئ، بسبب الإشارة التى سترسلها عن رغبتها فى رؤية سقوط بيونج يانج، ولكن هذا قد يتغير، لأن كوريا الشمالية هى أكثر قضايا السياسة الخارجية حساسية في بكين حاليًا، وعلى النقيض تمامًا من قضايا مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي، اتخذت القيادة قرارًا واضحًا للسماح للأكاديميين والمراكز الفكرية وحتى المسؤولين الحكوميين بالدعوة لطرق مختلفة وجديدة. وبفضل النجاح الكبير - بشكل مختلف عما تُوقع في السنوات الأخيرة - استخدمت إدارة ترامب الضغط والدبلوماسية لدفع بكين للتوقيع على عقوبات أشد ضد كوريا الشمالية. ومن الممكن أن يؤدي هذا الضغط لتحقيق نتائج إيجابية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "لن تستطيع الولايات المتحدة إيقاف الجيش الصيني من دخول كوريا الشمالية، ولا يجب عليها المحاولة من الأساس، ولكن مع تخطيط جيد يجب عليها البدء الأن في محاولة تقليل مخاطر الصراع غير المقصود مع الصين، وأيضًا تقليل قدرة الصين على إملاء شروطها بخصوص التواجد الأمريكي في جنوب شرق آسيا، وبخصوص هذا فالفشل في الاستعداد بشكل جيد، هو إعدادٌ للفشل".
فيديو قد يعجبك: