الحياة اللندنية: المعارضة السودانية تطالب أردوغان بالاعتذار عن فترة الحكم العثماني
كتبت – إيمان محمود:
قالت صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم الأحد، إن حزب الأمة الذي يُعتبر أكبر أحزاب المعارضة في السودان، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالاعتذار للسودانيين عن "الإرث السيئ" للدولة العثمانية وما سببته من أذى في السودان.
جاء ذلك قبل ساعات من وصول أردوغان إلى العاصمة السودانية؛ الخرطوم في زيارة رسمية، الأحد، لتستغرق يومين، وذلك تلبية لدعوة من نظيره السوداني عمر البشير.
ونقلت الصحيفة عن مريم الصادق المهدي، نائب رئيس حزب الأمة، قولها إن "التاريخ العثماني مليء بسيئات خلفها في أنحاء العالم الإسلامي"، وتساءلت: "هل ينكر أردوغان ذلك؟".
وأعلنت وكالة انباء الأناضول التركية أمس، أن انقرة تعتزم إطلاق اسم القائد العثماني فخر الدين باشا على الشارع الذي توجد فيه سفارة الإمارات في العاصمة التركية، وذلك بعدما تحول الجدل حول الدور التاريخي لهذا القائد خلافًا ديبلوماسيًا.
وأضافت مريم المهدي: "نحن أحفاد الذين طردوهم العثمانيون من السودان، حققنا الدولة الإسلامية بثورة لا تزال ترفع رأس كل سوداني".
واتهمت المهدي الدولة العثمانية بإهداء العالم الإسلامي إلى دول الاستعمار بأبخس الأثمان، وقالت: "ما له الرئيس أردوغان وارث أواخر الدولة العثمانية الفاشلة والفاسدة التي قدمت العالم الإسلامي بكامله إلى دول الاستعمار الغربية بأبخس الأثمان وهو في أضعف الحالات؟"، بحسب الصحيفة.
واستطردت: "كنّا نود أن نحترم الرئيس أردوغان ونرحب به في وطننا كقائد مسلم مستنير وناجح، لكننا نطالبه قبل أن يطأ أرض بلادنا بأن يعتذر عن إرث العثمانيين السيئ وما تسبب فيه من أذى".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تُعد الأولى التي يقوم بها رئيس تركي للسودان منذ استقلاله عام 1956، فيما كانت زيارة جعفر النميري تركيا عام 1981 هي الأولى من نوعها لرئيس سوداني.
وأشارت الخارجية السودانية في بيان إلى أن زيارة أردوغان "تشكل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين"، وأكدت أن الاتفاقات المقرر توقيعها خلال الزيارة، تعزز من الشراكات الاقتصادية السودانية-التركية، خصوصًا في مجال الاستثمار والإنتاج الزراعي ومجالات التعليم العالي والبيئة والتعاون العسكري والقانوني والطرق والتعدين والطاقة والصحة.
ويرافق أردوغان إلى الخرطوم حوالي 200 من رجال الأعمال وممثلي الشركات التركية، وذلك للمشاركة في ملتقى اقتصادي بين البلدين يجمعهم برجال أعمال وشركات سودانية.
ويتضمن برنامج الرئيس التركي زيارة لمدينة ميناء بورتسودان، وميناء سواكن، على ساحل البحر الأحمر، لتوقيع اتفاقات خاصة بالمنطقة الحرة، وتفقد آثار عثمانية هناك، أعادت تركيا ترميمها، وفق الصحيفة.
وأعلن مجلس إدارة جامعة الخرطوم، منح أردوغان درجة الدكتوراه الفخرية، "اعترافاً بجهده المتميز في قيادة نموذج ناهض للتنمية في بلاده، وخلقه شراكات مع السودان والمجتمع المدني في مجال التعليم والصحة وتقديم العون الإنساني والتنموي والاقتصادي، إضافة إلى مواقفه المميزة تجاه قضايا الحقوق والعدالة في العالم".
وشهد السودان بين عامي 1821 و1885، فترة الحكم التركي-المصري الذي أطاحته ثورة دينية قادها الإمام محمد أحمد المهدي.
فيديو قد يعجبك: