أسوشيتد برس: لا إشارات على سماح ميانمار بعودة الروهينجا
كتب – سامي مجدي:
قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إنه لا توجد أية إشارات حقيقة على أن ميانمار تفي بتعهدها السماح لمسلمي الروهينغيا بالعودة إلى ديارهم، بعد أشهر من نزوح مئات الآلاف منهم إلى بنغلاديش المجاورة في إطار حملة وصفتها الأمم المتحدة بالتطهير العرقي.
وأضافت الوكالة في تحليل نشرته الأحد أن عودة الروهينغيا الذين هجروا من ولاية راخين من المفترض أن تكون طوعية، غير أن الكثير من هؤلاء المهجرين الذين يعيشون الآن في مخيمات لاجئين في بنغلاديش، يخشون من العودة.
قالت أسوشيتد برس إن هؤلاء لا يثقون في الحكومة القومية في ميانمار ويشعرون بأن سكان الدولة البوذية يكنون لهم كرها شديدا. وقال جيش ميانمار الذي طرد الروهينغيا إنه لا يجب توقع عودة اللاجئين بأعداد كبيرة.
وأشارت الوكالة إلى أن حملة القتل والاغتصاب وهجمات الحرق التي ارتكبتها قوات الأمن في ميانمار وغوغاء بوذيون أجبرت أكثر من 850 ألف من الروهينغيا البالغ عددهم 1.3 مليون شخص على الفرار إلى بنغلاديش.
وقالت إن موطنهم في الجزء الشمالي من ولاية راخين، خالي الآن ما دفع الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى وصف ما جرى بأنه تطهير عرقي.
وتوصلت ميانمار إلى اتفاق مع بنغلاديش الشهر الماضي يقضي ببدء عودة اللاجئين قبل 23 يناير، فيما يبدو لتهدئة الانتقادات الدولية الموجهة للدولة البوذية.
قالت كريس ليوا، وهي خبيرة بارزة في شؤون الروهينغيا والسياسات التي جعلت منهم أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، إنه "لا سبيل" على أن ذلك سيحدث. فالحكومة لم تقم بشيء يذكر من أجل عودتهم.
وذكرت أسوشيتد برس أنه في الوقت الذي قالت فيه ميانمار إن الروهينغيا سيسمح لهم بالعودة إلى منازلهم الأصلية، التي لا يزال القليل منهم قائما، تحدث بعض المسؤولين عن وضعهم في "مخيمات" في راخين.
ونقلت الوكالة عن وزارة الإعلام في ميانمار إن الحكومة أنشأت بالفعل ثكنتين إلى جوار مركز شركة في قرية تاونغبيو ليتوي بولاية راخين لاستقبال العائدين. وخزنت الحكومة موادا وبدأت في تمهيد الأرض لإقامة 41 وحدة سكنية.
وقالت الوزارة إن الفكرة هي أن العائدين بإمكانهم البقاء هناك بشكل مؤقت.
غير أن هذا الأمر أثار فزع عريف الله، 34 سنة من الروهينغيا الذين يعيشون في مخيم بالوكالي في بنغلاديش. يخشى عريف الله من أن هذا الوضع قد يصبح دائما على غرار مخيمات الأبارتهايد التي أقيمت بعد اندلاع أعمال عنف في سيتوي، عاصمة ولاية راخين، في 2012.
تقول الوكالة إن هذه المخيمات تأوي 120 ألف شخص حتى بعد خمس سنوات من إقامتها. كما أن منظمات الإغاثة الدولية محظور عليها فعليا من دخولها، وليس لدى الروهينغيا أي طريقة للحصول على الطعام أو التعليم أو الرعاية الطبية الأساسية. وتموت الأمهات أثناء الولادة. وهناك علامات واضحة على معاناة الأطفال والرضع في سوء تغذية.
قال عريف الله، وهو اب لطفلين، "فقدنا منزلنا. لكننا بشر."
وتابع "إذا كانت حكومة ميانمار مستعدة حقا على إعادتنا ومنحنا حقوقنا، فعليها بناء منازل على الأرض حيث أحرقت منازلنا. لكن من الواضح أنهم لا يريدون ذلك. ولن نعود لنعيش في مخيمات."
والروهينجا محرومون من حقوق المواطنة في ميانمار وينظر إليهم على أنهم مهاجرون جاءوا بطريقة غير مشروعة رغم أن لهم جذور تعود إلى قرون.
في غضون ذلك، حذرت أنغا نيلاكانتان، مديرة قسم أسيا في مجموعة الأزمات الدولية، من مخاطر أمنية محتملة. وهي أيضا لا تعتقد بأن أعدادا كبيرة من الروهينغيا سوف يعودون من بنغلاديش في أي وقت قريب.
وقالت إن وجود الكثير من الروهيغيا اليائسين المصدومين، من شأنه أن يكون وصفة لمزيد من الاضطرابات وهجمات محتملة عابرة للحدود يشنها مسلحو الروهينغيا.
فيديو قد يعجبك: