"هاآرتس": نتنياهو نجح في "دقّ إسفين" بين الفلسطينيين وأمريكا
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، اليوم الاثنين، إن الفلسطينيين منحوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "هدية عيد الميلاد"، برفضهم الوساطة الأمريكية، وهو ما تمناه نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة، أن نتنياهو لطالما حاول إثارة المشاكل في العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وفلسطين، مشيرة إلى أنه نجح أخيراً في "دقّ إسفين" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
واعترف ترامب، مطلع الشهر الجاري، بالقدس عاصمة لإسرائيل رسمياً، موضحاً أنها تلك الخطوة "تدفع قدما إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين".
وعقب قرار ترامب مباشرة، أعلن محمود عباس، أن فلسطين لن تقبل بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية وسيطًا أو شريكًا في عملية السلام، لأنها "اختارت ألا تكون وسيطًا نزيهًا".
وأشار التقرير، إلى أن قضية اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل أصبحت تتركز في تحديد قدر الإدانة الدولية والأصوات المناهضة لتلك الخطوة، منوهة إلى أن هناك دعم دولي ضئيل حصلت عليه واشنطن في نقل سفارتها إلى المدينة المحتلة.
واعتبر التقرير أن رفض الرئيس الفلسطيني، للولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام بمثابة "أفضل هدية ممكنة" للدولة العبرية في أعياد الميلاد، موضحة أن قطع العلاقات بين الأمريكيين والفلسطينيين هدف نتنياهو منذ سبعينيات القرن الماضي، حينما كان ناشطاً صهيونياً يدرس في الجامعة.
ووفق الصحيفة الإسرائيلية، هيمنت المعركة ضد اعتراف الإدارة الأمريكية بالدولة الفلسطينية على السياسة الخارجية الإسرائيلية، في ثمانينيات القرن الماضي، حينما كان نتنياهو يعمل في السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن.
وبصفته رئيسا للوزراء بين 1996إلى عام 1999 ثم في 2009، كان على نتنياهو أن يتعامل مع الواقع الجديد في حقبة ما بعد معاهدة "أوسلو"، حسبما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية، في ظل تأييد إدارتي بيل كلينتون وباراك أوباما اللتين أيدتا علنا قيام دولة فلسطينية، ولكنهما لم يعملا بجدية في هذا السياق.
وقال التقرير، إن نتنياهو بذل ما في وسعه لتهميش القضية الفلسطينية أمام البيت الأبيض، وحاول إقناع الإدارة الأمريكية بأن القيادة الفلسطينية لا تستحق الحصول على مكان متساوٍ على طاولة المفاوضات.
وبحسب "هاآرتس"، لم يبذل نتنياهو أي جهود حقيقية لحل المشاكل اليومية لأشد المدن فقرا في إسرائيل، في إشارة إلى مدينة القدس.
وكان من الممكن أن يصدر الفلسطينيون ردا أكثر انضباطًا على قرار ترامب، حسبما أفادت "هاآرتس"، حيث يقول الجانب الفلسطيني ببساطة إنه لا يمكن لأحد، ولا حتى الإدارة الأمريكية، أن تقرر مستقبل القدس دون موافقتها، ومن ثم كان بإمكان الرئيس الفلسطيني إبقاء قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة مفتوحة والانتظار لمعرفة ما إذا البيت الأبيض يعتزم اطلاق مبادرة أكثر جدية في عملية السلام.
وألمحت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الجانب الفلسطيني يعول على قوى دولية لإنقاذه من قرار الولايات المتحدة، إلا أن الاتحاد الأوروبي غارق في أزماته الداخلية مثل قضايا المهاجرين وخروج بريطانيا، فضلًا عن انشغال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتشكيل حكومة ائتلافية بالداخل، وافتقار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الخبرة الكافية للتدخل في الصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني".
ويقول التقرير إن روسيا لديها أهداف خفية مثل تعزيز نفوذها على حساب واشنطن، والتي تبتعد تمامًا عن تحقيق سلام حقيقي في المنطقة، بالإضافة إلى الصين التي لا تسعى إلى أن تصبح مجرد "متفرج" فقط في قضايا الشرق الأوسط، ولذلك ينبغي على الفلسطينيين إعادة النظر في موقفه تجاه إدارة الرئيس الأمريكي.
وأثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة من الغضب والرفض سواء في الدول العربية أو الإسلامية.
وتعد القدس معضلة في صميم الصراع "الإسرائيلي - الفلسطيني"، إذ يعتبر الفلسطينيون أن القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليًا على أساس حدود 1976
فيديو قد يعجبك: