حرب إعلامية بين تركيا والسعودية بسبب "سواكن"
كتب- عبد العظيم قنديل:
تصاعدت حدة التراشق الإعلامي بين عدد من الصحف التركية ونظيرتها السعودية على خلفية منح السودان حق إدارة جزيرة "سواكن" بالبحر الأحمر إلى أنقرة.
كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إن السودان وافق على أن تتولى أنقرة إعادة تأهيل جريرة سواكن وإدارتها، لفترة لم يتم تحديدها.
في هذا السياق، اشتعلت حرب كلامية بين صحيفة "عكاظ" السعودية من جهة، وصحيفة "يني شفق" التركية التي تصدر باللغة العربية، من جهة أخرى.
وقالت صحيفة "عكاظ"، إن الأطماع التركية في القارة الأفريقية ليس لها حدود، والتي انعكست في جولة الرئيس التركي داخل القارة، إذ "كشفت عن الوجه الحقيقي لأردوغان في التمدد والتوسع على طريقة نظام الملالي في إيران".
ووفق "عكاظ"، يرى المراقبون أن تزايد الوجود التركي في البحر الأحمر "يمثل تهديداً صريحاً للأمن القومي العربي"، معتبرين أن أنقرة تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة الأفريقية عبر إنشاء قواعد لها في دول بالقارة.
في المقابل، نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرًا تحت عنوان "زيارة أردوغان التاريخية للسودان أحرقت دم عكاظ السعودية"، وأوضحت أن الصحيفة السعودية، المقربة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، شنت هجومًا حادًا على تركيا والرئيس رجب طيب أردوغان.
ووصفت الصحيفة التركية، المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، "عكاظ"
بأنها "أصبحت إمارتية أكثر من الصحف الإمارتية في هجومها على أردوغان"، متهمة إياها بأنها "الذراع الإعلامي للأمير الشاب".
وقالت الصحيفة:، إن "الزيارة التاريخية للرئيس أردوغان إلى السودان، والتقارب التركي مع السودان قد أقلق بالفعل المحور السعودي- الإماراتي- المصري، وقد ظهر ذلك في ردة الفعل الإعلامية من صحيفة عكاظ".
صحف سعودية: أردوغان يُعيد أمجاد الدولة العثمانية
في هذا الصدد، قال موقع "إيلاف" الصادر من لندن، إن إدارة تركيا لـ"سواكن" تثير عاصفة من المخاوف الاستراتيجية، مشيرة إلى أن قرار الرئيس السوداني أثار مخاوف محلية وإقليمية نظرا للبعد الاستراتيجي للجزيرة التي كانت قبل قرون عاصمة للدولة العثمانية في منطقة الحبشة.
ونقل "إيلاف" عن زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي، تصريحات، رأى فيها أن ما جرى بشأنها بمثابة "صفقة شخصية"، موضحا ًأن "الحديث عن تخصيص سواكن للاستثمار التركي لا يمكن أن يتم بعفوية، ويجري التعامل مع الموضوع كأنها صفقة شخصية (في إشارة ضمنية إلى البشير وأردوغان)".
من جانب آخر، تحدث موقع "عاجل" السعودي، عن علاقة المملكة بالجزيرة السودانية التي خصصها البشير لتركيا، كاشفة أن موقع الجزيرة جعلها مطمعاً لكثير من الدول، حتى أن قطر تقدمت في نوفمبر 2017، بطلب إلى الحكومة السودانية لإدارتها، ووعدت بإنشاء ميناء جديد بها وتجعله منافسًا لبورت سودان، وكافة الموانئ على البحر الأحمر.
لكن الحكومة السودانية، وفق الموقع السعودي، لم توافق على الطلب القطري ومنحت حق الإدارة أخيرًا إلى الحكومة التركية، لـ"تعود الجزيرة إلى الحكم العثماني مجدداً".
من جهتها، أشار موقع "الوئام" السعودي، إلى أن السعي التركي الحثيث لإيجاد موطئ قدم في السودان كان الشغل الشاغل للإدارة التركية بقيادة أردوغان، إذ شهدت الفترة الماضية دخول الكثير من الشركات التركية للسودان للاستثمار في مجالات الإنشاءات والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى مجالات أخرى.
واعتبر الموقع، أن توجه الرئيس التركي لـ"سواكن" على ساحل البحر الأحمر "محاولة لإعادة أمجاد الدولة العثمانية"، إذ تعمل أنقرة على ترميم آثارها في المدينة العريقة.
معارض تركي يُهاجم أردوغان
وفي سياق منفصل، انتقد نائب رئيس مجموعة نواب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أوزجور أوزال، طلب الرئيس التركي من نظيره السوداني عمر البشير تسلم إدارة جزيرة سواكن لإعادة تاهيلها، داعيا إياه إلى الدفاع عن 18 جزيرة تركية استولت عليهم اليونان، حسبما ذكرت صحيفة "زمان" التركية المعارضة.
ونقلت الصحيفة عن أوزال قوله إن "أردوغان عرض على البشير تكفل تركيا بترميم جزيرة سواكن في الوقت الذي تسيطر فيه اليونان على 18 جزيرة تركية، حيث يجرى انتخاب رؤساء بلديات يونانيين في تلك الجزر".
وأضاف أنه كان يجدر بأردوغان زيارة هذه الجزر أولا، والسعي لاستردادها من اليونان، ومن ثم النظر في أمر جزيرة سواكن، بحسب تعبيره.
فيديو قد يعجبك: