حظر المهاجرين.. ترامب لم يكن الأول (تقرير)

كتبت- هدى الشيمي:

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اتخذه بعد أسبوع واحد من وصوله لسدة الرئاسة، بحظر دخول المهاجرين لبلاده غضب مواطني بلاده، وأثار استياء القادة والساسة الأوروبيين، وإدانته الحكومة الألمانية، والكندية، ووجد بعض المحللين السياسيين أنه يتشابه مع قرارات الزعيم النازي أدولف هتلر.

وبعد صدور ذلك القرار خرج عدد من مؤيدي الرئيس الأمريكي، يدافعون عنه وكتبوا على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر)، إن هذه ليست المرة الأولى التي يُمنع فيها دخول مهاجرين، وأشاروا إلى إقدام رؤساء سابقين على أفعال مماثلة.

وفي هذا التقرير توضيح وذكر لأسباب اتخاذ الرؤساء الأمريكيين لقرارات مشابهة لترامب.

ما فعله ترامب في 2017:

منع مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وهم سوريا، العراق، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، اليمن، وعلق دخول أصحاب الـ"الجرين كارد" والتأشيرات لمدة 90 يوما.

وعلق ترامب دخول اللاجئين السوريين لأجل غير مسمى، ويخطط لتعليق دخول باقي اللاجئين لـ 120 يوما.

ومنح ترامب الأولوية للاجئين المسيحيين، وأكد أنهم يتعرضون لاضطهاد واضح في بلادهم.

ويسري القرار أيضا على أصحاب جوازات السفر المزدوجة، مثلا إذا كان أحد مواطني البلاد السالف ذكرها لديه جواز سفر بريطاني فلا يحق له دخول أمريكا.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب فعل ذلك من فراغ، إذ إنه يبرر قراره بالإشارة إلى واقعة إطلاق النار على ملهى أورلاندو للمثليين، والتي ارتكبها مواطن أمريكي ولد في نيويورك.

وتؤكد أنه من بين كل الهجمات الإرهابية التي شهدتها أمريكا، وباستثناء هجمات أبراج التجارة العالمية في 11 سبتمبر، لم يرتكب أي مهاجرين مسلمين جريمة، تدفع ترامب لمنع دخولهم إلى البلاد.

ما فعله باراك أوباما 2011:

علق الموافقات على طلبات هجرة العراقيين لستة أشهر، بعد العثور على عراقيين من تنظيم القاعدة كلاجئين في كنتاكي.

وتشير "الميرور" إلى أن أوباما لم يربط بين ديانة هؤلاء الأشخاص وما يفعلوه، بل كان قراره بناءً على أساس جغرافي، لذلك لم يُحدث هذه الضجة، وعندما أعلن عن قراره كان واضحا للجميع أنه لم يأتِ من فراغ.

جاء قرار أوباما كرد فعل على أحداث معينة، وقبل اتخاذه أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقات مكثفة، وجمعوا بصمات أصابع من على العبوات الناسفة التي عثروا عليها، ومن خلالها علموا أنها تعود إلى المهاجرين.

ما فعله جيمي كارتر 1979:

فرض جيمي كارتر عقوبات على إيران بعد احتجازها لـ52 دبلوماسي أمريكي كرهائن لـ444 يوم.

وتضمنت العقوبات منع حصول الإيرانيين على تأشيرات (فيزا) لدخول لأمريكا، ورحل الطلاب الإيرانيين وأرسلهم إلى بلادهم.

ولفتت "الميرور" لاتخاذ كارتر القرار بناءً على جنسية هؤلاء المواطنين، ولم يكن مبني على ديانتهم، بالرغم من أن الصعوبات تسببت في توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية لفترة طويلة.

ما فعله فرانكلين روزفلت الحرب العالمية الثانية:

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية وتشتت الملايين، و اضطرارهم إلى النزوح، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت أن اللاجئين يشكلون خطرا كبيرا على أمن بلاده.

خشى روزفلت من اختباء جواسيس نازيين بين المهاجرين، وبناء عليه أخبر السلطات الألمانية أنه لن يستقبل سنويا أكثر من 26 ألف مهاجر، وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" فإن عدد اليهود الذين سافروا بالفعل وعاشوا في أمريكا كان أقل من هذه النسبة كثيرا.

ما فعله الكونجرس الأمريكي 1950:

ويذكر موقع معهد "جيلدر ليرمان" للتاريخ الأمريكي أن أقل من 50 ألف أمريكي من بين إجمالي أعداد الأمريكيين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي، وفي أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات، خشى الساسة الأمريكيون من احتمال قيام الشيوعيون بعمليات تخريبية. فكتبوا قوائم سوداء ضمت فنانين وعمال، ومعلمين، ومحامين وبحارة، وغيرهم، ففقدوا وظائفهم ، وانقلبت حياتهم رأسا على عقب.

ودفعت مخاوف الساسة الأمريكيين الكونجرس الأمريكي في أغسطس 1950، لاتخاذ قرار بحظر دخول المهاجرين الشيوعيين الولايات المتحدة، بالرغم من معارضة الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان.