كاتب أمريكي: ترامب صناعة أمريكية خالصة
لوس انجلوس - (أ ش أ):
دعا الكاتب الأمريكي آدم جونسون إلى عدم مقارنة الرئيس دونالد ترامب بقادة أجانب آخرين، مؤكدا أن ترامب هو ظاهرة أمريكية خالصة.
وأشار جونسون –في مقال نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز)- إلى أن وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية على مدار الـ 18 شهرا الماضية قارنت الرئيس ترامب بأكثر من 120 من مختلف الشخصيات والأفكار والأشياء والصور غير البشرية كـفيروس زيكا، وريتشارد الثالث ، وهاتف جالاكسي نوت 7 ، وبالطبع أدولف هتلر – هذا على سبيل المثال لا الحصر.
وأضاف أن تعبير (ترامب يشبه "س") بات تعبيرا صحفيا رائجا لوسائل إعلام تحاول فهم أبعاد الصعود الذي لم يكن متوقعا لترامب إلى السلطة.
ولفت جونسون إلى أنه على مدار الـ 18 شهرا الماضية، عقدت وسائل الإعلام مقارنة بين ترامب وقادة صينيين نحو 8 مرات، وبينه وبين قادة إيرانيين نحو 9 مرات، وبينه وبين قادة فنزويليين نحو 30 مرة، في حين لم تتم مقارنة ترامب بقائد شعبوي غربي أبيض معاصر كـ نايجل فراج من المملكة المتحدة غير 6 مرات فقط.
ورأى الكاتب أن النقاد الممارسين تشبيه ترامب بأعداء أجانب إنما هم يفضلون انتقاد "الشمولية" بشكل عام على النزعة المحافظة التي تميز بها القرن الحادي والعشرين، كما يهتم هؤلاء النقاد بمعايير وأساليب الحكم على حساب الأهداف الأيديولوجية، وهم بذلك يمتدحون جورج بوش الإبن فيما ينتقدون ترامب على الرغم من أن الرئيسين يتقاسمان العديد من الأهداف السياسية لا سيما على الصعيد العسكري والاقتصادي.
واعتبر أن مَيل أولئك النقاد إلى مقارنة ترامب بقادة اشتراكيين من أمثال الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز يكشف مقدار ما يعانيه منهج هؤلاء النقاد من فقر فكري. مضيفا أن الصحفيين ليسوا وحدهم مَن وقعوا في خطيئة مقارنة ترامب بقادة أجانب، وإنما شاركهم في ذلك السياسيون؛ ففي أثناء الحملة الانتخابية بثّ الحزب الديمقراطي مقطع فيديو باللغة الأسبانية يقارن بين دونالد ترامب وهوجو تشافيز؛ كما قالت إليزابيث وارن، السيناتور عن ماساتشوستس ، في يوليو الماضي "إن ترامب يشبه ديكتاتور بلد ما يصعب تحديد مكانه على الخارطة".
وذكر جونسون أن تلك الانتقادات عادة ما تهبط إلى مستوى العنصرية وأنها أحيانا ما تكون مصحوبة بصور لـــترامب بينما يدخن سيجارا كوبيا أو بينما يبدو شبيها بالصينيين – فيكون الانطباع المتكرر هو أن ترامب وسياساته الفجة لا يمكن تفسيرهما في نطاق السياسات الأمريكية المعتادة.
وقال الكاتب إن أجندة ترامب ما هي إلا أجندة الحزب الجمهوري إلى حد كبير، كما أن صعود ترامب إلى السلطة إنما كان تتويجا لجهود حركة حزب الشاي المعادية للأجانب والتي لا تحصل على تمويل ودعم من حكومات أجنبية وإنما من مليارديرات أمريكيين محليين.
وفسر دعم سيناتورات جمهوريين ابتداءً من جون ماكين إلى ماركو روبيو لترشيحات ترامب قائلا: إنهم إنما يتفقون معه؛ أليس غريبا إذن أن أحدا لم يحاول المقارنة بين ترامب وماكين أو بين ترامب وروبيو – إن المقارنة مع القائد الأجنبي إنما تهتم بالشكل على حساب مضمون السياسة وبالشخصية على حساب الأثر المادي.
وأكد أن سياسات ترامب الأساسية هي أمريكية الصنع؛ صنعتها الآلة الإعلامية الأمريكية وسهرت عليها على مدار سنوات ظلت فيه تُعدّد الصعوبات التي تكتنف حياة ذوي البشرة البيضاء وتُشيطن المهاجرين وتضخم حجم الجرائم التي يرتكبها السود في حق البيض.
واختتم حونسون قائلا إن ترامب إنما هو تعبير خام غير مصقول عن العدائية الأمريكية للمهاجرين وعما يعانيه ذوو البشرة البيضاء من صعوبات؛ وعليه فإن أي جهد لوقف ترامب ينبغي أن يستهدف تجفيف تلك الروافد وما تنطوي عليه من فكر يميني، بدلا من الاستمرار في عقد مقارنات لا طائل من ورائها بين الرئيس وبين أعداء أجانب.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: