مونت كارلو: دونالد ترامب.. 3 أسابيع من الفوضى
القاهرة- (مصراوي):
وصفت إذاعة "مونت كارلو" الدولية الأسابيع الثلاثة التي قضاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بأسابيع الفوضى.
وتقول إن ترامب وجد واقعا مغايرا تماما لما حلم به، إذ أنه توقع بداية عهد مشرقة، إلا أن أسابيعه الأولى في الحكم طبعت بسلسلة سجالات وتراجع شعبيته وتصدعات داخل حزبه الجمهوري، وصولا إلى متاعب قضائية.
وبعيدا عن توجهاته السياسية، تقول الإذاعة إن أسلوبه الهجومي والاستفزازي ساهم في تحفيز معارضيه ضده، ودفع شريحة كبيرة من المجتمع الأمريكي إلى الانتقال بحزم إلى المقاومة.
وظهرت معارضة ترامب في أكثر من شكل، فنزل الملايين من الأمريكيين إلى الشوارع، وعارضه قسم من إداراته نفسها، أما على الجبهة الدبلوماسية، فنجح في إثارة استياء قادة العديد من الدول الحليفة، بدءا بأستراليا ووصولا إلى ألمانيا.
وما يزيد من خطورته، بحسب الإذاعة الدولية، هو أنه يخوض الآن معركة قضائية ستكون طويلة وشاقة، وقد تنتهي أمام المحكمة العليا، حول مرسومه الذي حظر مؤقتا الهجرة والسفر من سبع دول ذات غالبية مسلمة تحت شعار مكافحة الإرهاب.
وأشارت لتلقيه في معركته أمام القضاء صفعة شديدة إذ أكدت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو الخميس على التعليق المؤقت للمرسوم.
ويشدد معسكر ترامب على أن القضاء لم يبت في جوهر القضية، وأن المسألة لم تحسم بعد، وهو على حق في ذلك.
إلا أن الرمز خلف هذا القرار يبقى قويا، لا سيما وأن القضاة الثلاثة الذين رفضوا بالإجماع استئناف الإدارة عينهم رؤساء ديمقراطيون و جمهوريون هم جيمي كارتر وجورج بوش وباراك أوباما.
وسبق أن اصطدم رؤساء من قبل بأحكام قضائية شلت قرارات اتخذوها، غير أن طريقة رد الرئيس الذي جعل من صراعه مع القضاء مسألة شخصية، وهجماته البالغة الحدة ضد بعض القضاة وضد المحاكم بصورة عامة، فاجأت الجميع.
ولفت الصحفي في "نيويورك تايمز" تشارلز بلو في مقالة بعنوان "خصوم ترامب الرئيسيون يلبسون رداء القضاء"، إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما انتقد علنا في 2010 قرارا صادرا عن المحكمة العليا حول تمويل الحياة السياسية، لكنه "إذ أقدم على ذلك، حصر استياءه بالقرار بحد ذاته".
وخلص إلى أن "المحاكم الوحيدة التي يعتبرها ترامب شرعية هي تلك التي ترضخ لمشيئته" مؤكدا "هو لا يريد أن يكون رئيسا، بل امبراطورا".
وبعد فوز رجل الأعمال المفاجئ في الانتخابات الرئاسية، ردد أوباما أن أهمية المنصب تفرض نفسها على من يشغله وتبدله، سعيا منه ربما لطمأنة الديموقراطيين بعد الصدمة التي أصابتهم.
لكن من المؤكد أن مهام الرئاسة لم يكن لها حتى الآن أي تأثير على ترامب.
ويبدو فريقه، أو قسم منه على الأقل، مصمما على الالتزام بشكل تام باستراتيجية الحملة الانتخابية وتطبيق الأساليب التي أتت بنتيجة في سياق المهرجانات والتجمعات، من ويسكونسن إلى بنسيلفانيا، على نهج الرئاسة.
وأشارت الإذاعة إلى أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن قاعدة الناخبين التي حملت ترامب إلى البيت الأبيض تبقى على تأييدها الصلب له.
وقال المتحدث باسمه شون سبايسر الخميس إن من الأسباب التي حملت على انتخاب الرئيس أنه يقول ما يفكر به، مضيفا "إنه لا يضبط نفسه، هو صادق. لن يكتفي بالجلوس والبقاء مشاهدا".
ونقلت الإذاعة افتتاحية نشرتها صحيفة "شيكاغو تريبيون" قبل بضعة أيام قالت فيها "ما نعرفه هو أن هذا الرجل على هذا الشكل. ليس هناك في داخله رجل آخر، يتسم بمزيد من الرقي يحاول الخروج".
وأكدت أن كل الذين يراقبون الوضع عن كثب يعرفون ذلك.
فيديو قد يعجبك: