نيويورك تايمز: الخوف يسيطر على موظفي الحكومة الأمريكية بعد تولي ترامب
كتبت - إيمان محمود:
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن حالة من "الخوف والإحباط والمقاومة" انتشرت في صفوف العديد من الموظفين المدنيين في الحكومة الأمريكية الذين لا علاقة لهم بالسياسي في أعقاب تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
أجرت الصحيفة مقابلات مع أكثر من 30 موظفًا فيدرالياً، حاليين وسابقين، في الولايات المتحدة الأمريكية نشرته في تحقيق يوم السبت الماضي. كانت أبرز تلك المقابلات مع موظفي مكتب ضريبة الدخل الأمريكي، ووزارة الدفاع الأمريكية، ووكالة حماية البيئة، ووزارتي العدل والخزانة، ووزارة الأمن الداخلي، وغيرها من المؤسسات الفيدرالية.
وأضافت أن تلك المقابلات تكشف زعزعة قوة العمل الفيدرالي بسب انتقال السلطة من حزب إلى آخر.
أشارت الصحيفة إلى استطلاعات رأي أظهرت أن معظم العاملين بالهيئات الفيدرالية يفضلون الحزب الديمقراطي عن الحزب الجمهوري، أن هؤلاء العاملين عاصروا الكثير من الديمقراطيين والجمهوريين ممن مروا على البيت الأبيض، ولكن هذا التأييد الحزبي والأيدولوجيا يفسر فقط مشاعرهم الداخلية.
تقول الصحيفة إن هم الموظفين في المؤسسات الحكومية بات مصير وظائفهم "همم الشاغل،" بعد أن أصدر ترامب مذكرة تتضمن تجميد توظيف الموظفين المدنيين على المستوى الفيدرالي، ليتم تطبيقها في جميع المجالات في السلطة التنفيذية.
بينما يرحب بعض الموظفين بقرارات ترامب بعدما وعدهم بخلق فرص عمل جديدة، كمشاريع البنية التحتية، وخفض الضرائب، يعمل البعض الآخر على مشاريعه الخاصة، دون أن يشتت نفسه بالمشكلات السياسية المحيطة به.
وأكدت الصحيفة أن تولي دونالد ترامب، منصب رئيس الولايات المتحدة، تسبب في انتشار الخوف والإحباط والمقاومة لدى العديد من الموظفين المدنيين الذين ليس لهم علاقة بالسياسة، والذين أكدوا أنهم يعملون لخدمة المصلحة العامة وليس لخدمة رئيس بعينه.
كما أشارت الصحيفة إلى موقف بعض العلماء في وكالة حماية البيئة الأمريكية، والذين يحاولون التعامل بحكمة مع قرارات ترامب الأخيرة بشأن حجب موقعهم الإلكتروني، ومنعهم من التعامل مع وسائل الإعلام، الأمر الذي أثار انزعاجهم بشدة، وأيضًا العاملين في الخدمات الرقمية مثل شركات جوجل ومايكروسوفت وفيسبوك، والذين يدرسون التصدي لاستخدام ترامب للبيانات التي جعلوها أكثر كفاءة، والذي يحاول استخدامها لاستهداف جماعات المهاجرين بالتحديد.
وقال جابرييل مارتن، وهو محامي يعمل في مكتب "دنفر" التابع للجنة تكافؤ فرص العمل منذ 30 عامًا، أنه يتشارك مع زملائه التوقعات السيئة حول مصير وظائفهم في عهد ترامب، مضيفًا "انه تقريبا الشعور بالفزع، عما سيحدث لنا"، مشبهًا هذا الشعور بالموسيقى التصويرية لفيلم "اليهود" عندما يكون القرش قادمًا.
جيرالد كونولي، الممثل الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا قال "ماذا تفعل؟ عندما تعمل في مكان ويأتي زعيم ليتخلى عنك نهائيًا؟ بين ليلة وضحاها، تواجه معضلة حقيقية".
وأوضح أن العاملين كانوا يشاهدون تزايد الخطر العام الماضي، حينما شن ترامب خلال حملته الرئاسية حربًا مليئة بالكلام المناهض للحكومة، والآن ينتظرون من الرئيس ومستشاريه فرض سياساته وتقاليد الموظفين المنتصرين.
وذكرت الصحيفة أن ميكي ديكرسون، وهو أول مهندس عينته شركة "جوجل" لإنقاذ موقع الرعاية الصحية التابع للحكومة الأمريكية، كما أنه أصلح العديد من الأنظمة الحكومية العتيقة، بهدف مساعدة الرئيس السابق باراك أوباما، في فتح الأبواب للاجئين ومساعدتهم وتقديم الرعاية الصحية لهم، كان أول من تسبب في تسرب الشعور بالأزمة لزملائه، وذلك عندما ترك عمله في ديسمبر الماضي.
وأكد ديكرسون لزملائه في تلك الليلة "هذا هو وقت الأزمة، التحالف الذي جمعنا في وقت ما قد كُسر، لأن القيم التي حددت أولويتنا الآن يتم تصويبها في اتجاهات مختلفة".
وحضر ريد كورديش، وكريس ليديل، مستشاري الرئيس، والمقربين من جاريد كوشنير زوج ابنة ترامب، اجتماع موظفي "ديجيتال سيرفيس" واللذان أخبرا الموظفين بأن خبراتهم تم تقديرها من جانب الرئيس وكوشنير، وغيرهم في الجناح الغربي.
كانت الرسالة تحمل نوعًا من الطمأنينة للموظفين، ولكن بعضهم قال إنها كان تأثيرها عكس ذلك تمامًا، وأن الحديث كان يؤكد نية الإدارة استخدام التكنولوجيا في أغراض جديدة تناسب السلطة الحالية.
فيديو قد يعجبك: