مهاجرة تونسية شابة تعود لتزرع آلاف الأشجار في قريتها
القاهرة - مصراوي:
صنفت مجلة "فوربس" الأمريكية للمال والأعمال الشابة التونسية سارة التومي من بين أفضل 30 مؤسساً لجمعية خيرية دون سن 30 سنة في العالم. وتم تكريم الشابة التي تبلغ من العمر 28 سنة على خلفية إقامتها مؤسسة للأعمال الخيرية تضم جمعيتين هما "أكاسيا للجميع" و "حلم في تونس" ونجحت من خلالهما في تحقيق مشاريع تنموية مختلفة لمصلحة سكان قرية "بئر صالح" في محافظة صفاقس في الجنوب التونسي.
وفي حديث مع "الحياة" أكدت الشابة التونسية الفرنسية أن حبها الكبير لقريتها وتعلقها بجذورها هما السبب الرئيس وراء عودتها من باريس وشروعها في تنفيذ مشاريع خيرية لفائدة الأهالي الذين رحبوا بمبادرتها وساهموا في إنجاحها.
وتضيف سارة: "ولدت في فرنسا من أب تونسي وأم فرنسية، حين زرت قرية والدي للمرة الأولى كان عمري ثماني سنوات فقط ولم أكن أفهم اللهجة المحلية غير أنني شعرت بمدى فرحة أقاربي باستقبالي ولمست الحب في نظراتهم واهتمامهم، فقررت أن أرد لهم الجميل وبدأت آنذاك في جلب اللعب والهدايا والكتب للأطفال ثم كبرت فكبر الحلم وتحول مشروعاً حقيقياً سعيت أن يكون جدياً وصادقاً وأشركت أهالي قريتي في كل تفاصيله".
مقاومة التصحر كانت الهدف الأساسي الذي سعت سارة الى تحقيقه إثر اطلاعها على مشكلات ندرة المياه وملوحتها في قريتها وتأثيرها السلبي على أشجار الزيتون. البداية كانت زراعة أشجار الأكاسيا بصفة مكثفة في أراضي القرية بمساعدة من منظمات محلية وعالمية بهدف تخفيف كمية المياه التي تفقدها التربة من طريق التبخر ما يؤدي إلى تقليل كمية الأملاح التي تتجمع على سطح التربة الأمر الذي يساعد في الحد من التصحر وتملح التربة والمياه. وأدى تنفيذ هذا المشروع عبر زراعة آلاف الأشجار إلى تفاعل إيجابي من سكان القرية ما دفع الناشطة الشابة إلى التفكير في مشاريع تنموية تستهدف المواطنين، خصوصاً منهم النساء العاملات في القطاع الفلاحي.
مشاريع كثيرة نجحت الجمعية في تحقيقها، وعن ما تم تقديمه للأهالي تقول سارة: "جهزنا مركزاً في المنطقة يضم نادياً للأطفال ومكتبة ومركز تكوين بالإضافة إلى المتنزه الخارجي والمكاتب المخصصة للعاملين في الجمعية. وتم استغلال هذا المكان من خلال تنظيم دورات تكوينية للشبان الباحثين عن الشغل ولتعليم المهن اليديوية لنساء القرية ثم تسويق منتوجاتهن"، كما قام المركز بمساهمة ممولين وطنيين وعالميين بتوزيع آلاف الكتب والحواسيب لفائدة الأطفال والشبان.
وإضافة إلى امتنان أهالي القرية المستفيدة حظيت سارة التومي بمساندة ودعم الإعلام التونسي والفرنسي ما ضاعف الدعم الموجه للجمعية ووسع نشاطها فانتقلت إلى مدن مجاورة في الجنوب التونسي وساهمت في زراعة عشرات الآلاف من أشجار الاكاسيا كما شاركت الى جانب سفراء دول أوروبية وأطفال وشبان في زراعة أشجار في مناطق مختلفة في العاصمة في مناسبات عدة لإثارة الاهتمام بأهمية هذا المشروع.
فيديو قد يعجبك: