هآرتس: الأقباط أصبحوا على قمة أهداف "داعش"
كتب - ممدوح عطا:
قالت صحفية "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير لها، خاص بنزوح أقباط العريش إلى الإسماعيلية والمحافظات الأخرى، أنه بينما لم يقم تنظيم الدولة الإسلامية بادعاء المسؤولية عن سلسلة جرائم القتل التي استهدفت مسيحيي العريش، وعدت مجموعة بتصعيد الهجمات ضدهم وأرسلت تهديدات على تليفوناتهم الشخصية، في تصعيد يوضّح وضع الأقباط على قمة أهداف التنظيم الإرهابي.
وأشارت "هآرتس" إلى الاشتباه بقيام إسلاميين متشددين بقتل مسيحي رميا بالرصاص، بينما طعنت ابنته حتى الموت في منزله بشمال سيناء، ووصل عدد القتلى من المسيحيين إلى 7 في شهر في المنطقة المضطربة.
وقال مسؤولان، اشترطا عدم ذكر اسمهما، إن متشددين إسلاميين داهموا منزل كامل يوسف -ويعمل سباكا- يوم الثلاثاء، وأردوه قتيلا أمام زوجته وأطفاله من بلدة العريش.
ولم تقم أي من المجموعات المسلحة بادعاء المسئولية عن عمليات القتل، إلا أنه مع مطلع هذا الأسبوع، تعهّد فرع "داعش" في مصر، بتصعيد عمليات القتل ضد الأقلية القبطية المحاصرة في العريش، ونشرت موجة من القتل المخاوف بين المجتمع القبطي في العريش، وغادرت العائلات منازلها مع تلقيها تهديدات على الهواتف الخلوية.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه قبل مقتل يوسف، بيوم واحد، أحرق متشددون قبطيا وابنه أحياءً، وألقوا بجثثهم على جانب الطريق بالعريش، إضافة إلى مقتل 3 أقباط آخرين قبلها.
ولام كاهن كنيسة العريش تراخي الأمن في حماية الأقباط، وذلك خلال حديثه مع وكالة أنباء الأسوشيتد برس، مؤكدا أنه فر من المدينة خوفا من القتل، وأن المئات غادروا المدينة أيضا، "كنت أشعر كما لو أن كل هذا مقصود لإجبارنا على مغادرة منازلنا.. أصبحنا مثل اللاجئين".
وأوضح يوسف توفيق، ابن المدرس القبطي القتيل جمال توفيق، أن والده قتله مسلحون مقنعون بالقرب من موقع للجيش يخضع لحراسة مشددة في العريش (نحو 220 ياردة)، مؤكدا أنه لم يتلقوا الدعم من أي من مؤسسات حكومية رسمية بعد مقتل والده.
وأكد "أشعر كما لو أني أحمل جبلا على أكتافي"، مضيفا "نحن نحب بلادنا لكن بلادنا لا تحبنا".
ويمثل الأقباط نحو 10% من عدد السكان، وعانوا من عقود من التمييز، وتتزايد التهديدات التي يتعرض لها الأقباط عقب ثورة يونيو 2013.
وأشارت الصحيفة إلى إصدار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا مختصرا أكدت فيه موقفها منذ وقت طويل، وقفت فيه الكنيسة مع الحكومة في حربها ضد الإرهاب.
وتجاور المنطقة الشمالية من سيناء قطاع غزة وإسرائيل، والتي أصبحت ميدانا للمعارك بين الجيش وبين المسلحين الإسلاميين منذ 2011، وغرقت المنطقة في الفوضى خلال 18 يوما من انتفاضة يناير 2011، والتي قادت لتنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
ومنذ ذلك الحين، نزح الأقباط على مراحل، الأولى كانت من مدينة رفح عندما تم نهب الكنيسة الوحيدة في المدينة وإحراقها وتدميرها بعد عدة هجمات متتالية، ويعتقد المسيحيون أن الكنيسة قد بنيت على أرض مرّت بها العائلة المقدسة خلال عبورها لمصر، وأعقبها موجات لاحقة من تهديدات المسلحين في السنوات الماضية، وذلك طبقا لما ذكره الأب الكاهن، ما زال أقل من 1000 شخص هناك، ولا توجد إحصائيات رسمية بأعداد الأقباط في المدن أو على مستوى الجمهورية.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد فرض حالة الطوارئ وحظر تجوال في المنطقة المضطربة عام 2014، وذلك بعد تفجير انتحاري تسبب بمقتل 30 جنديا، وتم القاء اللوم على حركة حماس التي تحكم قاطع غزة وتستخدم الأنفاق في التهريب، وهدم الجيش المئات من المنازل المجاورة للقطاع، لوقف ما وصفته بالمتسللين المتطرفين من غزة.
وأشارت الصحيفة إلى قيام المسلحين المتشددين بالعديد من الهجمات الانتحارية على الأراضي المصرية، واستهدفت رجال الشرطة والجيش، إلا أنه في ديسمبر الماضي، فجّر أحد التابعين لفرع الدولة الإسلامية نفسه داخل الكنيسة البطرسية، متسببا في مقتل ما يقرب من 30 شخصا من المصلين.
وأكدت "هآرتس" أن التفجير يُعد انعطافا لاستراتيجيات المجموعة السنية المتشددة، وأن المسيحيين أصبحوا على قمة أهدافهم، واستخدم المتطرفون تأييد عدد كبير من الأقباط للرئيس عبدالفتاح السيسي كذريعة لزيادة هجماتهم.
وأشارت الصحيفة اليهودية إلى الفيديو الذي نشرته مجموعة الدولة الإسلامية على الإنترنت، يوم الاثنين الماضي، الذى فجّر كنيسة البطرسية وهو يصف المسيحيين "بالكفار" الذين يعملون على تمكين الغرب من الأمة الإسلامية.
فيديو قد يعجبك: