يونيسيف: الأطفال المهاجرين يُتعرضون للعنف والاعتداء الجنسي أثناء هروبهم من إفريقيا
كتبت - إيمان محمود:
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن النساء والأطفال الذين يحاولون الهرب من الفقر والصراعات الدائرة في إفريقيا، يتعرضون للضرب والاغتصاب والموت خلال رحلتهم الخطرة إلى أوروبا.
وفي العام الماضي، هاجر 181 ألف لاجئ إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط، بينهم أكثر من 25 ألف و800 طفل، فضلًا عن الآلاف الذين لقوا حتفهم خلال رحلتهم.
ولفت التقرير الذي نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن مراكز احتجاز المهاجرين غير الرسمية تعتبر تجارة مربحة للمجموعات المسلحة التي تديرها، والمستفيدة من عمليات التهريب.
ووصفت "يونيسيف" الأوضاع داخل مراكز الاحتجاز بالجحيم، حيث يوجد داخل ليبيا نحو 34 مركز احتجاز، يضم ما يتراوح بين أربعة آلاف إلى سبعة آلاف مهاجر، بينهم 24 مركزًا تحت إشراف حكومي، والباقي تديره مجموعات مسلحة.
وأوضح التقرير الذي جاء بعنوان "رحلة مميتة للأطفال"، أن نحو 26 ألف طفل عبروا إلى أوروبا خلال البحر المتوسط خلال العام 2016، بينهم تسعة أطفال من كل عشرة قطعوا الرحلة من شمال أفريقيا بمفردهم دون أي من ذويهم.
وأشار التقرير إلى أن ثلاثة أرباع الأطفال تمت مقابلتهم في ليبيا من قبل المنظمة الدولية للتعاون والمساعدة في حالات الطوارئ، والذي أفادوا بتعرضهم للتعذيب والتحرش من بالغين في مراكز الاحتجاز، إلى جانب إجبارهم على العمل، والاحتجاز لفترات طويلة في مراكز مكتظة مقابل الحصول على فدية.
وطالبت "يونيسيف" في تقريرها السلطات الليبية ودول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بإنشاء ممرات آمنة وقانونية للأطفال الفارين من الحروب والفقر في أفريقيا، وضمانات لحماية الأطفال وحقوقهم بعيدًا عن شبكات التهريب عند الشواطئ.
وذكر أن العنف والانتهاكات الجنسية تقع بشكل موسع وممنهج عند المعابر ونقاط التفتيش، إذ تحدث الأطفال والسيدات عن تعرضهم لمضايقات من قبل رجال يرتدون زي عسكري. ويلفت التقرير أن معظم الأطفال والسيدات لا يستطيعون دفع تكاليف الرحلة إلى أوروبا في البداية، ولهذا يقعون تحت سطوة المجموعات المسلحة.
وقالت "يونيسيف" إن مراكز احتجاز المهاجرين غير الرسمية بمثابة تجارة مربحة للغاية للمجموعات المسلحة التي تديرها، والمستفيدة من عمليات التهريب، وهي أشبه بمعسكرات للعمل القسري وسجون موقتة، ويجبر المهربون الفتيات المراهقات على تناول أدوية لمنع الحمل في حال تعرضها للاغتصاب.
ونقل التقرير شهادة طفل يبلغ من العمر 15 عامًا والذي قال "المجموعات المسلحة تعاملنا مثل الدواجن، نحن نتعرض للضرب ولا نحصل على مياه نظيفة أو طعام كاف، كثير من الأشخاص يموتون هنا من الأمراض والبرد".
وقال المدير الإقليمي لـ"يونيسيف" افشان خان: "يعد المسار من شمال أفريقيا إلى أوروبا من أكثر الممرات دموية بالنسبة للأطفال المهاجرين، وذلك لسيطرة شبكات التهريب والمجموعات المسلحة، وهي أطراف تستغل الأطفال والسيدات الساعين لحياة أفضل في أوروبا".
ومن جانبه قال نائب المدير التنفيذي لـ"يونيسيف" جوستين فورسيث: "ما توصل إليه التقرير يتطلب تحركًا سريعًا، لا يمكننا ترك الأطفال والسيدات في أوضاع تشبه الجحيم، حيث يتعرضون لانتهاكات جنسية والاستغلال والقتل".
فيديو قد يعجبك: