واشنطن بوست: إيران في أوج قوتها العسكرية منذ 40 عامًا
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الصارمة تجاه إيران أكسبته أصدقاء في العالم العربي، لكنها تحمل خطر كبير يتمثل في إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية معها بعدما أصبحت في أوج قوتها العسكرية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية قبل 40 عامًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن تحذير إدارة ترامب لإيران، الأسبوع الماضي، بأنها أصبحت على قائمة المراقبة تشير بوضوح إلى انتهاء مرحلة المواجهات السياسية التي بدأتها إدارة أوباما وتوصلت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015 لتتخطى حقبة التخوفات الأمريكية من التوسعات الإيرانية التي تلاها تحسن غير مسبوق في العلاقات بين واشنطن وطهران.
ويتنبأ العديد من المتابعين للعلاقات الإيرانية الأمريكية في الشرق الأوسط أن تصبح تلك العلاقات في عهد ترامب على ذات المستوى الذي كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عندما كان الإيرانيون يشنون حربًا خفية في العراق بصورة تزيد من حدة التوترات بين السنة والشيعة في المنطقة بأثرها، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى إمكانية اندلاع حرب وحشية بين إسرائيل، حليفة أمريكا، وحزب الله، المتحالف مع إيران.
وألمحت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ستواجه قوة إيران العسكرية التي أصبحت في أعلى مستوياتها بعدما نجحت في استغلال الفوضى والاضطرابات التي تلت ثورات الربيع العربي في دعم قدراتها العسكرية ونطاق نفوذها في المنطقة.
ويقول نيكولاس هيراس، من مركز "نيو أمريكان سيكيوريتي" البحثي: "تحجيم إيران باستخدام القوة العسكرية أو حدوث مواجهة عسكرية بينها وبين واشنطن سيؤدي إلى تبعات مدمرة على الاقتصاد العالمي بصورة تفوق قدرة حلفاء أمريكا والأمريكيين أنفسهم على تحملها".
ولفتت الصحيفة إلى أن اتفاق إيران النووي الذي تم إبرامه بينها وبين أمريكا والدول الكبرى أدى إلى كبح جماح طموحاتها بامتلاك سلاح نووي، لكنها طورت برامج صواريخ بالستية قادرة على استهداف حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وقواعدها العسكرية، إضافة إلى امتلاكها شبكة تحالفات إقليمية جعلتها أقوى لاعب إقليمي في المنطقة.
ووصلت إيران في الوقت الحالي إلى قمة نفوذها الإقليمي الذي أصبح يمتد من طهران إلى البحر المتوسط بين حدود إسرائيل و"الناتو" إضافة إلى تمددها جنوبًا في شبه الجزيرة العربية، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن إيران تقود عشرات الآلاف من المسلحين في سوريا والعراق وإيران واليمن بما يمتلكونه من قدرات مدرعة ودبابات يدعمهم أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران طورت - للمرة الأولى في تاريخها - قدراتها العسكرية التقليدية بصورة تمكنها من ضرب أهداف تقع على بعد مئات الكيلومترات خارج حدودها وهي قدرات عسكرية يمتلكها عدد محدود من الدول حول العالم، مشيرة إلى أنها تغير الحسابات الاستراتيجية وتوازنات القوى في منطقة الشرق الأوسط.
ويشعر حلفاء أمريكا في المنطقة بالرضا عن سياسات ترامب تجاه إيران، وفقًا للدبلوماسي السعودي السابق، عبد الله الشمري.
وتتركز جهود الإدارة الأمريكية الجديدة على مواجهة التهديدات الصاروخية لإيران والتي لم يتضمنها الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما معها، وكان أبرز تلك الإجراءات إعلان وزارة الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضي، فرض عقوبات جديدة ضد مؤسسات اقتصادية ومسؤولين إيرانيين ردًا على إجراء إيران تجربة صاروخية.
ووعدت إدارة ترامب باتخاذ إجراءات انتقامية بسبب أنشطة الحوثيين العسكرية في اليمن والتي كان أبرزها مهاجمتهم لسفينة حربية سعودية في البحر الأحمر، لكن الصحيفة أوضحت أن إدارة ترامب لم تكشف عن مزيد من التفاصيل حول ما تريد فعله لمواجهة إيران في المستقبل.
وشن ترامب حربًا كلامية ضد إيران عبر "تويتر" في عدة تدوينات أبرزها قوله: "إيران تلعب بالنار.. إنهم لم يقدروا كرم أوباما معهم، لكني لست أوباما" في إشارة إلى أن سياسته ستكون مختلفة معهم وأكثر شدة، بينما جاء رد أوباما على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذي أكد أن بلاده لن تتأثر بتلك التصريحات ولن تبدأ حرب لكن صواريخها ستسقط فوق رؤوس من يرتكبون خطأًا في حقها.
وتعتبر إيران أنه ليس من مصلحتها أن تدخل في مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، لكنها أكدت أنها لن تتخلى عن مكاسبها في المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن سعي واشنطن لكبح جماح إيران لا يتوافق مع الواقع في سوريا التي تمتلك الأخير نفوذّا كبيرًا فيها، وتوافق سياسات إيران وروسيا على دعم الأسد، وهو ما يعني أن مواجهة إيران بمفردها لن تكون ممكنة في سوريا، مشيرة إلى ترامب أعلن أنه سيدعم الأسد، وهو ما يعني أنه لن يتمكن من تحجيم إيران التي لعبت دورًا رئيسيًا في بقاء الأسد في السلطة.
ويعتبر بعض المحللين السياسيين أن الحديث عن قوة إيران مجرد خرافة، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى تأكيدهم على أن ضعف أمريكا هو الذي جعل إيران تبدو قوية.
فيديو قد يعجبك: