لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحيفة بريطانية: زيارة ميركل المرتقبة لواشنطن أكبر تحدي يواجهها

03:03 ص الأحد 12 مارس 2017

لندن - (أ ش أ):

اعتبرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو بمثابة تحدٍ وفرصة في الوقت ذاته بالنسبة للمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل. 

واستهلت الصحيفة تعليقا لها على موقعها الإلكتروني قائلة إن زيارة ميركل المرتقبة الأسبوع الجاري لواشنطن ستكون إحدى أهم وأصعب الزيارات في تاريخها كمستشارة؛ إذ يتعين على ميركل أن تدشن علاقة لائقة مع دونالد ترامب، رغم انتقادات الأخير الجمّة لسياساتها، وإذا كانت ميركل لم تسعَ إلىهذا التحدي؛ إلا أنه قد يُجدي في الدفع إلى إعادة التفكير الذي تأخر فيما يتعلق بمكانة ألمانيا عالميا.

ولفتت الصحيفة إلى أن القادة الألمان منذ الحرب العالمية الثانية قد تراجعوا على نحو مُتفّهم عن فكرة أن تمارس بلادهم دورا قياديا على المسرح العالمي؛ بحيث بات التصور في "بون" ثم بعد ذلك في برلين هو أن القوة الألمانية ينبغي أن تمارَس في "أوروبا"؛ غير أن الاتحاد الأوروبي لم يعد كافيا، لا سيما بعد احتشاد تحديات السياسة الخارجية: حيث الرئيس الأمريكي يتساءل عن جدوى حلف الـناتو، وحيث ثمة حرب في أوكرانيا، وثمة تدفق للاجئين من شرقٍ أوسطي يشهد انهيارا، وثمة خروج لـبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وثمة تحول قومي في تركيا.

وأكدت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي ضعيف جدا وأن ألمانيا لا يمكنها أن تمثل جوابا كاملا لكل تلك التحديات؛ وفي الوقت ذاته، ثمة مبالغة في القول بصعود ألمانيا كقائد معنوي للغرب - إن الحقيقة تكمن في مكان ما بين هذا وذاك... إن ألمانيا تحتاج إلى طريق أكثر ابتكارًا وقوة تجاه العالم، جنبا إلى جن مع تقدير لما يمكنها الاضطلاع به وحدها.

وبدأت الفاينانشيال تايمز بالحديث عن الإنفاق العسكري، مؤكدة أنه في زمن الرئيس الامريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن مسألة كتلك لا يمكن غض النظر عنها؛ إن ألمانيا تنفق أقل من نسبة 1,2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، مقارنة بالنسبة التي يستهدفها الـناتو: 2 في المائة - لابد لذلك أن يتغير؛ كما يتعين على ألمانيا دعم تمويل حراسة حدود الاتحاد الأوروبي ومراكز استقبال اللاجئين وصناديق استقرار الأوضاع في بلاد شمال أفريقيا أمثال ليبيا.

ونوهت الصحيفة عن أن فكرة "جيش أوروبي" لا تزال رائجة في ألمانيا، لكن تكاملا عسكريا عميقا يبدو أمرًا غير واقعي في ظل انقسام دول الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا السياسة الخارجية؛ ومن الأفضل في الوقت الراهن الدفع صوب أمور تطبيقية عملية كسياسات شراء مشتركة بين دول الاتحاد فيما يتعلق بالتسلح، بحيث يُسّهل ذلك على جيوش الاتحاد العمل معا.

ولفتت الـصحيفة إلى أن ألمانيا تواجه كذلك تحديات دبلوماسية صعبة؛ فعلى صعيد (بريكيست) خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتعين على حكومة ميركل -أو التي ستليها- العمل على الموازنة بين الحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي من ناحية وإقامة علاقة اقتصادية واستراتيجية قوية مع بريطانيا من ناحية أخرى.

وعلى الصعيد الروسي، رأت الفاينانشيال تايمز أن ألمانيا قد اضطلعت بدور قوي تمثل في قيادة جهد عقوبات الاتحاد الأوروبي حول قضية أوكرانيا؛ وتكمن الخطورة الآن في أن يتسبب تحوّل سياسة الولايات المتحدة في سحْب الأرضية من تحت أقدام ميركل - وعليه ينبغي على المستشارة الألمانية استغلال زيارة واشنطن في دعم العمل بفرض العقوبات على روسيا ريثما تتوقف الأخيرة عن التدخل في أوكرانيا، ووسط حالة الفوضى التي يشهدها الموقف الأمريكي تجاه روسيا حاليا فإن صوت المستشارة الألمانية سيحدث فارقا كبيرا.

بصورة أعم، رأت الصحيفة، أن ألمانيا يمكنها أن تدافع عن النظام الدولي المحكوم بالقواعد، في واشنطن وغيرها؛ وإذا كانت إدارة ترامب تميل إلى تجاهل منظمة التجارة العالمية وتخطّي الأمم المتحدة، فإن ميركل يمكنها الظهور كمدافع عن النظام التجاري العالمي والقانون الدولي.

وأكدت الـفاينانشيال تايمز أن التحديات التي تواجهها ميركل- من موسكو إلى الشرق الأوسط ومن واشنطن إلى لندن- هي تحديات ضخمة؛ لكن ألمانيا لديها سلاحين قويين يمكنها الاستعانة بهما: اقتصاد قوي، واحترام دولي - إن استطلاعات الرأي العالمية تشير بانتظام إلى أن ألمانيا الحديثة تعتبر إحدى أكثر الدول احتراما وتقديرا حول العالم.

ورأت الصحيفة أن ألمانيا بإمكانها الحفاظ على ما تحظى به من احترام دولي حتى وإن اضطلعت بدور قيادي أكثر حماسا، وذلك عبر التمسك بنهج ميركل الأخلاقي على صعيد السياسة الخارجية؛ فلقد أكدت ميركل على القيم الغربية في ردّ فعلها المبدئي على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية؛ وعلى الرغم من الاعتماد على تعاون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فيما يتعلق بقضية اللاجئين، إلا أن ميركل تحدثت عن حرية التعبير في بلاده. 

وأكدت الـفاينانشيال تايمز في ختام تعليقها على أن الانتقال المتطلب بشدة إلى سياسة خارجية ألمانية قوية وابتكارية سيكون صعبا من الناحية السياسية، سواء في الدخل والخارج - لكن الدفاع عن القيم الليبرالية حول العالم سيمّهد الطريق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان