لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارديان: نشر القوات الأمريكية في سوريا "تصرف ساذج"

01:04 م الأحد 12 مارس 2017

دونالد ترامب

كتبت- رنا أسامة:
علّقت صحيفة الجارديان البريطانية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أفضى بنشر مئات من عناصر مُشاة البحرية (المارينز) في شمال سوريا، الأسبوع الماضي، لدعم المواجهات ضد داعش في معركة استعادة مدينة الرقة، قائلة إن هذا الإجراء حصد قدرًا قليلًا من الانتباه العالمي، في رد فِعل مُفاجيء.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت مجموعة من جنودها ذوي الخبرة النسبية وسط ساحة المعركة المُشتعلة في سوريا، التي تضم ميليشيات كُردية، وقوات من الجيش السوري، ومُعارضي النظام المُقاتلين، بجانب قوات تركية وإيرانية وروسية.
وأفات تقارير بوصول تلك القوات منذ أيام قليلة لإنشاء ثكنة، يستطيعون من خلالها شن هجمات بالمدفعية على مواقع داعش، الواقعة على بُعد 32 كيلومترا من تمركزهم، لدحر إرهابيي التنظيم في الرِقة، في حملة يُنظر إليها- بحسب الصحيفة- على أنها "مُكمّلة" لمعركة استعادة الموصل، شمال العراق.
سحق داعش والقضاء عليه يُمثّل رغبة مُلِحة للمجتمع الدولي، وترى "الجارديان"، في افتتاحيتها المنشورة عبر موقعها الرقمي الأحد، أن الجهود التي يُبذلها في سبيل تحقيق هذا الهدف تقترب من بلوغه على نحو بطيء.
وتشير الصحيفة إلى أن المخاوف المتنامية في بريطانيا وأوروبا من التهديدات التي تنطوي عليها احتمالية إعادة تجنيد إرهابيّي داعش، تعكس الاعتقاد السائد في العواضم الغربية بأن "هذا التنظيم الحقير (داعش)، وخلافته الحمقاء، سيُطردان من معاقله الرئيسية شر طردة".
فيما تصف الصحيفة المبدأ الذي يتبنّاه ترامب في تعامله مع التنظيم الإرهابي، والذي يستند إلى فكرة مفادها أنه "من الممكن إبادة داعش وأيديولوجيته الجهادية باستخدام القوة"، بأنه مبدأ "أناني وساذج".
والأخطر من ذلك، وفق الصحيفة، هو إيمان ترامب القوي بقدرة الولايات المتحدة على التركيز على داعش دون محاولة العثور على إجابات للأسئلة الكُبرى حول مستقبل سوريا.
على مدى الأسابيع الفوضوية الماضية، تقول الجارديان إن ترامب ضرب بالسياسة الأمريكية التي كانت مُتبّعة إبّان سلفه باراك أوباما في سوريا عرض الحائط.
وبخِلاف العراق، حيث تعاونت واشنطن مع حكومة تربطها بمعظم أفرادها علاقات وديّة، تواجه الولايات المتحدة عداءً مع نظام بشار الأسد، الذي ما تزال الرغبة في الإطاحة به هدفًا تسعى لبلوغه رسمياً.
تُشير الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية التي نشرتها الولايات المتحدة في سوريا، والتي يبلغ عدد أفرادها قُرابة الـ 1000 جندي، مُعتادون على التواجد في المناطق الوعِرة الخطيرة، وتتمثّل عوقب تواجدهم في تلك البؤرة الساخنة في كونهم عُرضة للهجوم من جانب مجموعات كبيرة من إرهابيّي داعش أو الوقوع كرهائن يحتجزهم التنظيم.
في الوقت نفسه، فإن الحلفاء- ظاهرياً- للولايات المتحدة، مثل تركيا، لا يمكن الاعتماد عليهم في هذه الحالة، أما روسيا وإيران، الداعمتين الأساسيتين للأسد، فليست لديهما أية مصالح أو رغبة في النفوذ.
وعلى كُلٍ، ترى الصحيفة أن السبيل لإنهاء الصراع السوري الجاري، لا يتوقّف على مصير داعش، بل يقوم على أساس السيطرة السياسية والاستقلال الإقليمي في شمال سوريا وبالتبعية في العراق.
ولكلٍ من اللاعبين الأساسيين اهتمامات مختلفة. فالأسد يريد استعادة بلاده مجددًا، وبالكامل. أما تركيا فترغب في أن يتمتّع الحدود الواقع تحت سيطرتها بالأمان؛ للحدّ من طموح الحكم الذاتي للأكراد السوريين المتحالفين مع الولايات المتحدة، حسب الجارديان.
وسواء كان ترامب يُفكر في إنشاء مرحلة جديدة من العلاقات مع موسكو، القوة العسكرية الحقيقية جوًا وبرًا في سوريا، تعتقد الجارديان أنه لن يكون ذات جدوى، الأمر الذي لن يصُب بدوره في صالح إنهاء الأزمة، بل سيُخفّض النفوذ الأمريكي، توازيًا مع محاولة فلادمير بوتين لإبراز التأثير الروسي في الشرق الأوسط وأفغانستان.
وتُنهي الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن تدخّل ترامب في سوريا "محفوفُ بالمخاطر"، مُستشهدة في ذلك بتصريح أطلقه السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، روبرت فورد، لواشنطن بوست قال فيه إنها خطوة تتحمل "تغييرًا ضخمًا في السياسة".
كما تقول إن احتمالات التصعيد العسكري في سوريا حال واجهت القوات الأمريكية مشاكل هُناك واضحة، مُطرّدة، ومثيرة للقلق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان