عجوز سوري من بين أنقاض منزله: سيارتي طافت بعبد الناصر شوارع دمشق

كتب – محمد الصباغ:
يجلس هذا الرجل السوري صاحب السبعين عامًا وسط منزله المدمر بحي الشعّار بمدينة حلب. يدخن "البايب" ويستمع إلى المطرب السوري محمد ضياء الدين.
يعشق العجوز، محمد محيي الدين أنيس، السيارات الكلاسيكية وبقي بالمدينة في سنوات الحرب وأشهر القصف الجوي الكثيف. انتشرت صور الرجل المعروف بأبو عمر بدرجة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعدما التقطها المصور اللبناني جوزيف عيد لوكالة الأنباء الفرنسية.
تحدث أبو عمر في تقرير الوكالة قائلًا إنه قضى سنوات عمره المبكرة بالخارج، فدرس الطب في أسبانيا خلال فترة السبعينيات، ثم توجه إلى مدينة تورينو الإيطالية لترجمة كتيب لشركات فيات إلى العربية. وعندما عاد إلى سوريا افتتح مصنعًا لمستحضرات التجميل.
وقال إن عشقه للسيارات تسرب إليه من والده الذي كان رجل أعمال ثري، وكان يقود سيارة من طراز بونتيا تعود إلى عام 1950، ومازالت موجودة حتى الآن.
وأضاف أبو عمر أيضًا أنه اعتاد قيادة سيارة الرئيس المصري جمال عبد الناصر والسوري شكري القوتلي، في شوارع دمشق في عام 1958.
وأضرت الضربات الجوية بسيارات أبو عمر الثمينة، وقال "جميعهم مصابين".
فيما يقول"عيد" المصور اللبناني الذي التقط صور أبو عمر، لموقع بازفيد "بحثنا عن الرجل في الضاحية، سألنا السكان عنه وأرشدوني مباشرة إلى منزله. طرقنا بابًا معدنيًا أخضر اللون ففتح لنا".
وأضاف "عرفت بأن الصور ستكون قوية، لكنني لم أعرف أنها ستكون بهذا الحجم من الانتشار".
يمتلك أبو عمر 30 سيارة كلاسيكية، تناقصت إلى 20 بعد قصف عنيف للجزء الشرقي من حلب خلال العام الماضي، وخلال هذه العمليات دُمرت أو سُرقت.
وأشار إلى أن سيارته المفضلة من المجموعة هي الكاديلاك التي أنتجت عام 1974، وركبها على الأقل 6 رؤساء على مدار السنين.
وقال إنه يريد زيادة مقتنياته من هذه النوعية من السيارات، ورفض عروض من مشترين أجانب، مضيفًأ أنه سيورثها لأطفاله الثمانية.
واختتم حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية بأن قراره النهائي بالرحيل جاء بعد تطور الأوضاع والقصف الجوي الخطير، لكنه عندما عاد فوجئ بتحول منزله إلى حطام. وقال "امتلكت ماض سعيد جدًا، لكن تغير كل شئ.. الآن الحياة صعبة، لكن لا يجب أن نفقد الأمل".