واشنطن بوست: تغريدات ترامب "تُشوّه" الناتو
كتبت- رنا أسامة:
خلال مؤتمر صحفي عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، جدّد ترامب دعوته إلى حلفاء أمريكا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بتسديد حصة عادلة من مصاريف الدفاع الخاصة بها. وأعقب ذلك تغريدة - وصفتها صحيفة واشنطن بوست بأنها "نارية حمقاء" - على حسابه على موقع تويتر تغريدة، زعم فيها أن "ألمانيا مَدينة بمبالغ مالية طائلة للناتو وللولايات المتحدة نظير الدفاع عنها".
وما إن كتب ترامب تغريدته، حتى خرج خبراء أمنيّون يوجّهون انتقادات لاذعة لترامب، فكتب السفير الأمريكي السابق لدى الناتو ايفو دالدر، على تويتر، يقول إن "ميزانيات الدفاع المتزايدة من ألمانيا لا تُحوّل إلى الولايات المتحدة"، مُشيرًا إلى أن (الناتو) جعلت شرط زيادة الناتج المحلي الإجمالي لنفقاتها العسكرية بنسبة 2 في المئة، إلزاميًا قبل بضعة سنوات. كما منحت كافة الدول الأعضاء مُهلة زمنية حتى عام 2024 لتطبيق هذا الشرط.
وعلّق دالدر على تصريحات ترامب، مُعتبرًا أنها" تزييف للطريقة التي يعمل بها الناتو"، بحسب ما ذكره لصحيفة واشنطن بوست. وقال "لا ينفكّ الرئيس الأمريكي عن القول بإن الأوروبيين مدينون لنا بدفع مبالغ ضخمة، انطلاقًا من حقيقة وجود قوات أمريكية في أوروبا. إلا أن هذا لا يعبر عن حقيقة عمل الحِلف."
وتُشير الصحيفة إلى أن توجّه ترامب إزاء الناتو لم يتغيّر بعد تنصيبه رئيسًا لأمريكا بشكل رسمي في 20 يناير الماضي، فمنذ حملته الانتخابية دأب على الزعم بعدم التزام دول الناتو بزيادة تكاليف الناتج المحلي من مصاريفها الدفاعية. وفي الوقت الذي تُنفِق فيه ألمانيا بنسبة 1.2 بالمئة، تسعى الولايات المتحدة لزيادة النسبة إلى أكثر من 3 بالمئة.
وتلفت الصحيفة إلى أنه من المُقرر أن ترفع ألمانيا من نفاقتها العسكرية لحوالي 3 مليار يورو سنوياً، لتفي البلاد بالتزاماتها تجاه الناتو بحلول 2024، بحسب مسؤولين ألمان بارزين. ومع هذا فما تزال تلك الخطة في حاجة إلى التصديق عليها من جانب الحكومة الألمانية والبرلمان.
وتوقع الباحث الألماني في السياسات الأمنية، مارسيل ديرسوس، أن تُحدِث انتقادات ترامب لسياسات الإنفاق العسكري الألمانية نتائج عكسية، وأن تقف حجر عثرة أمام ميركل فيما يتعلّق بزيادة الميزانية الدفاعية للبلاد، وتحديدًا قبل شهور من حملة إعادة انتخاب صعبة.
وقال ديرسوس إن زيادة النفقات العسكرية "أمر غير شائع"، مُشيرًا إلى أنه لا يوجد شيء أسوأ بالنسبة لميركل من أن يُنظر إليها وهي تتلقّى أوامر من ترامب.
وفي نهاية المطاف، يتوقّع ديرسوس أن تُزيد ألمانيا من نفقاتها العسكرية، ولكن "بما لا يتعارض مع المُتفّق عليه".
فيديو قد يعجبك: