لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ماذا قدم شكسبير للمسلمين؟".. عبارة قد تحفظ ثقافة العراق من داعش

11:11 ص الثلاثاء 21 مارس 2017

كتب – محمد الصباغ:
بعدما كان كنزها الثمين من الكتب النادرة في وقت من الأوقات ضمن تراث منظمة اليونسكو، تحولت مكتبة جامعة الموصل إلى كومة من الرماد.

وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية الاثنين، أنه بعد أقل من عام على استيلاء داعش على المدينة في صيف 2014، دمر التنظيم مبنى المكتبة بالكامل تقريبًا وأحرق كتبها، وأجبر أساتذة الجامعة وموظفيها على الرحيل؛ لكن رجلًا واحدًا، ظل يحارب من المنفى من أجل بقاء المكتبة.

المؤرخ الذي درّس في السابق في الجامعة قبل سقوطها بأيدي داعش، هو صاحب مدونة "عين الموصل" التي توثق الحياة في المدينة المحتلة، ونتيجة لذلك لا يمكن ذكر اسمه حتى لا يتعرض للخطر.

وفي حديثه الخاص للإندبندنت، قال المؤرخ إنه يأمل في جمع 200 ألف كتاب على الأقل، بشكل كبير من التبرعات الدولية، من أجل إعادة بناء مكتبة الجامعة المركزية وغيرها في أنحاء المدينة.

وروى الرجل ما حدث بعد فترة قصيرة من دخول داعش للموصل، وقبل أن يجبروا على الرحيل، وقال "أحد المحاضرين قال لمقاتل من داعش، ماذا نفعل بكتب شكسبير؟ نحتاجها لتعليم الطلاب اللغة الإنجليزية. ليرد الداعشي: وماذا قدم شكسبير للمسلمين؟"

وتابع المؤرخ "أدركت منذ هذه اللحظة ما سيفعله تنظيم داعش".
خَرّب التنظيم مكتبة الجامعة بعد وقت قصير من هذه الواقعة. وفي 2015، ذكرت تقارير أن أكثر من 100 ألف من الوثائق والمخطوطات التي تعود لقرون مضت قد تم تدميرها، من بينها ما وضعته اليونسكو على قائمتها النادرة.

كان تدمير الثقافة والمعرفة في بلاده أمر محطمًا بالنسبة لهذا المؤرخ، وحذر من أن خسارة التاريخ العراقي أمر أليم. وتابع، "كانت مكتبة جامعة الموصل بيتي الثاني. كانت منزلًا لثروة نادرة من الكتب والمخطوطات الفريدة والنادرة والتي لم تكن متاحة بأي مكان آخر".

حاول الطلاب والأساتذة والسكان المحليين عدة مرات سرًا إنقاذ مخطوطات المدينة وإخفائها بعيدًا عن يد داعش، ومن الصعب تقدير ما بقي من هذه المخطوطات.

ثم توجه المؤرخ في حديثه إلى المستقبل، وطالب بتبرعات دولية من الكتب والمخطوطات من كل الأنواع، حول أي مواد وبأي لغة. ويتم جمع هذه الكتب في مدينة إربيل الآمنة نسبياً.

وأكمل المؤرخ حديثه "قال فولتير ذات مرة: لنقرأ ونرقص، هذه الأشياء لن تضر العالم بشيء".
وتابع "هكذا سنخلق مستقبل الموصل".

ولفت أيضًا إلى بعض المخاوف الأخرى؛ فقال إنه خلال الأسبوع السابق فقط، تم ترحيل أكثر من 40 ألف شخص وسط معارك قوية بين القوات العراقية وبين مقاتلي تنظيم داعش.
وأضاف الرجل أنه على الرغم من الحاجة الفورية للغذاء والدواء، إلا أنه يؤمن أنه بجمع الكتب الآن، يمكنه البدء في منح الأمل للأجيال المستقبلية.

بالفعل وصل 200 كتابًا، لكن سيتم شحن مجموعة أخرى أكبر إلى العراق من ميناء مدينة مارسيليا في فرنسا.
ويأتي ذلك بعدما تعهدت منظمة غير حكومية تحمل اسم "التضامن والتعاون في البحر المتوسط" بإرسال 20 طنًا من الكتب في حاوية، وقد تغادر من ميناء مارسيليا الفرنسي إلى ميناء البصرة في العراق.

وقال الرجل الذي يدافع عن إرث العراق الثقافي "من أجل محاربة العنصرية وعدم التسامح والتطرف والراديكالية ومعاداة السامية، على المجتمع أن يقرأ ويقرأ ويقرأ".

كما تحدث المؤرخ العراقي عن أحلامه عند عودته إلى بلاده، ولم تتوقف عند إعادة بناء مكتبة جامعة الموصل بل امتدت إلى إنشاء دار أوبرا ومدرسة موسيقى.  واختتم حديثه بالقول إنه يتمنى القتال على طريقته لحماية الثقافة في المدينة كما يقاتل الجنود العراقيون في معركتهم ضد داعش لتأمين المستقبل.


فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان