الجارديان: ترامب في حرب مع جواسيسه
كتبت - سارة عرفة:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، الثلاثاء، إنه عندما يدحض موظفو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزاعمه بأن سلفه باراك أوباما تجسس عليه خلال حملته الانتخابية، فإن ذلك لا يعتبر خبرا جيدا للبيت الأبيض.
جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة عن شهادة جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، والأميرال مايك روجرز، مدير وكالة الأمن القومي الأمريكي، أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي يوم الاثنين حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، ومزاعم الرئيس الأمريكي بأن سلفه باراك أوباما تجسس على اتصالاته خلال الحملة الانتخابية.
حملت الافتتاحية في النسخة المطبوعة عنوان "ترامب في حرب مع جواسيسه الذين يحققون معه،" حسب بي بي سي.
وخالف مدير الاف بي آي جيمس كومي الاثنين تصريحات ترامب اتهم فيها قبل أكثر من اسبوعين على موقع تويتر الرئيس السابق باراك أوباما بالتنصت على برج ترامب خلال الحملة الرئاسية في 2016.
وقال كومي إنه "مع الاحترام لتغريدات الرئيس حول التنصت المزعوم، ليست لدي معلومات تدعم هذه التغريدات."
وأوضح "لا يمكن لأي رئيس أن يأمر بمثل هذه العمليات" مشددا على "صرامة" الإجراءات القانونية للتنصت على مواطنين أمريكيين التي تستلزم موافقة قاض متخصص.
ولم يقدم ترامب أي دليل على تنصت أوباما عليه، ورفض عدد من كبار المسؤولين الجمهوريين والديمقراطيين هذه الفكرة، كما نفى المتحدث باسم أوباما تلك المزاعم.
وأضافت الجارديان أنه كلما طال مثول كومي وروجرز أمام لجنة من الكونجرس، فإن الوضع سيزداد سوءاً بالنسبة للرئيس الأمريكي.
وفي جلسة الاستماع البرلمانية نفسها، نفى مدير وكالة الأمن القومي أن تكون واشنطن طلبت من أجهزة الاستخبارات البريطانية التجسس على دونالد ترامب كما ألمح معلق محافظ نقل المتحدث باسم البيت الأبيض اقواله الأسبوع الماضي.
وقال روجرز "لم ار شيئا من ناحية وكالة الأمن القومي الأمريكية في هذا الخصوص ولم يطلب منا أحد القيام بمثل هذا النشاط".
وأوضح مدير وكالة الأمن القومي أن مثل هذا الطلب لو حصل كان سيضر بالعلاقات بين واشنطن ولندن.
وقالت الصحيفة إن "كومي، يستجوب منذ يوليو الماضي بسبب مزاعم تواطئ روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في عام 2016".
وأشارت إلى أن "ترامب، ومع مواقفه المتهورة، لا يأبه أبدا بالحقائق".
وأوضحت أن المفارقة تبدت بعد تأكيد المكتب الفيدرالي بأنه يحقق في تواطؤ محتمل بين حملة ترامب الانتخابية وموسكو.
وقالت الجاريان إن هناك حاجة إلى هيئة مستقلة، مثل لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر 2001، للنظر في تعاملات ترامب مع موسكو.
ولفتت إلى أن ترامب سخر لأشهر من تحذيرات مجتمع الاستخبارات الأمريكي مع الهجمات السيبرانية الروسية التي تهدف إلى التدخل في العملية الديمقراطية الأمريكية وأشاد مرارا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الجادريان إن الشهادة تثير أسئلة حول أسباب صمت كومي قبل أيام من الانتخابات الرئاسية حيال التحقيق في علاقات ترامب مع روسيا، في حين أعلن فتح التحقيق مجددا في استخدام هيلاري كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص.
وحملت كلينتون مكتب التحقيقات الفيدرالي مسؤولية خسارتها الانتخابات لصالح ترامب.
وقالت الصحيفة "إننا لا نعلم ما جرى بين موسكو وحملة ترامب. لا نعلم ما الدليل الذي قد تخرجه (التحقيقات). ما نعلمه أن ماكينة الرئيس الحالي الانتخابية قيد التحقيق من قبل الإف بي آي بشأن تواطؤ محتمل مع قوى أجنبية عدائية للفوز بالرئاسة."
واختتمت افتتاحيتها بالقول: "إذا واجه مشرعو الولايات المتحدة أدلة على القيام بخطأ في أمور بهذه الخطورة، فإن ذلك سوف يجعل من فضحية ووترجيت وكأنها مزحة سياسية."
فيديو قد يعجبك: