لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارديان: هجوم لندن "مأساوي" لكنه لا يهدد الديمقراطية

03:17 م الخميس 23 مارس 2017

كتبت- رنا أسامة:
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الهجوم الذي ضرب قلب لندن، أمس الأربعاء، يأتي في إطار موجة الإرهاب السائدة في العالم في الوقت الراهن.

وبالرغم من مشاعر الاستياء والغضب المشوبين بالخوف مما يحمله الاعتداء الذي وقع أمام مقر البرلمان البريطاني من إشارات لا تُنذر بخير، تشير "الجارديان" إلى أن الهجوم لا يُمثّل تهديدًا لأركان الديمقراطية.

وفي الوقت الذي لم تتضح دوافع الهجوم بعد، تلفت الصحيفة إلى أن المُحرّك الأساسي لحوادث كتلك يكمُن في الرغبة في القتل وإحداث الفوضى. وتُرجّح أن الجاني لم يكن ينتوي تهشيم جدران أو إرداء قتلى ومُصابين، وإنما كان يصبو إلى "شعبية إعلامية ودعاية ضخمة" تخدم رسالته.

وفي الوقت نفسه، تُثير الصحيفة الاحتمال بأن يكون الهدف من وراء الهجوم هو إرهاب الجماهير وإضعاف الديمقراطية.

وترى "الجارديان" أن الرد الأمثل على هذه الحوادث، هو عدم المبالغة في رد الفِعل من جانب الساسة والإعلاميين؛ لأن هذا من شأنه أن يصُب في صالح الجُناه، فيستخدمونها كورقة رابحة في أيديهم لشنّ مزيد من الهجمات.

ويأتي هذا الهجوم بالتزامن مع إحياء العاصمة البلجيكية، بروكسل، الذكرى الأولى للهجمات الإرهابية الدامية التي ضربتها العام الماضي، وكذلك مع اجتماع وزراء خارجية دول التحالف ضد داعش في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وتطّرقت الصحيفة  إلى  ردود الفِعل التي صاحبت هجمات بروكسل، واصفة إيّاها بأنها كانت "استثنائية". وتذكر في هذا الشأن أن  ردود فِعل الإعلاميين والساسة الأوروبيين، حينئذٍ، كانت أقرب إلى "الهيستيرية". فعلى مدى أيام، كانت مصطلحات مثل: "تهديد، رعب، خطر"، هي السائدة في تقارير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول الهجمات.

وخرج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند آنذاك يُعلن أن "أوروبا تعرّضت كلها للهجوم"، فيما قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن "بريطانيا تواجه تهديدًا حقيقيًا".

وفي هذا الشأن، تقول الجارديان إن الإرهاب لا يقوى بدون دعم وسائل الإعلام، وأولئك الذين يغذّونه بالمصطلحات التخويفية. وشدّدت على أن "تهديد الديمقراطية" أكثر خطرًا من الإرهاب نفسه، موضحة أن الأوقات التي تشهد هجمات أو أحداث مُدويّة تُصاحبها "ثرثرة" بين صفوف الساسة ورجال الإعلام، تتسبّب في إحداث نتائج عكسية غير محسوبة.

ومن ثمّ، تقول "الجارديان" إن الطريقة التي تتعامل بها وسائل الإعلام تجاه الأحداث يُمكن أن تمنح الإرهابيين الفرصة لتحقيق أغراض قد تكون زائفة.

وكان رجلًا يقود سيارة رباعية الدفع دهس المارة على جسر وستمنستر، فوق نهر التايمز الذي يوصل إلى مقر البرلمان البريطاني وإلى برج ساعة بيج بن.

وبعد أن خرج من الجسر صدم سيارته بحاجز الطريق ثم خرج منها وهو يركض نحو أسوار مقر البرلمان، حيث كانت رئيسة الحكومة تيريزا ماي قد ألقت خطابا أمام النواب.

وطعن المهاجم شرطيًا، خارج مقر البرلمان، فأطلق عناصر آخرون من الشرطة النار عليه حين كان يستعد لمهاجمة شرطي آخر، ما أرداه قتيلًا.

ولم تكشف الشرطة هويّة الشخص المُشتبه به في الهجوم.

وإضافة إلى مقتل منفذه، أوقع الاعتداء أربعة قتلى بينهم شرطي و40 جريحًا، بحسب ما أعلن الناطق باسم الشرطة البريطانية.
وأفادت شبكة "سكاي نيوز"، بأن قوات من الشرطة داهمت صباح اليوم الخميس، منزلًا في مدينة برمنجهام وألقت القبض على عدد من الأشخاص.

وأوضحت القناة أن المداهمة على صلة بالهجوم "الإرهابي" الذي وقع أمس في وستمنستر وأسفر عن مقتل خمسة بينهم ضابط شرطة ومنفذ الهجوم.

ولم يذكر التقرير عدد الموقوفين ولا جنسياتهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان