"الجارديان" ترصد معاناة الناجين من قصف التحالف الدولي بالموصل
كتب - عبدالعظيم قنديل
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الناجين من غارات التحالف الدولي في الموصل، مشيرة إلى أنهم أعربوا عن شعورهم بالصدمة جراء كثافة القصف المتواصل على منازلهم.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مئات المدنيين تركوا أشلاء عائلتهم تحت أنقاض منازلهم بعد إجلائهم أثناء هدوء القتال، مؤكدة أن حالة الغضب سيطرت على أهالي الضحايا بعد حصارهم خلال الثمانية أيام الماضية نتيجة للمعارك الطاحنة و الغارات الجوية المتعددة لطائرات التحالف الدولى ضد داعش.
وأضافت الصحيفة أن الناجين توجهوا إلى معسكرات اللاجئين في جنوب الموصل، حيث أن القوات العراقية أوقفت المواجهات البرية لإعطاء الفرصة للمدنيين إلى مغادرة المدينة مع ما تبقى من بقايا منازلهم.
ونقل التقرير عن أحمد أسد، أحد الناجين من الغارات في الموصل، قوله أن ستة من أفراد عائلته ما يزالون تحت أنقاض منزله، مضيفًا أنه شاهد والده يموت أمام عينيه و أمه وهى تحتضر تحت الأنقاض بعد معاناتها من جروح عديدة.
وأضاف أسد أنه يوجد ما لا يقل عن 15 شخصًا مدفونين تحت ثلاثة منازل فى منطقة اليرموك بالموصل بعد سلسلة الغارات الجوية التى نفذها التحالف الدولي ضد داعش لتوفير الدعم الجوي للقوات العراقية، مؤكدًا أنه ما لا يقل عن 150 مدنيًا لقو حتفهم في الأيام القليلة الماضية، حيث أن تلك الغارات تسببت في مقتل أكبر عدد من المدنيين منذ غزو العراق قبل 14 عامًا.
وأكد أسد، للصحيفة البريطانية، ان عشرات الأبرياء ظلوا مدفونين تحت الأنقاض في أحياء اليرموك و الجديدة، لافتًا إلى إفتقار المنطقة إلى وسائل الدفاع المدني و فرق الإنقاذ، مما تسبب في سماع صراخ الأطفال تحت الأنقاض دون حصولهم لأى شكل من أشكال المساعدة.
من ناحية أخرى، قال عبدالوهاب هاشمى، أحد النازحين جراء المعارك في الموصل، إن جثث جيرانه ظلت مدفونة في أنقاض منزلهم في حي المنصور، مضيفًا إلى أنه ما يصل إلى 350،000 شخص ما زالوا في المدينة، حيث يستخدمهم مقاتلى داعش كدروع بشرية.
وذكر التقرير تصريحات جونثان ويتال، منسق في مركز طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود جنوب الموصل قوله أن عشرات المصابين الذين وصلوا إلى المستشفى في حالة مذرية بعد تأخير هم عن تلقى الإسعافات الازمة لمدة تصل إلى أربعة أيام.
وصرح أطباء مدربون يدعمون عملية الموصل إنه من الصعب حصر عدد الذين أصيبوا جراء الغارات الجوية، مؤكدين أن ارتفاع عدد الأشخاص المدفونين تحت الأنقاض يشير إلى أن الهجمات من الطائرات تشكل عنصرا هاما، وفقًا لما نقلته الصحيفة البريطانية.
وقال العميد هشام الاسدي، المسؤول في اجهزة الاستخبارات العراقية في مركز عمليات اللاجئين، أن السلطات العراقية تبذل قصارى جهدها للحد من الإصابات، منوهًا إلى أن هذه حرب و لابد من تفهم الوضع الدقيق الذي تعيشه العراق حاليًا.
يذكر أن التحالف الدولي أعلن، السبت الماضي، أنه فتح تحقيقاً في تقارير تحدثت عن مجازر جماعية بحق المدنيين في الموصل جراء غارات نفذتها طائراته، حيث تعد هذه الغارات الأشد فتكا بالمدنيين من بين جميع العمليات الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي منذ غزو العراق عام 2003.
فيديو قد يعجبك: