واشنطن بوست تتساءل كيف أثر هجوم لندن على مسلمي برمنجهام؟

كتبت- هدى الشيمي:

شعر العديد من أهالي منطقة برمنجهام البريطانية بالقلق بعد زيادة التحذيرات إثر الإعلان عن هجوم وستمنستر في لندن الأربعاء الماضي، وأملوا ألا تقود التحقيقات إلى مدينتهم والتي تقع على بعد 100 ميل شمال العاصمة البريطانية، بحسب ما جاء في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وقالت الصحيفة إنه في الصباح التالي ليوم وقوع الهجوم، حلقت الطائرات الهليكوبتر فوق برمنجهام، وشك المواطنون في سبب حدوث ذلك. وعلموا أن التحقيقات تُجرى في منطقتهم بسبب خالد مسعود مُنفذ الهجوم، الذي أودى بحياة ستة أشخاص، وإصابة أكثر من 40 آخرين.

وأشارت إلى استجواب الشرطة جيران مسعود، للتوصل إلى معلومات تساعدهم على استكمال التحقيقات.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن مدينة برمنجهام حاربت الصورة المأخوذة عنها بأنها "منبع الإرهاب" في بريطانيا لسنوات ، وذلك لارتباط العديد من البريطانيين المتطرفين بها بشكل أو بآخر.

ولفتت واشنطن بوست إلى أن بعض البريطانيين عاشوا في أحياء فقيرة، حيث ينتشر الفقر، والجرائم، والبطالة، واستغل المتطرفون هذه الظروف في تجنيدهم. إلا أن الكثير من المسلمين الذين يعيشون هناك خشوا أن يزيد وضعهم سوءً في المجتمع البريطاني.

ويقول محمد أفضل، أمام مسجد برمنجهام المركزي، إن هناك حالة من الغضب تسيطر على المجتمع البريطاني.

وأضاف: "نعيش في حالة من السلام معا، وفجأة يأتي شخص ويقضى على كل شيء".

ونقلت الصحيفة عن خبراء وقادة في المجتمع، أنه خلال السنوات الأخيرة الماضية شهدت مدينة برمنجهام الكثير من التغيرات الجذرية، بسبب العمليات الإرهابية التي ينفذها مواطنيها أو أشخاص عاشوا فيها.

ووقف المسلمون دقيقة حداد في مسجد برمنجهام المركزي على روح ضحايا الهجوم، وحرص قائد قوات الشرطة - المسلم - على حضور.

وترى الصحيفة أن الوحدة في صفوف المسلمين لم تُخفِ حالة التوتر والخوف المنتشرة بينهم. إذ أنهم قلقين من شن هجمات مضادة على مجتمعهم في الأسابيع المقبلة بغرض الانتقام منهم.

وبحسب التحقيقات، فإن أغلب من تحدثت معهم الشرطة عن مسعود، لم يشيروا إليه بكلمة "إرهابى"، واستخدموا "مجرم" عوضا عنها.

يشير علي خان، 25 عاما، أحد مواطني المدينة، إلى أن لم يولد مسلم ولكنه اعتنق الإسلام في سن كبير، مؤكدا أن جرائمه لا تمت للإسلام بصلة. ويقول "إذا فعل ذلك باسم الإسلام، فهو لم يفهم ديننا كما ينبغي".

يُذكر أن مسعود بريطاني الأصل، اسمه الحقيقي ادريان راسل، ولِد في مدينة كينت، ثم انتقل فيما بعد إلى برمنجهام.

وكانت شرطة لندن قد قالت إن خالد مسعود منفذ هجوم وستمنستر تصرف بمفرده دون تخطيط مع آخرين، وإنه لا توجد معلومات تشير إلى أنه كانت هناك خطط لتنفيذ هجمات أخرى.

وقال نيل باسو، مساعد مفوض الشرطة إنه "يجب أن نقبل جميعا أن هناك احتمالا أننا لن نفهم أبدا سبب تصرفه".

وأضاف أن "فهم السبب ربما يكون قد مات معه".

وأعلن تنظيم داعش أن مسعود "جندي من جنوده"، وأنه تصرف بناءً على طلب التنظيم المتطرف بشن هجمات على الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي يحاربه في العراق وسوريا.