7 تناقضات لـ"ترامب" ومساعديه.. وسياسي أمريكي: فقد السيطرة بعد شهرين
كتب – ممدوح عطا:
انتقد ستيفن بلانك، وهو زميل بارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أداء الإدارة الأمريكية الحالية، وقال في مقال نشرته مجلة " نيوزوويك" إنه بعد مرور شهرين من دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، من الواضح أنه فقد السيطرة على نفسه وعلى الإدارة الأمريكية، وهو ما بدا واضحا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
واستشهد بلانك بتراجع الرئيس الأمريكي عن مواقفه وتصريحاته السابقة، للتأكيد على ارتباك إدارته، مشيرا إلى أن "ترامب" بدأ رئاسته بترحيب حار بتايوان، وإعلان الحرب التجارية على الصين، قبل أن يعود ليعلن فجأة أنه يعترف بمبدأ الصين الواحدة.
وأضاف: ترامب هدد أيضا كوريا الشمالية بشن حرب عليها، إلا أن وزير خارجيته "ريكس تيلرسون" أيد تفسير الصين للعلاقات الثنائية، في حين أن بكين تعد الحليف الرئيسي والوحيد لكوريا الشمالية، وعلق الكاتب والسياسي قائلا: من هذه الوقائع، نستخلص أمرا من اثنين إما الصين "نمر ورقى"، أو أن "ترامب" وفريقه ليس لديهم فكرة عما تعنيه السياسة السليمة.
وعن سياسة ترامب تجاه المكسيك، قال "بلانك" سياساته المتعلقة بالهجرة، تتميز بالعشوائية وعدم احترام القوانين الأمريكية، ورغم محاولة زوج ابنته "إيفانكا" التوسط لحل هذه القضية، إلا أن محاولته باءت بالفشل.
وفيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي، قال "بلانك": الرئيس ترامب استبعد وزارة الخارجية الأمريكية من المناقشات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، وأنهى 50 عاما من السياسة الأمريكية عبر إعلانه التخلي عن حل الدولتين، إلا أنه في اليوم التالي، ناقضته السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة "نيكي هالي" بتأكيدها أن الولايات المتحدة ما زالت تؤيد حل الدولتين.
وأشار "بلانك" إلى تناقض سياسة ترامب بخصوص إيران، قائلا إن إدارة الرئيس الأمريكي هاجمت الاتفاق النووي، ثم أيدته كأفضل خيار متاح من بين العديد من الخيارات السيئة .
كما تراجع الرئيس الأمريكي عن تصريحه حول الاستيلاء على النفط العراقي مقابل مساعدة بغداد في محاربة الإرهاب، وقال "بلانك" عاد بعدها لإرسال وزير الدفاع الأمريكيىن "جميس ماتيس" للعراق، فى 20 فبراير، ليؤكد للعراقيين أن الرئيس ترامب لم يكن جادا حقيقة في القيام بذلك.
ومن العراق إلى العلاقات مع موسكو، حمل "ترامب" نفس التناقضات، يقول السياسي الأمريكي: الرئيس ترامب أشاد بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وأيد التوصل لاتفاق مع روسيا، وظلت إدارته صامته حول العنف الروسى الموسع على خطوط الهدنة فى إعلان دونباس، ورفض موسكو الاعتراف بغير جوازات السفر والوثائق الرسمية الصادرة عن الحكومات الانفصالية فى مقاطعتى دونتسيك وهانسك، ومع ذلك يقول المسئولون إن العقوبات على روسيا ستظل كما هي، وأننا لا نستطيع أن نثق فيها، وإن عليها إعادة شبه جزيرة القرم لأوكرانيا.
وفيما يخص سياسات واشنطن تجاه أوروبا وروسيا، استشهد السياسي الأمريكي بما ذكره أعضاء رئيسيون في الإدارة الأمريكية بأن إدارة الرئيس ترامب ليس لديه سياسة "متماسكة" تجاههما.
وقال إن أعضاء في إدارة ترامب أعلنوا أنه في حالة لم يصل إنفاق دول حلف الناتو الى 2% من الناتج الإجمالي لدول الحلف، فإن واشنطن سوف "تخفف" التزاماتها تجاه الحلف، إلا أن نائب الرئيس ترامب، مايك بنس، أشاد بالاتحاد الاوروبي، فى بروكسل، وأكد رغبة واشنطن فى استمرار التعاون بينهما، قبل أن يعود مستشار الرئيس الأمريكي، ستيف بانون، لمهاجمة الاتحاد الأوروبي في اجتماع مع السفير الألماني، واصفا الاتحاد بالمنظمة "المعيبة "، ومؤكدا أن الإدارة الأمريكية تفضل الاتفاقيات التجارية الثنائية.
ورأى "بلانك" أن لقاء الرئيس الأمريكي مع المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، أظهر ترامب وكأنه لا يعرف كيفية عمل حلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى عدم حضور وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون، اجتماعا وزاريا لدول حلف الناتو، وتفضيله الذهاب لموسكو بدلا من ذلك.
وعلق قائلا: البعض يعزى ذلك التضارب إلى عدم الخبرة وعدم وجود مرشحين فى مناصب رفيعة المستوى فى مجال صنع السياسات الخارجية، ما أدى للانهيار والجهل المدهش والخلل الخلقي في البيت الأبيض، وقال إن عدم قدرة وزارة الخارجية الأمريكية على تعيين موظفين رفيعي المستوى، أدى إلى تهميش دورها كلاعب فاعل في صنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ تولى ترامب الرئاسة الأمريكية.
وقال الخبير السياسي الأمريكي إن مسئولين أوروبيين مثل جان كلود جانكر رئيس المفوضية الأوروبية حثوا على رفض طلب واشنطن بزيادة الإنفاق الدفاعي، كما حثت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والأمنية، فيديريكا موجيرنى، أوروبا على مقاومة التدخل الأمريكي فى شئونها الداخلية، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث رفض ترشيد ترامب لتولي "تيد مالوك"، منصب سفير واشنطن لدى الاتحاد.
وأكد "بلانك" أنه من المستحيل التنبؤ بما ستكون عليه السياسة الأمريكية تجاه أوروبا، وأنه من الصعب على حد سواء أن نقول من سيقود السياسة الخارجية الأمريكية، مضيفا: الآمال كانت معقودة على ماتيس، تيلرسون، ماكماستر فى نقل فضائل الاتساق والتماسك والقدرة على التنبؤ، علاوة على نهج موحد للتحديات السياسية التي تواجه علاقات الولايات المتحدة مع أوروبا، لكن بات واضحا أنه لا يمكننا الاعتماد على ذلك طالما أن الرئيس يواصل تعليقاته المرتجلة، فيما تقوم القوى القوية داخل البيت الأبيض بسياستها الخاصة بها من خلال "قنوات خلفية. "
فيديو قد يعجبك: