إعلان

"سي آي إيه".. تاريخ من التجسس والاغتيالات والتعذيب والمخدرات

01:15 م الأربعاء 08 مارس 2017

مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية

كتب – محمد الصباغ:
كشف موقع ويكيليكس بالأمس ما وصفه بأنها أكبر كمية من الوثائق الاستخباراتية السرية، وأبرزت دور وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في اختراق الأجهزة الذكية سواء هواتف أو تلفزيونات أو حتى سيارات وتحويلها إلى أجهزة تجسس لصالح الوكالة التي تمتلك تاريخا كبيرًا من الأفعال المشينة بداية من التعذيب إلى الاغتيالات وقيادة الانقلابات أو تشجيعها.

وقال موقع التسريبات الشهير إن الوثائق أظهرت انتاج "سي اي ايه" لأكثر من ألف نظام قرصنة من مختلفة الفيروسات والبرامج التي تستطيع اختراق الأجهزة الالكترونية والتحكم بها، والتي تعمل بأنظمة "ويندوز" و "أندرويد" و "آي أو أس" و "أو أس أكس" و"لينكس" وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت (الراوتر).

لم تعلق الاستخبارات الأمريكية على صحة الوثائق من عدمها وكان التصريح الوحيد منها على لسان متحدثها، جوناثان ليو، الذي قال لبي بي سي "لا نعلق على صحة أو محتوى وثائق استخباراتية مزعومة".

وكانت الوثائق المسربة أكدت أن أجهزة شركات سامسونج و"إتش تي سي" وغيرهم تم اختراقها مما مكن الوكالة ذات التاريخ الأسود في هذه الأمور من التجسس على رسائل برامج مثل "واتس آب" و"سيجنال" و"تليجرام".

ونستعرض محطات من ماض طويل للوكالة الأمريكية مع التجسس والاغتيالات والانقلابات.

التعذيب بالوكالة

نشرت صحيفة العرب اللندنية اليوم مقتطفات من تقرير للجنة الاستخبارات التابعة بمجلس الشيوخ، يكشف عن تعذيب المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) لمتهمين بالإرهاب بطريقة ممنهجة تعتمد على الحرمان من النوم والصفع والتجميد والإيهام بالغرق، والأخير ألمح الرئيس دونالد ترامب إلى عودة استخدامه مرة أخرى بعدما هاجمه بشكل قوي الرئيس السابق أوباما.

كما أشار التقرير إلى استخدام الوكالة لدول إفريقية كمكان لتعذيب المتهمين بالإرهاب بعد نقلهم من دول مثل أفغانستان وجيبوتي، مؤكدًا على استخدام الوكالة لشركات طيران خاصة لنقل هؤلاء المعتقلين حيث تمنع معاهدة الطيران المدني والدولي ذلك.

إسقاط حكومة "مصدق" الإيرانية المنتخبة

دائمًا ما تتحدث الولايات المتحدة الأمريكية عن الديمقراطية وعن ضرورة بناء نظام انتخابي ديمقراطي يسمح للشعوب بأن تختار حكامها بطريقة نزيهة وشفافة، لكن يبدو أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لا تلتفت إلى ذلك، فقد أبرزت وثائقها الرسمية دورها الرئيسي في الانقلاب الذي أطاح برئيس الوزراء الإيراني المنتخب محمد مصدق عام 1953.

محمد مصدق

في الذكرى الستين للانقلاب التاريخي، نشر معهد أرشيف الأمن القومي ومقره جامعة جورج واشنطن، وثائق تقر فيها المخابرات البريطانية بلعب دور بمساعدة جهاز المخابرات البريطانية في الانقلاب على مصدق.

كان مصدق قد بدأ في تأميم شركات النفط في بلاده عام 1951، والتي خضعت آنذاك للسيطرة البريطانية مما أقلق أمريكا وبريطانيا اللتان اعتمدتا على النفط الإيراني في بناء الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية.

وكشفت الوثائق عن كيفية الإعداد للانقلاب من خلال نشر أخبار معادية لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية والأمريكية، لينتهي الأمر بالإطاحة برئيس الوزراء المنتخب ويتم تمهيد الطريق لحكم الشاه، محمد رضا بلوي المقرب من الولايات المتحدة، الذي كان قد هرب من بلاده مع وصول "مصدق" إلى الحكم.

التجسس على التحويلات المالية

في نوفمبر 2013، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تجسست على بيانات مالية لعملاء شركات تحويل الأموال الدولية مثل ويسترن يونيون.

وطالت هذه العملية ملايين الأمريكيين ومنهم أشخاص غير مدانين في أي جرائم بل ووصلت أيضًا عمليات التجسس إلى مواطنين من طالبي اللجوء إلى ألمانيا.

هاجمت آنذاك الصحافة الألمانية الوكالة الأمريكية واعتبرت ما تقوم به خرقًا للقوانين في برلين، وخصوصًا بعد انتشار أنباء تفيد بتنصت السي آي إيه على هاتف المستشارة أنجيلا ميركل.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز آنذاك أيضًا أن عمليات المراقبة التي طالت مواطنين أمريكيين جاءت بموجب قانون "باتريوت آكت" الذي تم إقراره بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

إسقاط الزعيم الغاني نكروما

في عام 1966 شاركت الاستخبارات الأمريكية في الإطاحة بالزعيم الغاني، كوامي نكروما، أثناء تواجده خارج البلاد.

كوامي نكروما

وأيد أحد عملاء سي آي إيه السابقين ويدعى، جون ستكويل، ما قاله نكروما بأن الولايات المتحدة الامريكية متمثلة في الاستخبارات قد شاركت في الإطاحة به حيث مولت المنشقين وربطتها بهم علاقات قوية أثناء الترتيب للانقلاب.

وفي كتاب لنكروما بعنوان "البحث عن الأعداء" أكد أن الاستخبارات الأمريكية أصبحت أكثر نفوذًا ومنحت دعمًا غير رسمي للانقلاب.

كما كشفت وثيقة حكومية أمريكية، وفقًا لبي بي سي، أن الولايات المتحدة كانت على علم بخطة الإطاحة بنكروما، وفي وثيقة أخرى وصفت هذا السقوط بأنه "مكسب طارئ".

محاولات اغتيال كاسترو

يمتلك الزعيم الكوبي فيدل كاسترو رقمًا قياسيًا فيما يخص عدد محاولات اغتياله التي وصلت إلى 638، وكان معظمها من تدبير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه.

undefined

ونشرت الوكالة في تقارير رُفع عنها السرية عام 2007 وثائق تشير إلى عدد من محاولات اغتيال كاسترو مثل التي جرت عام 1960 عندما استأجرت شخصين لتسميم الرمز الكوبي.

ونقلت الوثائق أن سي آي إيه طلبت من عميل مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي بكوبا، روبرت مايو، التواصل مع رجل عصابات يدعى جوني روسيلي، من أجل التخلص من كاسترو.

وحاول روسيلي بمعاونة مطلوبين للعدالة في أمريكا وضع أقراص من السم في طعام كاسترو لكن محاولاتهم خلال ستة أشهر باءت بالفشل.

وحاولت الاستخبارات الأمريكية في مرات أخرى قتل كاسترو سواء بتفجير السيجار الذي يعشق تدخينه أو استخدام قنابل وأسلحة نارية، وقلم حبر مسموم في محاولة أخرى.

مزاعم اغتيال كينيدي

نقلت مجلة بوليتكو الأمريكية في أكتوبر من عام 2015، عن عضو سابق بلجنة التحقيق في وفاة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، أن المتهم "لي هارفي" مجرد كبش فداء ولا تربطه علاقة بالقضية.

undefined

وأضاف المحامي، جاك دافي، في كتابه "رجل من 2063" عن العديد من نظريات المؤامرة حول اغتيال كينيدي، جاء من بينها وجود دوافع لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية للتخلص من كينيدي، حيث لم ترض عنه لأسباب بينها طريقة تعامله مع قضية فيدل كاسترو في كوبا والحرب الباردة مع روسيا.

وتابع في الكتاب "أرادت وكالة الاستخبارات المركزية أن يتخلص كينيدي من كاسترو، الأمر الذي لم يفعله الرئيس. كما كان كينيدي يستعد قبل وفاته لسحب القوات الأمريكية من جنوب فيتنام، لكن وكالة المخابرات المركزية كانت تعارض ذلك. وهكذا فإن الوكالة تملك عدة أسباب للقضاء على كينيدي".

فضيحة ووترجيت

عقب إعادة انتخاب الرئيس ريتشارد نيكسون لفترة ثانية في الانتخابات الامريكية، تم اعتقال 5 من رجال الاستخبارات الامريكية لاتهامهم في زرع أجهزة تنصت في مكاتب الحزب الديمقراطي داخل مبنى ووترجيت بواشنطن، بغرض تسجيل مكالمات لأعضاء الحزب الذي خسر الانتخابات.

ريتشارد نيكسون

أدين الخمسة في القضية بتهمة التجسس والشروع في السرقة، حيث رفضوا التعاون في التحقيق الذي أجرى آنذاك وزعموا أن التسجيلات التي سلمها الرئيس نيكسون حُذف منها معلومات تخص الأمن القومي، وهي ما ثبت كذبه بعد ذلك.

أدين في القضية الرئيس نيكسون باستغلال النفوذ وعرقلة مسار القضاء.

اعتقال مانديلا

في مايو من عام 2016، كشفت صحيفة "صنداي تايمز" أن عميلًا في وكالة الاستخبارات الأمريكية كان السبب في اعتقال نيلسون مانديلا عام 1961 والذي استمرت فترة حبسه لمدة 27 عامًا.

undefined

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن نائب القنصل الأمريكي السابق بمدينة دوربان في جنوب إفريقيا، دونالد ريكارد، قوله إن الولايات المتحدة كان عليها التحرك بسبب ميل مانديلا نحو الاتحاد السوفيتي آنذاك، وبالتالي رصدت تحرك الزعيم الإفريقي بين دوربان وجوهانسبرج، وأكد أنهم علموا متى سيأتي ووسيلة تحركه. وأبلغوا بالأمر.

وعلق آنذاك زيزي كودوا، المتحدث باسم حزب مانديلا "المؤتمر الوطني الإفريقي" قائلًا إنهم كانوا على علم بوجود تواطؤ بين الحكومات الغربية ونظام الفصل العنصري ببلاده في ذلك الوقت.

تهريب المخدرات

أثبتت سلسلة تحقيقات صحفية عام 1996، للصحفي جاري ويب، أن جهاز الاستخبارات الأمريكية تورط في عمليات تهريب وبيع المخدرات بمشاركة عصابات أمريكية، وفي عام 2004، عثرت الشرطة على جاري ويب مقتولا برصاصتين في رأسه.

وفي تقرير بموقع سي إن إن الأمريكي عام 1998، اعترفت الاستخبارات بأنها تغاضت عن قيام قوات معارضة في نيكاراجوا بالتجارة في المخدرات وبيعها بأمريكا من أجل تمويل العمليات ضد النظام الشيوعي.

وأشار التقرير إلى تفاصيل عن وقائع قامت فيها الاستخبارات الامريكية بالمساعدة في مرور الشحنات على قوات مكافحة المخدرات دون المساس بالمهربين الذين ينتمون لقوات معارضة في الدولة التي ترغب الولايات المتحدة في إنهاء نظامها الشيوعي.

اختراق أجهزة آبل

أفادت وثائق نشرت في مارس من عام 2015 أنوكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" عملت لسنوات على فك شفرة الحماية في هواتف وأجهزة أبل.

undefined

وقال موقع "ذي إنترسبت"، إن المحاولات بدأت منذ عام 2006، أي قبل إصدار أول جهاز آيفون، وظلت حتى عام 2013.

ونقل موق سكاي نيوز عربية آنذاك أن باحثون في الحكومة الأمريكية عملوا على تطوير نسخة من شفرة أبل، المعروفة باسم "إكس كود"، لخلق ثغرات تجسسية في البرامج التي يتم توزيعها في موقع "أبل ستور".

فيديو قد يعجبك: