بعد اغتيال أحد قادتها.. هل ترد حماس على إسرائيل؟
القاهرة (مصراوي)
بعد اغتيال مازن الفقهاء، أحد قادة حركة حماس، اتهمت الحركة إسرائيل بتنفيذ العملية وتوعدتها برد قوي، ما جعل خبراء يتوقعون حدوث مواجهات عنيفة بين الطرفين في قطاع غزة، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن.
واغتيل مازن الفقهاء على أيدي مجهولين بأربع رصاصات قرب منزله في مدينة غزة في 24 مارس، واتهمت "حماس" إسرائيل بتنفيذ العملية، وتوعدت كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، بالثأر. وكانت إسرائيل أفرجت عن الفقهاء ضمن صفقة تبادل في 2011، وأبعدته إلى غزة.
ويرجح الخبير في شؤون الفصائل الفلسطينية حمزة أبو شنب أن تسعى "حماس" إلى استهداف عسكري ينطلق من الضفة الغربية إلى داخل أراضي 1948 المحتلة، كونها ساحات مفتوحة للمعركة.
وقال أبو شنب لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذا الفعل سيجنب غزة المواجهة. لكن إذا خرج الرد عن هذا الإطار، فإن الوضع سيتدحرج إلى تصعيد أو حرب، رغم أن حماس وإسرائيل لا تريدان حرباً، وفقًا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
بينما أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد، وانطلاق رد حماس المتوقع من الضفة أو حصوله في الخارج لن يمنع حدوث مواجهة عسكرية وحرب في غزة.
ورفضت إسرائيل التعليق رسمياً على مقتل مازن الفقهاء، الذي تتهمه بأنه العقل المدبر لعدد من العمليات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية مطلع العقد الماضي.
وبحسب مسؤول في حماس، فإن الحركة لن تكون انفعالية في تعاملها مع تداعيات الاغتيال، لكنها ترفض بقوة أي تغيير في قواعد اللعبة "كل عدوان إسرائيلي سيواجه برد بالمثل سواء مباشر أو غير مباشر".
ووضعت كتائب القسام لافتة ضخمة على طريق صلاح الدين الرئيسي في وسط القطاع كتب عليها "الجزاء من جنس العمل"، بجانب صورة للفقهاء وهو يحمل مسدسًا، ولافتة أخرى عليها صورة رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل كتب عليها بالعربية والعبرية والإنجليزية: قبلنا التحدي.
ويعني أي رد لحماس تعريض القطاع إلى تصعيد جديد، وقد تعرض القطاع منذ سيطرة الحركة عليه قبل أكثر من عشر سنوات، إلى ثلاث حروب إسرائيلية. لذلك قد تلجأ حماس إلى التحرك انطلاقاً من الضفة الغربية.
واعتبر مشعل في كلمة عبر الفيديو ألقاها خلال مهرجان تأبين للفقهاء في غزة الاثنين الماضي، الاغتيال تحدياً كبيرًا ودينًا في أعناقنا يضاف إلى ديون سابقة. وقال: "إذا كان العدو يغير قواعد الصراع، فإن قيادة الحركة بكل مكوّناتها العسكرية والسياسية قبلت التحدي مع الاحتلال، والجواب ما سيرى الاحتلال، لا ما سيسمع".
إلا أن أبو شنب يلفت إلى أن الفكر العسكري للحركة "تطور كثيرًا، وباتت تدرك أن أي معركة يجب ألا تبنى على ردود الفعل أو العواطف، لا سيما أنها تعتبر نفسها في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال".
ويعتقد أبو سعدة أن "نموذج (حزب الله) في الرد على إسرائيل سيكون حاضراً في رد حماس"، مضيفاً أن الرد سيتمثل في عمل عسكري في الوقت المناسب والمكان المناسب، وليس كما حدث ردًا على اغتيال أحمد الجعبري القائد العسكري للحركة في 2012.
وأدى مقتل الجعبري بغارة إسرائيلية على مدينة غزة إلى اندلاع حرب، إذ ردت "حماس" بإطلاق عشرات الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وسبق لإسرائيل أن استهدفت قياديين آخرين في "حماس"، أبرزهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، إضافة إلى يحيى عياش وعبد العزيز الرنتيسي.
ويؤكد المحلل مصطفى صواف، أن الحركة تركت الأمور في منتهى الغموض والحيرة للعدو كي لا يفهم ماذا تريد حماس وكيف يمكن أن تنفذ ردها.
فيديو قد يعجبك: