مركز بحثي: نهاية الحرب الأهلية في اليمن باتت بعيدة المنال
كتب - ممدوح عطا:
قال مركز الدراسات الأمريكي "سترا تفور انتربرايز" في تحليل عن الحرب الأهلية الدائرة في اليمن، إنه بعد مرور عامين على قيام تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية بحملة جوية على المتمردين الحوثيين، يبدو أن التوصل إلى حل للصراع بعيد المنال عن أي وقتي مضى.
وأشار المركز إلى أن المفاوضات متجمدة، إلا أنه من المتوقع أن يدعو مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إلى إحياءها، بالرغم من أن المحاولات السابقة تبقى دليلا على أنه ليس هناك أملا كبيرا في نجاح إحيائها، بعدما أبدى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عدم رغبته في ترك السلطة، وبعد تردد الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يؤيدونه، في ترك الأراضي والأسلحة التي حصلوا عليها، مما يترك مجالا ضئيلا للتفاوض.
عسكريا، قال المركز إنه في الأسابيع القليلة الماضية، وبالرغم من تحقيق القوات الحكومية اليمنية التي تدعمها الغارات الجوية لدول التحالف، تقدما على الأرض في شمالي العاصمة صنعاء التي يسيطر على الحوثيون. إلا أن الصراع متجمد على الأرض كلية.
وأشار المركز إلى اندلاع اشتباكات في الأسابيع الماضية بعد تعدي المتمردين الحوثيين على محافظة صعدة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، وقيام التحالف بشن غارات جوية على عدد من المناطق شمال ووسط اليمن، بما فيها محافظتي شبوة والجوف.
ووصف المركز تصريح الرئيس اليميني بأن القوات الحكومية اليمنية تسيطر على نحو 80 في المئة من الأراضي اليمنية، بالمبالغ فيه، وذلك بعد الانتصارات المتواضعة إلى حد ما في بعض المناطق الساحلية والداخلية والتي لم تتحقق بسهولة؛ فقد ابطأت الأرض المزروعة بالألغام في المناطق الشمالية والوسطى تقدم القوات الحكومية.
وقال المركز إن عملية الرمح الذهبي دفعت القوات الحكومية اليمنية على طول الساحل الغربي، إلى نقل عملياتها من مضيق باب المندب إلى المخا، وتعمل قوات التحالف حاليا على السيطرة على المراكز السكانية مع الحرص على حماية اجنحتها.
وأشار المركز إلى أن القوات الحكومية شارفت على تحقيق هدفها في استعادة معظم ساحل محافظة تعز. وتبعد القوات الحكومية اليمنية نحو 145 كيلومتر من ميناء الحديدة، وهي واحدة من أهم المواقع أهمية تحت سيطرة الحوثيين.
وتعتبر الحديدة نقطة عبور رئيسية للسلع بما في ذلك الغذاء والدواء الى بقية شمال اليمن، وأنه على الرغم من أن التحالف يسيطر على موانئ المكلا والمخا، إلا أن ميناء الحديدة لايزال جزءا من البنية التحتية التي تعزز من وضع الحوثيين.
ولفت المركز الأمريكي إلى أن قوات التحالف الخليجية تعتمد في تقدمها بالفعل للسيطرة على الحديدة على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتبع سياسة أكثر عدوانية جنبا الى جانب مع دول التحالف.
وأشار المركز إلى أن الولايات المتحدة تعاونت مع الحملة الجوية التي تقودها السعودية منذ بدايتها في 2015، من خلال الاستهداف والدعم وتقديم المشورة، إلا أن الولايات المتحدة حرصت على عدم التورط في الحرب الأهلية اليمنية.
وقال المركز إن الولايات المتحدة الأمريكية منخرطة في عمليات ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في جنوب ووسط البلاد، إلا أنها تنأى بنفسها عن الحرب الأهلية.
كما أشار المركز إلى أن أقرب تدخل للولايات المتحدة في الحرب الأهلية اليمنية كان في الخريف الماضي عندما استهدفت المقاتلات الأمريكية مواقع رادار للحوثيين، ردا على استهدافهم للسفن الأمريكية في مضيق باب المندب، لكن هذا يمكن أن يتغير قريبا.
وأفادت تقارير صحفية بأن وزير الدفاع الأمريكي طلب من البيت الأبيض رفع القيود على الدعم العسكري للائتلاف الخليجي، الذي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فيما يتعلق بتبادل المعلومات الاستخبارية واللوجستيات والتخطيط، وأن رفع القيود سوف يتم مراجعته خلال شهر.
وقال المركز إنه حالة ما أصبحت الولايات المتحدة أكثر انخراطا في الحرب الأهلية اليمنية، فمن شأن هذا أن يكون له مغز سياسي يمتد إلى أبعد من نهاية الصراع، مشيرا إلى توقعات بمشاركة الولايات المتحدة المشاركة في إدارة المفاوضات بعد انتهاء الصراع.
وأوضح المركز الأمريكي أنه بالرغم من عدم اتخاذ قرار رسمي بمشاركة واشنطن في الحرب اليمنية، إلا أن بعض دول الخليج تشيد بالفعل بإمكانية مشاركة أمريكية أكبر في الصراع اليمني.
وأكد مركز ستراتفور أن تواجد إيران في اليمن هو أكبر حافز للولايات المتحدة لزيادة دورها في اليمن، وبالرغم من أن الحوثيين معروفون بأن لهم صلات قوية مع إيران، إلا أنه ظهرت أدلة ملموسة على تلك الروابط الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن منظمة أبحاث التسلح التابعة للاتحاد الأوروبي حددت أن سبع طائرات دون طيار كانت القوات الإمارتية قد أسرتها، إيرانية الصنع.
ولفت المركز إلى تقارير تحدثت عن لقاء تم بين قائد قوة فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني ومسؤولون حوثيون لمناقشة زيادة الدعم العسكري الإيراني للحوثيين، وأنه في حال ما ثبت صدقت هذه التقارير، فإن ذلك سيبرر مشاركة أكبر للولايات المتحدة في الصراع اليمني.
وأوضح المركز أن الولايات المتحدة تعمل على طمأنه حلفائها الخليجيين، خاصه السعودية، بعدم التخلي عنها أو السماح لإيران بدعم الحوثيون يمر دون عقاب.
وقال المركز البحثي إنه بعد مرور عامين على توقيع الاتفاق النووي مع إيران، لا يزال الاتفاق ساريا.
وأضاف أنه بالرغم من الضغوط التي تمارس على واشنطن لإعادة التفاوض على الاتفاق، إلا أن هناك عدد قليلا من الجهات الفاعلة مهتمة بإلغاء الاتفاق كليه، وبدلا من ذلك، فإن الغالبية يريدون فقط أن تكون الرقابة أكثر صرامة، لكن المخاوف من تدخل إيران في مسرح استراتيجي مثل مضيق باب المندب لاتزال حية، وأن هذا يمكن أن يدفع الولايات المتحدة إلى الانغماس في الحرب الأهلية اليمنية.
فيديو قد يعجبك: