بعد مذبحة الكنيستين.. الجارديان: ما من حل سهل لمواجهة الإرهاب
كتبت- رنا أسامة:
تقول صحيفة "الجادريان" البريطانية إن الأسبوع الماضي شهد عدة حوادث إرهابية ضربت العالم، بدأت يوم الاثنين بتفجير أودى بحياة نحو 13 قتيلًا، وخلّف عشرات المصابين في سان بطرسبرج، وانتهى أمس الأحد بتفجيرين في مصر استهدفا كنيستين في محافظتيّ الإسكندرية والغربية، أعقبا سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفل في حادث دهس في العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الجمعة.
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إلى أن وقوع هذا الكمّ من الحوادث في أسبوع واحد، الذي أطلقت عليه "أسبوع الإرهاب" يعكس مخاطر متزايدة.
ولفتت الصحيفة إلى اتباع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية في التعامل مع الحوادث الإرهابية، مشيرة إلى أن تهديدات كهذه لا يمكن استئصالها بفرض حظر دخول البلاد، ولا بزرع قنابل في معاقل العناصر الإرهابية.
وفي هذا الشأن، ذكرت الصحيفة أن الضربات الجوية التي نفّذتها قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد داعش، والتي خلّفت العديد من القتلى بين صفوف المدنيين، من شأنها أن تؤلّب مشاعر الكراهية ضد ترامب في سوريا والعراق وتُسهم في زيادة التطرف.
ورجّح مُحلّلون أن تقود عمليات القضاء على داعش في الموصل والرقة، إلى تصاعد الهجمات الإرهابية في أماكن أخرى، وتحديدًا في العالم الإسلامي، على المدى القصير. وحذّروا من تزايد حِدة الصراعات طويلة الأمد التي تشهدها البلدان غير المستقرة مثل اليمن وليبيا وأفغانستان.
وأشاروا إلى احتمالية اشتراك مُقاتلين- عادوا إلى وطنهم أو تشتّوا في بلدان متفرقة مع تفكّك الخلافة- في هذه الصراعات. وفي حالات أخرى، قد يأتي المهاجمون من مجتمعات سبق وأن أفرزت مقاتلي تنظيم داعش، لتنفيذ عمليات مُمنهجة بتكليف منها.
ووسط هذا كله حذّرت "الجارديان" من تنامي الشبكات الجهادية، مع ظهور جماعات جديدة أقل شهرة بجانب الجماعات الإرهابية المعروفة ذات الصلة بتنظيم القاعدة.
وفي الوقت نفسه، ترى الصحيفة أن الإرهاب الإسلامي لا يُمثّل مصدر الخطر الوحيد في العالم، مع تصاعد موجة النشاط اليميني المُتطرّف المتنامية.
وتتابع "جزء من التحدي لمواجهة هذه التهديدات يكمن في عدم الارتكان إلى الاستنتاجات السهلة حول هويّات مُنفّذيها، وعلاقتهم بآخرين يُحتمل تنفيذهم لعمليات مماثلة".
وأضافت "ما من حل سهل لمواجهة الإرهاب ولا توجد ضمانات لردعه"، مُشيرة إلى أن العمل البطيء والبيروقراطي من جانب أجهزة الأمن أمر بالغ الأهمية.
ناهيك بهذه التهديدات الخطيرة، تشير الصحيفة إلى ضرورة طمأنة المجتمعات المحلية ومنحها الثقة في أنها تستطيع الصمود أمام الهجمات، مع وجوب الاعتراف بحجم الخسائر البشرية الفادحة التي وقعت إثر وعود لم تُنفّذ، وتقدير حالة الصدمة التي يعاني منها الناجون في حياة فقدوا خلالها أزواجهم أو أمهاتهم أو أطفالهم أو أصدقائهم.
وتؤكّد على أن هذه المجتمعات التي طالتها يد الإرهاب الغاشم يمكنها الصمود والبقاء بدرجة أكبر من الإرهابيين الذين سعوا إلى تقسيمها أو تدميرها.
فيديو قد يعجبك: