إعلان

الفايننشال تايمز: هل عاد شرطي العالم مع ترامب؟

10:39 ص الثلاثاء 11 أبريل 2017

تغير موقف ترامب من الأسد أخلط الكثير من الحسابات

لندن (بي بي سي)
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا يتحدث فيه غيديون راكمان عن التوجه الجديد للولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب وكيف استقبله السياسيون الأمريكيون.

ويقول راكمان إن شن الولايات المتحدة ضربات صاروخية في الشرق الأوسط، ليس أمرا يدعو للبهجة، لكن علامات الرضا كانت ظاهرة على المسؤولين عن السياسة الخارجية الأمريكية، الذين تحدثوا عن قرار ترامب الأسبوع الماضي بإطلاق صواريخ على سوريا.

ويضيف أن رد الفعل يعكس في الظاهر السخط الواسع من استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين والأطفال، لكن السبب الخفي لابتهاج واشنطن هو أملها في أن يكون تحرك ترامب إيذانا بعودة "شرطي العالم".

فالتحول المفاجئ في سياسة ترامب تجاه سوريا، حسب الكاتب، لاقى ترحيبا في البيت الأبيض، لكنه خيب خيبت آمال بعض أنصاره، الذي يتساءلون "لماذا تورط الولايات المتحدة نفسها في كارثة أخرى في بلاد المسلمين؟"

ويرى غوديون أن الضربات الصاروخية تؤكد على أن سياسة ترامب المتعلقة بالأمن والشؤون الخارجية تقليدية أكثر مما تخوف منه منتقدوه، وما كان يأمله أنصاره، ولم يستطع الرئيس الأمريكي الوفاء بعدد من التعهدات التي أطلقها في الحملة الانتخابية، إذا لم يلغ الاتفاق النووي مع إيران، ولم ينقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وتحول من العداء المعلن للاتحاد الأوروبي إلى الدعم الحذر له، كما لم يلتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويختم بالقول إن الخطر في تزايد بالشرق الأوسط، وإن الرئيس ترامب لم يقم بأي خطوة أخرى بعد الضربات الصاروخية، ولكن مخاطر التدخل العسكري كبيرة من بينها رد فعل روسيا، أو تحريض تنظيم الدولة الإسلامية على ارتكاب المزيد من الهجمات.

"انقلب السحر"

ونشرت صحيفة ديلي تليجراف مقالا يتناول دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد وكيف أنها بدأت تتسبب مشاكل متزايدة لروسيا مع الدول الغربية.

وتقول ديلي تليجراف: "لابد أن بوتين يلعن اليوم الذي قرر فيه دعم الأسد، إذا نظرنا إلى حدة النقاش في قمة الدول السبع الكبرى، التي اتفقت على إنشاء جبهة موحدة بعد ضربة الأسبوع الماضي الأمريكية، التي استهدفت قاعدة جوية يعتقد مسؤولون في المخابرات إنها منطلق هجمات بالأسلحة الكيماوية".

وتضيف الصحيفة أن الاقتصاد الروسي يعاني جراء العقوبات المسلطة على موسكو، بعد ضمها شبه جزيرة القرم في 2014، وأن أي عقوبات إضافية ستزيد من معاناة الشعب الروسي، وقد تقلل من حظوظ بوتين في الفوز بفترة رئاسية أخرى، في انتخابات العام المقبل. كما أن الدول الكبرى ستضيق على المقربين من الكرملين وتمنع عنهم غسيل الأموال عبر مصارفها.

وترى ديلي تليغراف أن الرئيس الروسي وجد نفسه تحت ضغط كبير، بسبب دعمه للرئيس السوري، فمنذ أسبابيع قليلة كانت الإدارة الأميركية الجديدة ترى فيها فعلا مهما في حل النزاع السوري، ولكنه تحول إلى مثل شخص منبوذ على الصعيد الدولي، وتوقف الحديث عن صفحة جديدة من العلاقات الروسية الأمريكية.

وتضيف أن بوتين في عزلة كبيرة إلى درجة أن الكرملين أصبح يصدر بيانات مشتركة مع مليشيا حزب الله، المصنفة تنظيما إرهابيا من قبل الدول الغربية.

الخروج من المأزق

وكتبت صحيفة التايمز مقلا عن توتر العلاقات بين الغرب والشرق بسبب النزاع المسلح في سوريا.

وتقول الصحيفة إن العلاقات بين الشرق والغرب دخلت نفقا مظلما، إذ تهدد روسيا بحرب حقيقية إن هي أعطيت مهلة بشأن دعمها لبشار الأسد. أما الغرب فينظر في كيفية توظيف العقوبات الذكية لفك الارتباط بين الكرملين ونظام الأسد وإيران.

وترى التايمز أن الدول الغربية لديها ما تضغط به على بوتين، فعقوباتها يمكن أن توجه ضد العسكريين وأفراد المخابرات الذين يقودون العمليات في سوريا، مع التركيز على القوات الجوية، التي سمحت للنظام بشن غارات بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية على الأسواق الشعبية والقتل دون تمييز.

وتضيف التايمز أن الأسابيع المقبلة ستكون فرصة لإقناع روسيا بأنه عليها تحمل مسؤولية تصرف الأسد، فبوتين هو الذي أنقذ الأسد عام 2013 عندما عرض خدماته في نقل الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها.

وترى أن روسيا إما كانت ضحية تحايل أو أنها ضالعة في احتفاظ سوريا بجزء من الأسلحة الكيماوية.

وتدعو الصحيفة الرئيس الروسي إلى المساعدة عاجلا في إيجاد بديل لبشار الأسد.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان