الجارديان: هل يصبح ترامب "رجل سلام" بفضل كوريا الشمالية؟
كتبت- رنا أسامة:
رُبما جاءت محاولة كوريا الشمالية الفاشلة لإطلاق صاروخ طويل المدى ليتنفّس العالم الصعداء وتهدأ مخاوفه من وقوع حرب نووية وشيكة. ومع زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى سول عاصمة كوريا الجنوبية، تطرح صحيفة الجارديان البريطانية سؤالًا: هل حانت اللحظة لبعض التعقّل السياسي في الولايات المتحدة؟
وقالت الصحيفة، في تقريرها المنشور على موقعها الرقمي الأحد، إنه بالرغم من صعوبة التكهّن بأفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي غالبًا ما تكون متهوّرة- والتي ظهرت بوضوح في سياسة "حافة الهاوية" التي تبنّاها مع نظيره الكوري الشمالي (المتقلب بنفس القدر) كيم جونج اون، فإن "ترامب يمكنه بسهولة إحلال السلام، بالمثل كما يمكنه إشعال حرب نووية."
وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفة إلى ما شهدته الأسابيع القليلة الماضية، من تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية، بداية من كفّ إدارة ترامب عن الإدلاء بتصريحات عدائية حول أنشطة الصين في بحر الصين الجنوبي، وصولًا إلى تحوّل سياسة ترامب تجاه روسيا وقرار التدخل في سوريا، 180 درجة، وهو ما ظهر في الضربة الجوية على قاعدة الشُعيرات السورية الجمعة الماضية، بأمر من ترامب ردًا على الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب.
وقالت الصحيفة: "ما إن تهدأ الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، حتى يُصبح من السهل أن يتحول ترامب إلى "رجل سلام"، يسير حينها على خُطى الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، في اجتماعه الشهير مع الزعيم الصيني ماو تسى تونج لتطبيع العلاقات بين البلدين عام 1972."
وترى الصحيفة أن توقيع ترامب اتفاق سلام نهائي مع كوريا الشمالية، ينص- في جوهره- على جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية، "أمر مُحتمل"، في حال أوقفت كوريا الشمالية برنامجها النووي.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الكوري الشمالي جلين فورد، والنائب السابق في البرلمان الأوروبي، ترجيحه بـ "نفاذ صبر الولايات المتحدة" حال أجرت كوريا الشمالية تجارب نووية أخرى، مُشيرًا إلى أن إجراء كوريا الشمالية اختبارًا صاروخيًا بالتزامن مع الذكرى الـ 105 لميلاد كيم ايل سونج مؤسس الدولة وجد كيم جونج اون، يعكس "محدودية" قدرة الصين على الضغط على كوريا الشمالية.
وأكّد فورد، الذي شارك في محادثات دبلوماسية منخفضة المستوى استمرت عقدين من الزمان تقريبًا بين بيونج يانج وسول وبكين، على أن "الولايات المتحدة لن تسمح- ببساطة- لكوريا الشمالية أن تُصبح دولة نووية فِعلية."
كما يعتقد أن الفرصة الممنوحة من جانب الولايات المتحدة لكوريا الشمالية، كي تعود إلى رُشدها قبل إطلاق تجارب نووية جديدة، لن تتعدّى الستة أشهر، وبعدها من المُرجّح أن تضربها واشنطن، بحسب قوله.
وتساءل فورد مستنكرًا: "لِمَ لا يسعى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لجمع الولايات المتحدة والصين وكوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات؟"
ويُعزى السبب وراء ذلك إلى احتمالية تذهب إلى أن "إدارة ترامب ربما لا تقوى حتى الآن على الذهاب إلى الأمم المتحدة، المنظمة التي ينظر إليها ترامب باعتبارها "مكان يذهب إليه الناس لقضاء وقت ممتع فقط".
فيديو قد يعجبك: