أسوشيتد برس: ترامب يدعم "المُستبدين" دون حرج
كتبت- رنا أسامة:
تقول وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن دونالد ترامب يحتضن ويدعم القادة "المُستبدين" حول العالم دون حرج.
وتشير الأسوشيتد برس، في تحليل نشرته على موقعها الرقمي اليوم الثلاثاء، إلى أن ترامب أبدى استعداده لدعم الساسة المُستبدين باعتبارهم شركاء مُحتملين في أجندته "أمريكا أولا"، منذ صعوده للبيت الأبيض، ضاربًا بسياسات القمع التي يمارسونها في بلادهم عرض الحائط.
وتقول الوكالة إن ترامب هنّأ إردوغان بعد نتيجة الاستفتاء الذي أُجري في تركيا الأحد الماضي، كما أشاد بالرئيس عبد الفتاح السيسي واصفًا إياه بأنه "رجل قوي وزعيم رائع"، وكتب تغريدة على حسابه على تويتر يُعرب فيها عن ازدهار العلاقات مع الصين، بعد زيارة شي جين بينج للولايات المتحدة، دون أن يلفت الذكر إلى سجل بكين البائس في مجال حقوق الإنسان.
ونقلت عن المتحدثة باسم ترامب سارة هاكبي ساندرز، قولها إن "المهمة الأولى للرئيس هي الحفاظ على الأمريكيين آمنين"، مُشيرة إلى أنه في حال دعت الحاجة إلى التعاون مع دول قمعية كما تركيا، فسيضع هذه المهمة نُصب عينيه.
في هذا الصدد، تلفت الوكالة إلى اعتقال حكومة إردوغان عشرات الصحفيين الأتراك، وغلق مؤسسات صحفية، واعتقال آلاف آخرين مُشتبه في تورّطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت العام الماضي.
ونقلت الوكالة عن راشيل ريزو، الخبيرة الأوروبية في مركز الأمن الأمريكي الجديد، قولها إن "إدارة ترامب ترى في علاقتها بتركيا قضية أمن قومي بالنظر إلى أنها في حاجة لمساعدتها على محاربة داعش، ومواجهة أزمة الهجرة في أوروبا."
وتابعت: "يبدو أن الجانبين على استعداد لتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام التركي."
أما عن الصين، فقد أبدى ترامب استعداداه لتعزيز الجهود مع شي جين بينج لردع البرنامج النووي لكوريا الشمالية، بالرغم الانتقادات الحادة التي وجّهها للسياسة الاقتصادية للصين.
وبالنسبة لمصر، كوّن ترامب علاقة مختلفة عن سلفه أوباما في تعامله مع الرئيس السيسي، وخلال زيارة الأخير لواشنطن هذا الشهر، قال الرئيس الأمريكي للصحفيين إن "السيسي سيكون شخصًا مُقرّبًا جدًا بالنسبة لي"، مؤكدًا على تعاون الجانبين لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاقتصاد المصري، دون الأخذ في الاعتبار بإدانات المراقبين الدوليين لحملة القمع التي طالت المعارضين في مصر.
وعن علاقته بروسيا، فتقول الأسوشيتد برس إن علاقات طيبة كانت تجمع ترامب وبوتين في الأسابيع الأولى من صعود الرئيس الأمريكي للبيت الأبيض، تخلّلتها إشادة من الجانبين، مع تأكيد ترامب على أن بوتين "قائد قوي"، مُعربًا عن رغبته في التعاون الوثيق مع موسكو.
بيد أن العلاقات انقلبت رأسًا على عَقِب على خلفية الأزمة السورية، ووصلت إلى أسوأ مراحلها بعد الغارة الأمريكية التي نُفّذت على قاعدة الشُعيرات وسط حمص، الأمر الذي أفضى بإعلان ترامب الأسبوع الماضي أن العلاقات الأمريكية- الروسية "في أدنى مستوى لها."
وترى الوكالة أن ترامب هو أول رئيس أمريكي على استعداد للتعامل مع الحكومات التي تخرق القيم الديمقراطية، فنادرًا ما يُعرب الرؤساء الأمريكيون عن استعدادهم للتعاون مع الأنظمة القمعية بلا حرج. وتذكر أنه وعلى مدى عقود، تعاونت الإدارات الديمقراطية والجمهورية بشكل وثيق مع السعودية والصين، كما الرئيس الأمريكي السابق قنوات دبلوماسية جديدة مع إيران وكوبا، برغم التحفّظات حول ما تتخذه رؤساء هذه الدول من سياسات قمعية.
وتُرجّح الوكالة الإخبارية أن تعاون ترامب مع الأنظمة المستبدة حول العالم، بهذه الدرجة من الأريحية، ودون استشعار الحرج في الإعلان عن ذلك، يرجع إلى خبرته في التجارة وإدارة الأعمال، التي تهم فيها تفاصيل الصفقة أكثر من التركيز على الشريك المُفاوِض.
وتلفت الوكالة إلى أن أسلاف ترامب، بما في ذلك أوباما وجورج دبليو بوش، حينما كانوا يُجبرون على التعاون مع أنظمة كهذه، كانوا يستغلون تلك الفرص في تعزيز القيم الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: