"جبهة النصرة" تسعى للاتصال بالأمريكان بدعم قطر
كتبت - سارة عرفة:
ارتبط اتفاق "البلدات الأربع" في سوريا بسعي "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، لفتح خط اتصال مع الولايات المتحدة بدعم من قطر، التي طالما حافظت على صلاتها بالتنظيم المدرج على لائحة التنظيمات الإرهابية، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر من لندن الخميس.
وقالت الصحيفة إن "جبهة النصرة" تعمل على فرض نفسها من خلال "هيئة تحرير الشام"، أحد أطراف اتفاق "البلدات الأربع" طرفا أساسيا في أي تسوية تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة على بلورتها مع موسكو.
واستؤنف إجلاء المدنيين والمسلحين من بلدتي كفريا والفوعة اللتين تسيطر عليهما قوات الحكومة بعد تفجير الراشدين الذي حدث خلال نهاية الأسبوع وقتل فيه 126 شخصا، من بينهم 68 طفلا.
ووصلت قافلة كبيرة من الحافلات التي تقل 3000 مدني ومسلح ممن أجلوا من البلدتين إلى نقطة العبور الراشدين التي تقع تحت سيطرة المعارضة في ضواحي حلب صباح الأربعاء.
وسيتم إجلاء 30 ألف شخص من بلدتين تسيطر عليهما المعارضة المسلحة وبلدتين تحت سيطرة الحكومة، ووفقا لوكالة فرانس برس فإن نحو خمسة آلاف من الموالين للقوات الحكومية و2200 من مسلحي المعارضة ما زالوا عالقين.
وفي الشهر الماضي وصفت الأمم المتحدة الوضع في بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للحكومة وفي بلدتي مضايا والزبداني اللذين تسيطر عليهما المعارضة المسلحة بأنه "كارثي".
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 64 ألف مدني "محاصرون في دائرة من العنف اليومي والحرمان".
ونقلت الشرق الأوسط عن مصدر لبناني مطلع على مسار المفاوضات قوله إن "هدف قطر الأساسي من الوساطة لإتمام الصفقة التي تم توقيعها الشهر الماضي في الدوحة، هو تحرير عدد من القطريين المختطفين في العراق منذ عام 2015."
وخطفت مجموعة كبيرة من المسلحين المجهولين 26 قطريا على الأقل في 15 ديسمبر 2015، من مخيم للصيد أقاموه بمنطقة صحراوية بالعراق قرب الحدود السعودية.
وتوقفت عملية إطلاق سراح الرهائن القطرين إثر تفجير حي الراشدين الذي استهدف قافلة تحمل مواطني بلدتي الفوعة وكفريا.
قتل في التفجير 126 شخصا بينهم 68 طفلا، وأصيب نحو 300 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض. والتفجير هو أحد أسوأ الضربات التي تشهدها الحرب السورية، وأضاف المزيد من التعقيدات لمفاوضات مستمرة منذ 16 شهرا انخرطت فيها إيران وقطر وأربع من أقوى الجمعات المسلحة في المنطقة.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية الخميس إن مسؤولين قطريين وصلوا إلى العاصمة العراقية السبت معهم حقائب ضخمة رفضوا خضوعها للتفتيش.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين بارزين أنهم يعتقدون أن الحقائب تحمل ملايين الدولارات على سبيل الفدية، تدفع إلى المليشيا العراقية التي تحتجز أفراد العائلة الحاكمة في قطر، جماعة "كتائب حزب الله"، وجماعتين سوريين وافقتا على تأمين عملية التبادل، هما "هيئة تحرير الشام" التي تستلهم فكر تنظيم القاعدة وجماعة "أحرار الشام" الإسلامية.
وقال المعارض السوري سمير نشار للصحيفة السعودية إن "حركة النجباء" العراقية التي يتواجد عدد من مقاتليها في سوريا، وافقت على ما يبدو في إطار الصفقة السابق ذكرها، على الإفراج عن رجال أعمال قطريين كانت تختطفهم منذ فترة.
وأكده مصدر سوري معارض متواجد في تركيا أعرب عن أسفه الشديد لكون تهجير آلاف المدنيين السوريين من بلداتهم كان ثمنا لتحرير غيرهم، بحسب الصحيفة.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط إن خفايا الصفقة لا تقتصر على بند المختطفين العراقيين غير المعلن، بل تتعداه لسعي جبهة النصرة لفتح خط اتصال مع واشنطن عبر قطر، وفرض نفسها طرفا أساسيا في أي تسوية مقبلة يتفق عليها الجانبان الأمريكي والروسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصفقة التي أثارت استياء عارما لدى مجموعات المعارضة السورية السياسية والعسكرية على حد سواء.
وقال رامي رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "الصفقة التي وقعتها (النصرة) مع الطرف الإيراني تفتح لها ومن خلال (هيئة تحرير الشام) التي تحولت الفصيل الأكبر في سوريا، أفقا جديدا للوصول إلى الأمريكيين."
"كما لاستعادة علاقتها التي اهتزت بتركيا على خلفية مشاركة فصائل محسوبة على أنقرة باجتماعات آستانة، وإقدام (النصرة) على تصفية هذه المجموعات ما تطور لإقفال الحدود وقطع الإمدادات."
وأوضح عبد الرحمن "لطالما دخلت قطر بوساطات كانت (النصرة) طرفا فيها، وأمّنت لها من خلالها مبالغ طائلة. اليوم نحن أمام وساطة جديدة لصفقة، قبضت (النصرة) ولا شك، ثمنها باهظا،" حسبما جاء في الصحيفة.
وينص الاتفاق حول الزبداني ومضايا بريف دمشق وكفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي الشرقي، ومخيم اليرموك في جنوب العاصمة دمشق، على إخلاء كامل الفوعة وكفريا بمدة زمنية قدرها 60 يوما على مرحلتين.
يأتي الإخلاء في مقابل إخلاء الزبداني وعوائل الزبداني في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال، ووقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا ببيلا بيت سحم)، وهدنة لمدة 9 أشهر في المناطق المذكورة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة من دون توقف.
كما ينص على مساعدات لحي الوعر في حمص، وإخلاء 1500 أسير من سجون النظام، مع تقديم لوائح مشتركة من الطرفين بأعداد وأسماء الأسرى للعمل على التبادل، إضافة إلى إخلاء مخيم اليرموك.
اقرأ أيضا:
العراق: طائرة قطرية ''تحمل ملايين الدولارات'' تنتظر إطلاق رهائن الأسرة الحاكمة
فيديو قد يعجبك: