الأزمة الدبلوماسية بين ألمانيا وإسرائيل.. إلى أين؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
شهدت الآونة الأخيرة زيادة في حدة التوتر بين إسرائيل وألمانيا، على خلفية الزيارة التي يجريها وزير الخارجية الألماني إلى إسرائيل حاليًا، ورغبته في لقاء أعضاء منظمات إسرائيلية ناشطة في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى بعض الفتور الذي تمر به العلاقة بين برلين وتل أبيب بسبب انتقادات برلين للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وألغى رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، اجتماعه المقرر مع وزير الخارجية الألماني زيجمار غابرييل، ردًا على رغبة وزير خارجية ألمانيا لقاء ممثلين عن منظمات إسرائيلية يسارية، من بينها "بيتسيلي" و"كسر الصمت".
أزمة دبلوماسية
وتعليقًا على الرغبة الألمانية، قال المتحدث الإسرائيلي، ديفيد كييس، إن هذه اللقاءات المزمعة تتناقض مع سياسة إسرائيل، وعلى الوزير الألماني أن يختار بين لقاء رئيس الحكومة أو هذه المنظمات، وفقًا لما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في نبأ أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء.
في السياق ذاته، أدعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لم يضع لقاء غابرييل على جدول أعمال نتنياهو المقرر اليوم، ناقلاً عن أوساط سياسية إسرائيلية قولها إن لدى تل أبيب سياسة واضحة لوقف ما وصفه بـ "انجراف" ألمانيا خلف باقي الدول الأوروبية في لقاءات دبلوماسييها بممثلي هذه المنظمات، حسبما أفادت القناة الثانية الإسرائيلية.
وأوضحت القناة الثانية أن نتنياهو اشترط على وزير الخارجية الألماني أن يلغي لقاءه ممثلي منظمة "بيت سليم" اليسارية، ومنظمة "كاسري الصمت" المكونة من ضباط وجنود إسرائيليين، يرفضون السياسة العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
من ناحيته، دافع وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابريل، في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني، أن هذه اللقاءات تأتي في سياقها الطبيعي تمامًا، موضحًا أنه لا يمكن تخيل أن يأتي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ألمانيا مخططًا للقاء ناقدين للحكومة، بينما يتم رفض هذا الأمر وإلغاء اللقاء معه.
يشار إلى أن زيارة جابريل هي الأولى إلى إسرائيل منذ توليه حقيبة الخارجية في الحكومة الألمانية يناير الماضي.
داخل إسرائيل
في الوقت نفسه، تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لانتقادات داخلية جراء التصعيد الدبلوماسي الراهن تجاه ألمانيا، إذ حذر يتسحاك هرتسوغ، رئيس المعارضة الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضرب بقوة علاقة إسرائيل بـ "صديق حقيقي"، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم.
وانتقدت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، هذه الخطوة، وقالت إنه لا يوجد لدى إسرائيل وجيشها ما يخفى، وإنه من المفترض أن يواجه رئيس الوزراء أي شكوى من قبل أي شخص أو منظمة، في إسرائيل أو الخارج، وفقًا لما أوردت "تايمز أوف إسرائيل".
مخاوف من الوساطة
ووفقًا للإذاعه العبرية العامة، فإن وزير الخارجية الألماني ينتمي للحزب الاجتماعي الديمقراطي، وسبق أن أدان قبل سنوات على صفحته بـ "فيسبوك" سياسة إسرائيل العنصرية، ورفض بعد ذلك الاعتذار.
وكان من المتوقع أن يؤكد وزير الخارجية الألماني دعمه لحل الدولتين خلال اجتماعه مع الرئيس الإسرائيلي ريفلين، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، حسبما أشارت القناة الثانية الإسرائيلية اليوم الثلاثاء.
وقال السفير الإسرائيلي في ألمانيا يعكوف هداس، لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل ليست بحاجة لوساطة ألمانية، واضافك "نحن نعرف بالضبط الطرف الفلسطيني".
"كسر الصمت" و"بتسيلم"
ومن المعروف أن منظمة "كسر الصمت" ترصد انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تنشط "بتسيلم" في توثيق الاعتداءات والدفاع عن حقوق الإنسان، وقد عارضتا بشدة بناء المستوطنات الإسرائيلية.
ووبخت إسرائيل، في فبراير الماضي، السفير البلجيكي بعد لقاء لرئيس وزراء بلجيكا مع المنظمتين خلال زيارته إسرائيل، بعدما التقى رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال ممثلين عن "كسر الصمت" و"بتسيلم".
ويذكر أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ألغت، في مارس الماضي، قمة مع نتنياهو كان من المقرر أن تعقد في القدس مايو المقبل، وقالت إنها قلقة من أن يقوض بناء إسرائيل المستوطنات في الضفة الغربية التقدم نحو حل الدولتين.
فيديو قد يعجبك: