إعلان

الإندبندنت: الحياة في الموصل كـ "السجن تحت الأرض"

10:01 م الإثنين 03 أبريل 2017

الحياة في الموصل كالسجن تحت الأرض

كتب - ممدوح عطا:

وصفت صحيفة الاندبندنت البريطانية، حياة سكان الموصل المعزولون في منازلهم مع نقص في الأكل ومياه الشرب، والمحاصرين في المدينة القديمة من تنظيم داعش، بالحياة في "سجن تحت الأرض"، لا يعرفون إلا القليل عما يدور من معارك طاحنة من حولهم.

وأضافت الصحيفة أن القوات العراقية تقدمت إلى محيط البلدة القديمة، واصفة المعارك الطاحنة بين الأزقة والشوارع الضيقة بـ "حروب العصور الوسطي".

وأشارت الصحيفة إلى أن قناصة داعش يمنعون وحدات الجيش العراقي من التقدم، من خلال تغيير مواقعهم باستمرار من منزل إلى أخر، من خلال فتحات قاموا بعملها في جدران المنازل، بحيث لا يرى الاستطلاع الجوي القناصة وهم يتنقلون بين المنازل. وأن تنظيم داعش قام بتغطية الأزقة بالمشمع لنفس السبب.

وقال عمر، 39 سنة، من سكان المدينة القديمة للصحيفة أن انقطاع الكهرباء في المنطقة التي يعيش فيها، سببه عدم توافر الوقود للمولد الكهربي، حتى وإن توفر فلا يمكنهم الحصول عليه.

أضاف أن هذه أخر مكالمة له، لأنه لا يوجد أحد قادر على الخروج لتشغيل المولد الكهربي، لعدم وجود بنزين، مؤكدا عدم وجود وسيلة أخرى لشحن تليفونه المحمول بعد انتهاء المكالمة.

وصاح عمر من خلال الاتصال الهاتفي الضعيف من شرق الموصل إلى الجانب الأخر لنهر دجلة، طالبا المساعدة، مضيفا أنه لا أحد لديه فكرة عما يحدث في المنطقة التي يعيش فيها لاقتراب القتال منها.

وأشار عمر إلى أنه وعائلته يعيشون في منزل جاره وهو منزل كبير إلى حد ما ويضم 35 شخصا. وقال "الأطفال يبكون من الجوع. الدقيق الذى لدينا نفذ، وليس لدينا سوى القمح والنخالة التي نضع بعض منها في الماء حتى تصبح ناعمة ثم يتناولها الأطفال".

ووصف عمر ماهية الحياة للعديدين من السكان الذين يقدر عددهم 400 ألف شخص الذين يقولون أنهم مازالوا يقيمون في المدينة القديمة، ولا يستطيعون الهروب ولا يعلمون ما يحدث حولهم. وقال "نسمع أصوات انفجارات إطلاق نار من الخارج. لكن لا أحد يعرف من الذي يقاتل."

وأضاف عمر أن سيدة مسنه انضمت لهم في المنزل وأنها أخبرتهم أنه لا أحد يقاتل بالقرب منهم وأن الجيش العراقي توقف عن التقدم في المدينة القديمة.

وأشارت الصحيفة أن ذلك قد يكون صحيحا بالنسبة للشرطة الفيدرالية المتوقفة في جنوب الموصل، إلا أن فرقة النخبة الذهبية شنت هجوما من الغرب، وأن الخطة تهدف إلى شن هجوم متعدد على جبهات مختلفة على مقاتلي داعش، الذين يتراوح أعدادهم بين 1000 إلى 4000 مقاتل وبالتالي لا يستطيعون الصمود في نفس الوقت.

وقال عمر "لقد تقطعت بنا السبل لمدة أربعة أيام... نحن نعرف من سكان ضاحية اليرموك أن الجيش يقاتل هناك، لكن في المنطقة التي نعيش فيها، والتي تحيط بها قوات الشرطة لم يحدث أي تقدم يذكر لأكثر من أسبوع، وأن أقرب شارع حيث نعيش هو شارع الفاروق، ويمكننا سماع أصوات الانفجارات والغارات الجوية، وبالأمس شعرنا بأن الانفجار كما لو كانت زلزلا. لقد كان ضخما لدرجة أنه منعنا من سماع صراخ الناس بالخارج، لكن لا أحد قادر على الخروج ليرى ما يحدث."

وأضاف عمر أن تنظيم داعش الإرهابي أجبر السكان على اخلاء منازلهم وأعطى الأوامر لكل ثلاث أو أربع أسر بالتجمع في منزل واحد، حتى يتمكن من عمل فتحات في جدران المنازل تمكن مقاتليه من التنقل وتجنب استخدام أسطح المنازل أو الظهور في الأزقة والتي تمكن طائرات الاستطلاع من رصد تحركاتهم، وسبب أخر هو خوف داعش من معرفة المنازل التي قام بتفخيخها.

ووصف عمر المدينة القديمة بالموصل بأنها "سجن تحت الأرض" وأن من يدخلها "مفقود" ومن يهرب منها "مولود جديد".

وأشار عمر إلى أنه كما استولى داعش على منازلهم وسيارتهم أيضا. وقال "ابن عمى عدنان يعيش في حي 17 تموز، لكن الناس هناك يعانون من مقاتلي داعش الذين يستولون على سياراتهم بالقوة أو يدفعون لهم القليل من المال، حتى ولو كانت السيارة باهظة الثمن."

وأضاف أن التنظيم الإرهابي أخذ الكثير من السيارات من المنطقة التي يعيشون فيها وقام بتفخيخها وارسالها لتدمير دبابات ومركبات الجيش العراقي في ضواحي اليرموك والزنجلى. وأن مقاتلي تنظيم الإرهابي أخبروه أنه عندما يتحقق لهم النصر على بغداد سوف يقومون بالدفع له، وإذا انتصر الكفار فإنهم سيقومون بتعويضك.

وخلصت إلى أنه لا أحد يعلم متى تنتهي المعركة مع تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الراهن، بينما يقول الكثير من الجنود العراقيين أن المعركة مع التنظيم قد تستمر شهرا على الأقل أو يمكن أن تستمر أطول كثيرا، بالنظر إلى مهارة قناصه داعش والمختبئين بشكل جيد والذين يقومون بتغير مواقع إطلاق النار باستمرار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان