إعلان

تغريدة على "تويتر" تتنبأ بهجوم خان شيخون قبل وقوعه

11:48 ص الأربعاء 05 أبريل 2017

كتبت- رنا أسامة:
يسود الارتباك المشهد في سوريا، في الوقت الذي ما يزال من غير المعلوم بعد المسؤول عن هذه مجزرة خان شيخون الدامية التي وقعت، أمس الثلاثاء، بريف إدلب شمالي سوريا، وأوقعت عشرات القتلى ومئات المُصابين بين صفوف المدنيين العُزّل.

فمن ناحية، ترتفع أصوات توجّه أصابع الاتهام إلى قوات المعارضة، ومن ناحية أخرى تذهب آراء إلى وقوف النظام السوري وراء المجزرة، في الوقت تتنصّل فيه قوات الرئيس بشار الأسد من الهجوم، وتنفي "نفيًا قاطعًا" استخدام أسلحة كيميائية في بلدة خان شيخون، وتؤكّد أن "القوات المسلحة لم ولن تستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقلًا"، كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها "لم تشن أي غارة في منطقة بلدة خان شيخون".

وفي خِضم حالة الالتباس السائدة، ظهرت تغريدة على موقع تويتر، في الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الاثنين، أي قبل ساعات من وقوع التفجير، تكشف عن موعد الغارات الجوية واستخدام الغازات السامة بحق المدنيين في سوريا.

كتب أحد الإعلاميين في قناة "أورينت" الداعمة للمعارضة المسلحة في سوريا، ويُدعى فراس كرم، تغريدة مثيرة للجدل على حسابه على تويتر قبل ساعات من مجزرة خان شيخون، جاء فيها: "غدًا انطلاق حملة إعلامية  لتغطية كثافة الغارات الجوية على ريف حماة واستخدام الكلور السام بحق المدنيين."، وذيّلها بهاشتاج "ريف حماة يحترق".

homat

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن القوات الجوية السورية قصفت مستودعًا للذخيرة تابعًا لـ"الإرهابيين" في خان شيخون بريف إدلب شمالي سوريا، يحتوي على أسلحة كيماوية وصلت من العراق.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف:"وفقا لوسائل الرصد الجوية الروسية، قصفت القوات الجوية السورية مستودعا ضخما للذخيرة تابعًا للإرهابيين في الأطراف الشرقية لبلدة خان شيخون بريف إدلب، وكان المستودع يحوي ذخيرة ومعدات، فضلا عن العثور على مصنع محلي لإنتاج قنابل محشوة بمواد سامة."

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بشنّ طائرات حربية، صباح اليوم الأربعاء، 5 ضربات على الأقل على مناطق في بلدة خان شيخون، دون معلومات عن إصابات حتى اللحظة.

وقال إن اعداد قتلى المجزرة الدامية ارتفع إلى 72 على الأقل بينهم 20 طفلًا و17 امرأة، علمًا بأن عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود عشرات المصابين والمفقودين.

ونقل المرصد، ومقرّه في لندن، عن مصادر طبية قولها إن حالات الوفيات وقعت جراء حالات اختناق ترافقت مع مفرزات تنفسية غزيرة وحدقات دبوسية وشحوب وتشجنات معممة، وأعراض أخرى ظهرت على المصابين.
ولاقت المجزرة تنديدًا دوليًا واسعًا، إذ حمّل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند النظام السوري مسئولية الهجوم وقال "بشار الأسد يهاجم مدنيين مستخدما وسائل يحظرها المجتمع الدولي مرة أخرى،" مضيفًا "سينكر النظام السوري بالتأكيد مسئوليته عن المجزرة".

ووزعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة مشروع قرار يدين استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون، بينما شككت المعارضة السورية بجدوى انعقاد الجلسة الأممية، وقالت إنها لا تعول عليها كثيرا.

وذكرت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة ، أن المشروع وضع تحت ما يعرف بالإجراء الصامت قبل ساعة من بدء جلسة مجلس الأمن المفتوحة المقرر أن تناقش الموضوع نفسه.
وبموجب الإجراء الصامت، تعد صياغة المشروع نهائية ومعتمدة بحلول الوقت المحدد ما لم يعترض أي من أعضاء المجلس عليها.

وينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم، جلسة طارئة بشأن مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، فيما أكدت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أمس أنها بدأت تحقيقًا بشأن الهجوم.

وقالت اللجنة التي تحقق في جرائم حرب محتملة في سوريا، وفقًا لبيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنها "تحقق حاليًا في الظروف المحيطة بالهجوم، بما في ذلك مزاعم استخدام أسلحة كيماوية".

وتابع بيان اللجنة التي يرأسها البرازيلي، باولو بينهيرو، أنه يجب معاقبة المسئولين عن الهجمات لأنها قد ترتقي لجرائم حرب وتمثل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

جدير بالذكر أن هذه المجزرة تأتي بعد نحو 4 أشهر من مجزرة نفذتها الطائرات الحربية في منطقة عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف حماة الشرقي، والتي تسبب في استشهاد 53 شخصًا على الأقل بينهم 16 طفلًا و12 امرأة، وإصابة عشرات آخرين، طبقًا للمرصد السوري.

فيديو قد يعجبك: