ناجون من هجوم خان شيخون يروون التفاصيل "القاسية" ويسألون عن ترامب
كتب - محمد الصباغ
بعد غارة جوية استهدفت بلدته، أسرع مزارع سوري إلى إنقاذ أول من رآهم من ضحايا الهجوم، كانوا سكان مبنى من طابق واحد. وأكمل روايته لصحيفة نيويورك تايمز، فقد دخل إلى ما وصفه سحابة من الأتربة "لا بيضاء ولا سوداء"، ثم بدأ في فقدان توازنه.
وأضاف السوري، محمد نجدت يوسف، الذي كان قريبًا من موقع الهجوم إنه شعر بألم شديد في عينيه وأنفه، ثم بدأت بعض الرغاوي تخرج من فمه.
تعرض يوسف للتسمم خلال الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون بشمال سوريا، والذي يعد من الهجمات الأكثر فتكًا منذ سنوات، وخلّف عشرات القتلى.
واستمر يوسف، طويل القامة ويبلغ من العمر 23 عامًا، في سرد ما رآه لنيويورك تايمز، بعدما تم علاجه في منطقة داخل سوريا.
أضاف للصحيفة أن الرياح نقلت السحب السامة إلى مزرعته على أطراف البلدة، فيما عانت زوجته الحامل صاحبة العشرين عامًا وأحد أطفال العائلة الصغار من أضرار أكبر وتم نقلهم في سيارة إسعاف إلى مستشفى في تركيا، وكان هو برفقتهم.
وفي مستشفى بمدينة الريحانية الحدودية بتركيا، والتي استضافت العديد من الضحايا، تجمّع أهالي الضحايا المكلومين وأغلبهم من عائلتين هما عائلة يوسف و"أبو عمش". تربط العائلتان علاقات نسب وتعيشان في خان شيخون، القرية التي تقع في محافظة إدلب وتسيطر عليها قوات المعارضة.
ويقول عروة أبو عمش، 33 عامًا، وهو يمسك بهاتفه المحمول "انظر إلى هذا". وكان على شاشة الهاتف رسالة طويلة عبر برنامج واتس آب، بقائمة بأسماء 46 من الأقارب الذي قتلوا في خان شيخون.
أما يوسف فتابع حديثه، وهو يقف أمام المستشفى، قائلًا إنه لا يشعر بالقلق فقط على زوجته التي ترقد خلف جدار المستشفى، لكن أيضًا على أقاربه المتواجدين على الطرف الآخر من الحدود. تعرض الكثير منهم للتسمم أيضًا بسبب الغازات لكنهم لم يكونوا بحالة سيئة بدرجة كافية لانتقالهم إلى تركيا، التي تغلق حدودها أمام أغلب السوريين، وفقًا لتقرير نيويورك تايمز.
ووفقًا لسكان محليين تم التواصل معهم عبر الهاتف في سوريا، وصفوا المشاهد في موقع الهجوم. فيقول عثمان الخان، الناشط في بلدة خان شيخون، إن الطائرات حلقت في حوالي السابعة صباحا، في الوقت الذي كان أغلب السكان غارقين في النوم بعد ليلة عانوا فيها من أصوات القصف العنيف.
وتابعت نيويورك تايمز أن الخان تحدث بعد خروجه من مستشفى الرحمة في بلدته، حيث تم علاج كثير من الأشخاص، بعد ضربة جوية استهدفت جزء من المستشفى. وأثناء حديثه، سٌمع دوي انفجار كبير وانقطع الخط، ثم اتصل مرة أخرى بالصحيفة ليقول إنهم تعرضوا لضربة جوية أخرى.
فيما قال مسؤول الصحة بالمنطقة التابعة للمعارضة، محمد فراس الجندي، في محادثة بالفيديو مع الصحيفة الأمريكية، إن المستشفيات والعيادات كانت مكتظة بالمصابين.
واضاف أنه كان بالمستشفى في السابعة والنصف صباحًا، حينما وصل أكثر من 100 شخص مصابين أو مصابين بإعياء.
وتابع أن عدد من الأشخاص تم إرسالهم إلى عيادات أخرى في حين استلقى البقية في الممرات.
وأضاف أن الأعراض تمثلت في حالات اختناق وسوائل على الرئة مع رغاوى تخرج من الفم، وتشنجات.
وقال "هذا فعل صادم. يعرف العالم بما يحدث في سوريا، ونحن جاهزون لتقديم الأدلة إلى المعامل الجنائية على استخدام الغازات".
وبينما كان السكان يتابعون سيارات الإسعاف تخرج وتدخل من وإلى مستشفى الريحانية، تساءل يوسف وبعض أقاربه عما يمكن أن يكون عليه تصرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال يوسف "لو سيكون دونالد ترامب سعيدًا لو حدث ذلك لشعبه وأطفاله، إذا فنحن سعداء ببقاء بشار الأسد". وذلك في إشارة إلى تصريح الرئيس الأمريكي يوم الإثنين بأن الإطاحة بالرئيس السوري ليست أولوية للإدارة الأمريكية.
انتشرت الصور المؤلمة حول العلم، لكن على عكس الآخرين الذين تابعوها على وسائل التواصل الاجتماعي، رأى بعض الأشخاص هذه المشاهد أمام أعينهم خارج مستشفى الريحانية بالمدينة التركية الحدودية.
ويختتم أبو عمش حديثه قائلًا إن لا أحد سيدرك ما حدث بمجرد النظر إلى الوجوه الشاحبة، مضيفًا "رأينا الكثير من ذلك. هذا طبيعي. نرى ذلك يوميًا. مررنا بست سنوات من ذلك".
فيديو قد يعجبك: