إعلان

صحفي بريطاني ينتج فيلما عن "انتهاكات" السجون السودانية

04:55 م الخميس 06 أبريل 2017

أرشيفية

كتبت- منه الشاذلي:
استطاع الصحفي البريطاني الذي اعتقلته وعذبته السلطات السودانية لمدة تزيد عن 6 أسابيع، انتاج فيلمًا تسجيليًا عن تجربته القاسية بفضل إخفائه كارت الذاكرة في فتحة شرجه، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

ذكرت الصحيفة أن الصحفي "فيل كوكس" عبر حدود السودان برفقة مترجمه السوداني "داوود هاري" في شهر ديسمبر المنصرم عام 2016، بهدف رصد مأساة سكان منطقة دارفور، ولكنهم لم يلبثوا أن اختطفتهم جنود المليشيات المسلحة.

وأضافت الصحيفة أنه أثناء فترة اعتقالهم اكتشف كلاهما أن السلطات السودانية كانت تراقب تحركاتهم ووضعت مكافأة لمن يقبض عليهم تقدّر بأكثر من 250 ألف جنيه مصري.

وقالت أن المليشيات في دارفور اختطفوا الرجلين عند اقترابهم من منطقة جبال مرة، وتم رهنهم بواسطة حراس مسلحين بمدافع ايه كيه-47، ثم ربطوهم بأحد الأشجار بعرض الصحراء، وطرحوهم ضربًا لمدة تزيد عن أسبوع.

وأشارت إلى أنه في ظل ذلك استطاع "كوكس" خداع مختطفيه ليسجلوا لأنفسهم على كاميرته، ومن ثم أخذ كارت الذاكرة ولفه بشريط أسود بلاستيكي وأخفاه داخل نفسه.

ولفتت الإندبندنت إلى أن الكارت يحتوي على فيلم تسجيلي يتكون من جزئين، سيتم عرضهم على القناة الرابعة للأخبار، التي كلفت كوكس وهاري برصد أثر الهجرة غير الشرعية عبر السودان، والتحقيق في إدعاءات هجوم الحكومة السودانية على المدنيين في دارفور مستخدمين الأسلحة الكيميائية.

وذكرت أنه لم تنتهي تلك الوحشية في الصحراء، فقد أرسلت الميليشيات كلا الأسيرين إلى السلطات السودانية التي احالتهم إلى سجن "كوبر" السيئ السمعة بالخرطوم.
وذكرت الصحيفة أن المليشيات أرسلت كلا الأسيرين إلى السلطات السودانية التي احالتهم إلى سجن.

ونقلت ما جاء في صحيفة"الجارديان"، يوم الأربعاء، بأن المليشيات هددوا "كوكس" بإلقائه من الطائرة أثناء انتقالهم من فاشر إلى الخرطوم، وخلال اعتقاله لمدة 40 يوم تعرض للضرب والصعق بالكهرباء والإهانة بالإضافة إلى محاولات إعدام صورية.

وقالت الصحيفة أنه بعد عدة انقلابات متكررة من بريطانيا والولايات المتحدة، أُطلق سراح هاري يوم 18 يناير،وبعده "كوكس" في أول فبراير.

وأضافت أنه في ذلك الوقت صرح المسؤولون السودانيون للمراسلين أن الرئيس "عمر البشير" أعفى عن "كوكس".

وصرحت وكالة "إي إف إي" الإخبارية عن أحد المسؤولين أن "كوكس" دخل الدولة بطريقة غير شرعية، وأجرى تحقيقا في ادعاءات منظمة العفو الدولية "أمنستي" من استخدام الأسلحة الكيميائية، ونتيجة لذلك كُشف تورطه في أنشطة مخططة تضر بالأمن القومي.

ونقلت الصحيفة قول "بن دي بير" محرر القناة الرابعة للأخبار: " أرسلنا هاري وكوكس للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسانية في السودان، ولكننا لم نتوقع أبدًا أنهم سيقعون أنفسهم ضحية لانتهاكات مروعة، فقد تم تعذيبهم وصعقهم بالكهرباء لمجرد كونهم صحفيين، وقصتهم داخل بطون أمن الدولة السوداني هي الأكثر وحشية ضمن المواد المذاعة على القناة".

وقال كوكس، إنه وهاري اختبرا تجربة صعبة، وكانا يعلمان أن الحكومة السودانية ستبذل مجهودا لكي توقف أي جهود مستقلة لنشر حقيقة ما يحدث في دارفور.

وأضاف : "الوقت الذي قضيناه في السجن جعلنا على علم بالأساليب الوحشية التي تتبعها قوات الأمن السودانية، وتعاملها بقبضة من حديد مع أي معارض ومنتقد للحكومة".

فيديو قد يعجبك: