مُعلّق سياسي: الضربة الجوية على سوريا "طبخة أمريكية- روسية"

كتبت- رنا أسامة:

قال كريس ماثيوز، المُعلّق السياسي في قناة (إم إس إن بي سي) الأمريكية، إن الضربة الجوية التي شنّتها دونالد ترامب على سوريا ربما تكون "طبخة" أعدّتها واشنطن بالاشتراك مع موسكو، وفقًا لما ذكرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية.

وأثار ماثيوز احتمالية أن تكون الهجمات "مُلفّقة" وأن يكون تم الإعداد لها مُسبقًا، في مسعى لإحباط المزاعم التي تذهب إلى أن روسيا تدخّلت في الانتخابات الأمريكية لصالح ترجيح كفّة ترامب مقابل منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وأشارت الصحيفة إلى تعليق المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألمح فيه إلى تضرّر العلاقات الأمريكية- الروسية جراء الضربات الجوية الأخيرة.

يأتي هذا في الوقت الذي علّق فيه الكرملين اتفاق لمنع الصدامات بين روسيا وأمريكا في المجال الجوي السوري، ردًا على القصف الصاروخي الذي دمر ما لا يقل عن تسع طائرات في قاعدة الشعيرات الجوية السورية.

وجاءت الضربة الأمريكية على سوريا في أعقاب هجوم "يُعتقد أنه كيميائي" على بلدة خان شيخون في محافظة أدلب السورية، الذي خلّف نحو 72 قتيلًا، بينهم نساء وأطفال، ومئات المصابين.

وتشير "الاندبندنت" إلى أن الضربة الجوية الأمريكية تُمثّل أول هجوم مباشر من قِبل الولايات المتحدة على قوات الرئيس الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل ست سنوات.

ومضى ماثيوز في تكّهناته، مرُجّحًا إجراء ترامب وبوتين اتصالا هاتفيًا مساء اليوم الذي شهد الضربة الجوية، للترتيب لهذه التمثيلية التي لم يكُن مُقدّرًا لها أن تُلحِق الضرر بشكل خاص لموسكو.

وكانت القوات الروسية قد تلقّت تحذيرًا قبل الضربة بـ 30 دقيقة، ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا فى صفوف القوات الروسية، بالرغم من تمركز أفرادها فى القاعدة حيث لقي ستة جنود سوريين وتسعة مدنيين مصرعهم.

فيما علّق بوتين الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين الطائرات الأمريكية والروسية فوق سوريا، داعيًا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع لبحث الضربات.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن بوتين "يعتبر الضربات الأمريكية على سوريا عدوانًا على دولة ذات سيادة، ينتهك معايير القانون الدولي، ويستند إلى حجج واهية."

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، فجر أمس الجمعة، استهداف الولايات المتحدة مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا بإجمالي 59 صاروخًا من طراز توماهوك من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط.

وأضافت الوزارة في بيان لها أن تلك الضربة الأمريكية جاءت "ردا على الهجوم الكيماوي (المزعوم) من جانب الحكومة السورية في خان شيخون يوم 4 أبريل، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات من السوريين الأبرياء بينهم نساء وأطفال"، وتنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.