صحيفة: واشنطن تدرس عقد لقاء ثلاثي بين ترامب وأبو مازن ونتنياهو
القاهرة – (مصراوي):
تدرس واشنطن عقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك خلال أسابيع من أجل إطلاق مسيرة تسوية للصراع قبل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية وإسرائيل ورام الله.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن مصادر سياسية في تل أبيب ورام الله، في نسختها الصادرة الخميس، إن الرئيس الفلسطيني، أعطى موافقته على لقاء كهذا، لكن نتنياهو لم يتجاوب معه بعد، وفي خطوة لإحراج نتنياهو، سارع الرئيس الفلسطيني إلى التلميح للمبادرة خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الألماني فرانك وولتر شتاينمار، الذي زاره أول أمس في رام الله، وذلك عندما قال "أتوقع لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيصل لزيارة بيت لحم بعد زيارته لإسرائيل".
وقالت الصحيفة إنه من دلائل وجود تلك المبادرة، رد فعل اليمين في حزب الليكود الحاكم واليمين الاستيطاني في إسرائيل، حيث صرح زلمان شوفال، الدبلوماسي المقرب من نتنياهو، بأن "ترامب يريد أن يبقي التاريخ في الماضي، وكتابة سيناريو جديد، وعلينا أن نمدحه على نيته تلك، لكنه يجب أن يعلم أن السيناريو الحقيقي يكتب على يد سياسة الرفض الفلسطينية. فالسلام بين اليهود والعرب ليس خرافة، ولا معادلات دبلوماسية، بل هو بداية هدم جدار العدائية لدى الفلسطينيين الذين لا يريدون تقبل حق الشعب اليهودي في دولة قومية، ولا يوافقون على إيجاد حلول وسط في القضايا الأساسية للصراع. ومع ذلك، ليست إسرائيل هي التي ستبرز في إفشال إمكانيات ترمب بالنجاح".
وأوضح: "علينا أن نفترض أن الزمن سيقوم بواجبه، وأن ترامب سيصل عاجلاً أم آجلاً إلى الاستنتاج العملي بأن الحل هو التركيز على محاولات تعزيز اتفاقيات جزئية ومؤقتة، بدلاً من الحلول الكاملة والنهائية".
وكتب أحد زعماء المستوطنين في منطقة الخليل رسالة مفتوحة إلى ترامب، تحت عنوان: "القدس ليست منهاتن - لا مكان لصفقة يا فخامة الرئيس"، ظهِر وكشف وبان فيها أنه "من غير الصحيح أن ينظر ترامب إلى تسوية الصراع في صفقة. وهناك إخفاق أساسي في التشبيه بين صفقة تجارية والصراع السياسي - الإقليمي. ففي الصفقة التجارية، يشتري المعني بضاعة ولا شيء غير ذلك، والبائع يدفع بالمال ليس إلا. أما الصفقة السياسية، فهناك آثار تتجاوز ذلك".
وتابع زعيم المستوطنين في منطقة الخليل، موضحًا: "هكذا الفلسطينيون كذلك على الناحية الأخرى، بِصورة عام أيضًا ... لا يخفون حلمهم بوضع حد لدولة إسرائيل، فهي "الكيان الصهيوني"، ومن يسلمهم جبال يهودا والسامرة وهو يعرف ذلك فإنه يوقع صفقة على موته. ترمب هو الآخر يفهم هذا جيدًا، ولهذا انتقد سلفه أوباما بشدة على نهجه التبسيطي - الاستفزازي تجاه الإيرانيين، ليس كل شيء بضاعة في السوق، وليس حكم العقارات في منهاتن كحكم أرض القدس: لا صفقة سيدي الرئيس. والقدس هي فقط خلاصة جوهر "البلاد المقدسة" كلها، وكل من حاول الاتجار بها أحرق أصابعه".
وفي ضوء هذا الموقف من اليمين، ينوي اليسار الإسرائيلي الخروج بحملة لتشجيع ترامب على جهوده. ويجري التمرينات بكافة الاستعداد لتنظيم مظاهرة كبرى في ميدان رابين بتل أبيب، تحت عنوان "دولتان - أمل واحد"، مساء السبت 27 مايو الحالي، وذلك بعد بضعة أيام من الزيارة الرئاسية، وستنظمها حركة "السلام الآن" بتعاون مع حزب العمل وميرتس، ومنظمتي "مبادرة جنيف" و"نقف معاً" وغيرهما.
وحسب أغلب المنظمين، فإن هذا هو الحدث المركزي والأهم الذي يعقده معسكر السلام لإحياء "50 سنة على الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية في المناطق"، على حد قولهم.
أما على الصعيد الرسمي، وعلى الرغم من تبقي 10 أيام على موعد زيارة ترامب، فإن الفرق الأمنية المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة أعدت خططًا بهدف تنفيذها بعناية كبيرة لتأمين حماية الرئيس الأمريكي.
وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين، أمس، إن "مهمة الفريق تفقد كل صغيرة وكبيرة، بدايا من فناجين القهوة وكؤوس المياه، مرورًا بالطعام والغرف والأماكن التي سيمكث فيها ترامب"، مشيرًا إلى أن الفرق ستعمل على إخلاء فندق "كينغ ديفيد في القدس الغربية، رغم الحجوزات السابقة لبعض النزلاء، فيما حكى في غضون قليل أحد مسؤولي الفندق "نحن أمام مهمة ليست سهلة".
وبالإضافة إلى ذلك، هناك استعدادات أخرى تجرى في مطار بن جوريون، وقد وصل أمس فريق أمريكي، واجتمع مع مدراء مطار تل أبيب وجهاز الخدمة السرية ومسؤولي السفارة الأمريكية في تل أبيب، لتنسيق كل خطوة بخطوتها للرئيس الأمريكي، وتأمين زيارته بِصورة دقيق.
فيديو قد يعجبك: