ستة عناصر لنجاح المناطق الآمنة في سوريا
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة "فورين أفريز" الأمريكية إن دونالد ترامب أمر بتنفيذ هجوم صاروخي على قاعدة الشعيرات السورية، بعد زعمه أن بشار الأسد شن هجوما كيماويا على المدنيين في خان شيخون في أبريل الماضي، ومع ذلك لم يفهم العالم سياسة إداراته تجاه الأزمة السورية.
وذكرت المجلة، على موقعها الإلكتروني، أن أكثر من 11 مليون سوري نزوحوا من بلادهم أو ماتوا خلال الحرب التي بدأت عامها السابع منذ قرابة شهرين، مشيرة إلى أن الأعداد تزداد مع مرور الوقت ولا يحرك العالم سكانا.
وترى "فورين أفيرز" أن الوسيلة المُثلى لكي يستطيع بها الرئيس الأمريكي حماية السوريين من وحشية بشار الأسد، ومن إرهاب تنظيم داعش، هي إنشاء مناطق آمنة.
وأشارت إلى أن ترامب دعا خلال حملته الانتخابية إلى بناء منطقة آمنة وكبيرة في سوريا. وأعلن تأييده لبناء مناطق آمنة في سوريا في 2 مايو الجاري في اتصال هاتفي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن وزير الدفاع جيمس ماتيس حذر من المناطق الآمنة المقترح تأسيسها مؤخرا.
ورغم أن المحللين العسكريين الأمريكيين قد يكونوا محقين بشأن قلقهم من المناطق الآمنة المقترحة، إلا أنها الحل الإيجابي الوحيد للأزمة الانسانية التي تشهدها سوريا، إذ أنها بحسب المجلة، يمكن الدفاع عنها وحمايتها بسهولة.
ولفتت المجلة إلى أن أغلب الأطراف المتفاوضة بشأن سوريا، من بينهم روسيا وتركيا وأمريكا والحكومة السورية أعربوا عن تأييدهم نوعا ما لفكرة المناطق الآمنة خلال محادثاتهم الأخيرة في الأستانة.
ومع ذلك، تقول فورين أفيرز إن التاريخ يعلمنا أن هذه المناطق إذا لم تُدار جيدا فقد يكون ضررها أكثر من نفعها، لذلك يجب الالتزام بستة عناصر أساسية وهي:
أولا: على المخططين أن يستفادوا من تاريخ المناطق الآمنة، فخلال الصراع في البوسنة في التسعينيات، أعلنت الأمم المتحدة منطقة "سربرنيتشا" كمنطقة آمنة، وتركت بداخلها أكثر من 50 ألف مدني تحت حماية حوالي 400 جندي هولندي من قوات حفظ السلام.
وبعد عدة أيام، قتلت القوات البوسنية الصربية أكثر من 8000 رجل وطفل، في مجزرة تعد الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
إلا أن المناطق الآمنة كان لها تأثيرا إيجابيا عندما اجتمت القوة العسكرية والإدارة السياسية. ففي عام 1991، أعلنت التحالف الأمريكي الأوروبي منطقة آمنة في شمال العراق لحماية الأكراد العراقيين من قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وتشير المجلة إلى أن المنطقة الآمنة للأكراد لم تحمِ المدنيين وحسب، ولكنها أيضا منعت نزوح اللاجئين إلى تركيا.
ثانيا: على ترامب توصيل الرسالة بوضوح، إذ أنه يحتاج إلى تبرير واضح لكي يقنع الساسة الأمريكيين وحلفائه بضرورة بناء المناطق اآمنة. ولكن حتى الآن ما يزال موقف الإدارة الأمريكية من الأزمة السورية غير واضحا.
وذكرت المجلة أن نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أعلنت عقب هجوم خان شيخون أن تغيير النظام السوري أصبح أولوية الإدارة الأمريكية، وفي المقابل قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن سياسة واشنطن تجاه سوريا تركز على هزيمة داعش، ومنع حدوث أي هجمات كيمياوية على المدنيين.
ثالثا: على ترامب الاعتماد على القانون الدولي، بدلًا من تجاهله. فبعد الهجوم الصاروخي على قاعدة الشعيرات، اعتبر بشار الأسد أي تدخل أمريكي في سوريا محاولات تمهيدية لتغيير النظام. ولذلك سيساعده القانون الدولي على دحض ادعاءات الأسد.
رابعا: ستحتاج الإدارة الأمريكية لوضع قواعد وأسس لتدخلها في سوريا. وأن تعلم أن المناطق الآمنة من سربرنيتشا وإلى جنوب السودان فشلت لعدم وضع خطط واضحة لحمايتها، وما زاد خطورة تلك المناطق هو نقص التواجد السياسي.
خامسا: ستحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية خروج. إذ أن المنطقة الآمنة قد تورطها في الصراع الطاحن المتعدد الأبعاد في سوريا، لذلك عليها ربط الانسحاب باتفاق وقف إطلاق نار.
وقد تشجع الاستراتيجية الأمريكية في سويا إيران وروسيا على دعم مفاوضات التسوية، التي ينتج عنها منطقة مستقرة يعيش فيها المدنيين.
وأخيرا: يجب أن تؤسس المناطق الآمنة على قوانين واضحة، وأن تتوافر فيها الحاجات الأساسية للاجئين المتمثلة في الطعام والشراب والأدوية والمأوي.
وترى المجلة أن الجيش الأمريكي سيحتاج إلى دعم عالمي لكي يمنع تسلل أي جماعة جهادية متطرفة إليها، كما تحتاج إلى الدعم العسكري من دول تجمعها ثقافة مشتركة بسوريا، لأن وجود قوات أمريكية سيثير حفيظة السوريين، وسيجعلهم يشعرون وكأنهم محتلين، أو محاصرين كما كان الوضع في العراق وأفغانستان.
فيديو قد يعجبك: