بعد 3 أيام.. ما الذي أحدثه فيروس "الفدية" في اليابان والصين؟
كتبت- رنا أسامة:
أفادت وسائل إعلام صينية بأن فيروس "الفدية" ضرب أكثر من 29 ألف جامعة ومؤسسة تعليمية في أرجاء البلاد.
وهاجم الفيروس نحو 15 في المئة من عناوين بروتوكول الإنترنت، وهو ما حال دون وصول الطلبة إلى أوراقهم البحثية وأطروحاتهم وملفاتهم، وظهور رسالة تطلب منهم دفع 300 دولار، (بما يُعادل 2000 يوان)، لتحرير ملفاتهم عند محاولتهم فتح أيًا منها، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.
كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن 29,372 مؤسسة طالها الفيروس الخبيث بحلول مساء الجمعة، جنبًا إلى جنب مع إصابة آلاف الأجهزة.
فضلًا على تعرّض النظام المُستخدم في محطات الوقود في الصين للهجوم، ما أعاق العملاء عن استخدام بطاقاتهم الائتمانية للدفع، فيما تمت معالجة معظم المحطات لاحقًا.
وفي اليابان، أكّدت شركة "نيسان موتورز" للسيارات، استهداف بعض وحداتها من قِبل الهجمة الفيروسية الخبيثة، اليوم الإثنين، دون أن يُلحِق هذا ضررًا بالغًا على نشاطها التجاري.
وقالت المتحدثة باسم شركة هيتاشي، يوكو تينيوتشي، إن مشكلات تِقنية واجهت الشركة جراء الهجمة، تباطأت على إثرها عملية إرسال رسائل البريد الإلكتروني وتعذّر الإرسال، كما استعصت الملفت على الفتح.
وتعتقد الشركة الرائدة في مجال تصنيع الأدوات الكهربائية المنزلية أن هذه المشكلات ناجمة عن الهجوم الفيروسي، وإن كان لم يصلها أية رسائل تُلزِمها بدفع فدية بعد، ولكنّها قامت بتثبيت برنامج جديد لمعالجة المشاكل.
فيما قال المركز الوطني للاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي اليابانية، إن 2000 جهاز في 600 موقع في اليابان تعرّضوا لهجوم.
وفي أستراليا، كشف وزير الأمن السيبراني دان تيهان، اليوم الإثنين، عن تأثّر ثلاثة من رجال الأعمال بالهجمة الخبيثة، وسط مخاوف من توسّع انتشارها. ولم ترد حالات إصابة بالفيروس في نيوزيلندا.
وأورد خبراء أمن أمريكيون وأوروبيون أن انتشار الفيروس "تباطأ" أمس الأحد، ولكنهم حذّروا من فوضى جديدة ربما تحِل اليوم الإثنين بظهور إصدارات جديدة للفيروس الخبيث، عند عودة الموظفين إلى العمل.
وأعلنت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (اليوروبول)، أن هجمة "الفدية" الخبيثة ضربت أكثر من 100 ألف منظمة في 150 بلد على الأقل إلى الآن.
وذكر المتحدث باسم اليووربول جان اوب جين أورث، أمس الأحد، إن حصيلة الأفراد الذين عصفت بهم الهجمة الإلكترونية يُحتمل أن تكون أكثر من المُعلن عنها، مُشيرًا إلى أنه من المبكر جدًا الكشف عن المسؤول عن الهجوم ودوافعه، بحسب مجلة "تايم" الأمريكية.
وقال إنه من السابق لأوانه التكهّن بالمسؤول عن الهجوم ودوافعه، مشيرًا إلى أن التحدّي الرئيسي تمثّل في كبح جِماح قدرات الانتشار السريعة للفيروس الخبيث، وأضاف أنه "لم يدفع الكثير من الناس الفدية التي طلبها الهاكرز القائمون على الفيروس حتى الآن."
وحذّر من احتمالية تعرّض مزيد من الأشخاص في البلدان التي ضربها فيروس "الفدية"، لهجوم إلكتروني، اليوم الإثنين، عند عودتهم إلى العمل وتشغيل حواسيبهم.
ويُعتقد أن الهجوم الذي ضرب العالم مساء الجمعة، "أكبر هجوم ابتزاز الكتروني تم تسجيله على الإطلاق على شبكة الإنترنت"، مع تأثر مؤسّسات مهمة بالهجوم، ضمّت شبكة المستشفيات البريطانية، والسكة الحديد الوطنية الألمانية، ووزارة الدفاع الروسية.
وقالت شركة مايكروسوفت للبرمجيات إن الهجوم الإلكتروني يجب أن يُعامل من جانب حكومات العالم باعتباره "ناقوس خطر".
وأضافت شركة البرمجيات العملاقة أن ثغرات البرمجيات، التي تُخبّئها الحكومات، تسببت في "أضرار واسعة".
وقالت مايكروسوفت إنها كانت أطلقت تحديثًا أمنيا لنظام تشغيل ويندوز، في مارس الماضي، لمعالجة الثغرة التي استغلها الهجوم الأخير، لكن كثيرا من المستخدمين لم يكونوا قد فعَّلوها بعد.
وأردفت الشركة: "في ظل اتجاه قراصنة الإنترنت لأن يصبحوا أكثر تطورا، فلا مجال أمام العملاء لحماية أنفسهم ضد التهديدات سوي تحديث أنظمتهم."
فيديو قد يعجبك: