إعلان

باحث أمريكي: هل تنجو الديمقراطية الأمريكية من ترامب؟

12:27 م الثلاثاء 16 مايو 2017

واشنطن (أ ش أ)

تساءل الباحث الأمريكي برايان كلاس عما إذا كان بإمكان الديمقراطية الأمريكية أن تنجو من الرئيس دونالد ترامب؟

عاد كلاس بالأذهان - في مقال نشرته صحيفة (يو إس ايه توداي) - إلى عام 2014 في تركيا حيث أقال الرئيس رجب طيب أردوغان أربعة من أعضاء النيابة العامة كانوا يقودون تحقيقا حول فضيحة فساد متهّم بالتورط فيها الرئيس شخصيا وكان التدخل سافرًا والهدف من الإقالة واضحا وهو أن أردوغان أراد التغطية على فضحية الفساد، حسبما قال.

وعلى الرغم من أن المسألة كانت في نطاق سلطات أردوغان من الناحية التقنية فقد صاحبها غضب واسع النطاق جراء تعرُّض سيادة القانون للهجوم.

وردا على ذلك الغضب ادعى أردوغان أنه كان ضحية لمؤامرة واسعة من جانب خصومه السياسيين، ثم جعل يهددّ معارضيه، وبذلك استطاع الخروج من الأزمة.

ورأى الباحث الأمريكي أنه من الصعب عدم مقارنة هذا الموقف التركي بالوضع الأمريكي الراهن الخاص بقرار الرئيس ترامب إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومي والذي يقود تحقيقا حول تقاربٍ بين فريق ترامب من جانب وروسيا من جانب آخر.

وقال الباحث "لقد تصرف ترامب كـ"رجل قوي" السؤال الوحيد المطروح الآن هو: "هل المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة ستقاوم على نحوٍ لم تستطع نظيراتها في تركيا أن تضطلع به؟"

وقال كلاس "إن ثمة سببا يبعث على الأمل، فالديمقراطية الأمريكية تمتلك مؤسسات قوية وضوابط وضمانات قوية، وأثبت الدستور الأمريكي مرونة وصلابة غلبت التهديدات كافة على مدار 230 عاما - يتعذر على أي "مشروع - رئيس" مُستبّد أو ديماجوجي أن ينجح في ظل هذا النظام".

واستدرك الباحث قائلا" إن ترامب مع ذلك يضر الديمقراطية الأمريكية عندما يختبر حدود احتمالها، وسيستمر هذا الضرر إلى ما بعد وجوده في منصبه كرئيس وسيكون من الصعب جدا إصلاحه، وكما هو الحال في قلاع الرمال فإن هدْم الديمقراطية أسهل من بنائها.. إن سوء استخدام ترامب للسلطة واعتداء إدارته على الحقيقة هُما آخر موجات الهجوم".

وأضاف" إنه في الماضي كانت الديمقراطيات عادة ما تموت بضربة قاضية سريعة عبر انقلاب أو حرب أو ثورة، لكن اليوم تعاني الكثير من الديمقراطيات من الموت البطيء عبر إفلات رؤساء شرهين للسلطة من العقاب على أفعالهم الاستبدادية واحدا بعد الآخر، وعبر قمع المعارضة، ومع الوقت تتجوف الديمقراطية لتمسي مجرد صَدَفة فارغة من مضمون ذاتها كما هي الحال في تركيا تحت أردوغان".

ورأى الباحث أن "ردّ الفعل على إقالة كومي يعد بمثابة لحظة فارقة في تاريخ الديمقراطية الأمريكية، وإذا أفلت ترامب بفعلته كأردوغان، فإن ذلك سيشجعه على اقتراف المزيد من الانتهاكات الاستبدادية، وستضعف سيادة القانون، وسيخبو ضوء شعلة الديمقراطية الأمريكية أكثر وأكثر ما لم يتخذ المواطنون وقفة من أجل نصرة الديمقراطية ومجابهة استخدام السلطة بشكل استبدادي وإصرار هؤلاء المواطنين على أن يتخذ النواب الذين انتخبوهم ذات الموقف".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان