لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المعلومات السرية بين ترامب ولافروف.. ماذا نعرف حتى الآن؟

03:42 م الأربعاء 17 مايو 2017

كتبت- رنا أسامة:
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أزمة سياسية جديدة، بعد أن كشفت صحيفة "واشنطن بوست" قبل يومين احتمالية أن يكون أطلع دبلوماسيين روس على معلومات تتعلق بتهديد إرهابي مصدره تنظيم داعش ومرتبط باستخدام أجهزة كمبيوتر محمولة على متن الطائرات.

"معلومات سرية"

قالت الصحيفة الأمريكية إن ترامب أفصح عن معلومات سرية للغاية لوزير الخارجية سيرجي لافروف، خلال زيارة الأخير والسفير الروسي إلى واشنطن الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إن "ما كشف عنه ترامب يُهدد التعاون مع مصدر هام للاستخبارات الأمريكية حول تنظيم داعش."

وتابعت الصحيفة أن هذا الشريك الأمريكي لم يأذن لها بمشاركة هذه المعلومات مع روسيا، لذا أكّد المسؤولون أن تصرفات ترامب تُخاطر بالتعاون مع حليف يمكنه كشف معلومات سرية عن داعش.

وأضافت الصحيفة أنه بعد الاجتماع، اتخّذ كبار مسؤولي البيت الأبيض خطوات لاحتواء الضرر بإجراء اتصالات بوكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه"، ووكالة الأمن القومي، وقالوا إن ترامب كشف مزيد من المعلومات للسفير الروسي أكثر مما يتشاطره مع حلفاء أمريكا.

الدور الإسرائيلي

فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن المعلومات السرية التي شاركها ترامب الأسبوع الماضي مع المسئولين الروس، جمعتها الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب مسؤولين أمريكيين مُطلعين على المسألة، في كشف يمكن أن تترتب عليه عواقب بعيدة المدى على الأمن القومي الأمريكي.

وقالت الصحيفة إن هذه المعلومات السرية - المتعلقة بالتهديدات الإرهابية ضد الطائرات - كانت موجهة خصيصًا إلى الولايات المتحدة، وقُدّمت في إطار اتفاقية أبرمت منذ فترة طويلة لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتستند على ضمانات متبادلة للسرية، حسبما أضاف المسؤولون.

وتابعت: "قرار الرئيس بمناقشة معلومات استخباراتية حساسة مع الخصم الأول للولايات المتحدة أثار مخاوف بين المشرعين بأن ترامب إما غير قادر أو غير راغب في التعامل بتكتم مع أسرار الدولة الدفينة، كما أثار توترات مع مسئولي وكالات المخابرات الأمريكية الذين عُينوا قبل توليه الرئاسة."

وحتى الآن لم يؤكّد المسئولون الإسرائيليون بأنهم مصدر هذه المعلومات، كما قلّل السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر، من احتمالات تضرّر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية جراء هذا الأمر.

ورجّح خبراء أن يُزعج هذا الأمر قطاع المخابرات الإسرائيلي، بحسب "وول ستريت جورنال".

"ترامب يدافع.. والبيت الأبيض ينفي"

أكّد ترامب على أن لديه "حقًا مطلقًا" في مشاركة بعض الحقائق مع روسيا.

وكتب تغريدة على حسابه  على تويتر، أمس الثلاثاء، جاء فيها: "بصفتي رئيسًا، رغبت في مشاركة روسيا (في اجتماع مفتوح ومُجدول في البيت الأبيض)، وهو حق مُطلق لي، حقائق تتعلّق بالإرهاب وسلامة الطيران والأوضاع الإنسانية."

وأضاف: "أريد من روسيا أن تُكثّف بصورة كبيرة حربها ضد تنظيم داعش والإرهاب."

ووصف المستشار الجديد للأمن القومي الأمريكي هربريت ماكمستمر، وأحد المشاركين بالاجتماع، تصريحات ترامب بأنها "مناسبة تماما"، مؤكدًا على عدم التطرّق إلى أية عمليات عسكرية أو وسائل استخباراتية خلال الاجتماع.

كما نفى البيت الأبيض إفشاء ترامب أسرارًا استخباراتية أو عسكرية لوزير الخارجية الروسي، وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن ترامب لم يتحدث عن "مصادر أو وسائل أو عمليات عسكرية" خلال اجتماعه مع لافروف، بحسب وكالة رويترز.

بوتين

علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مزاعم تسليم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا أسرار قائلا إن "الفصام السياسي في أمريكا يتطور".

وتابع بوتين قائلا: من يصنع هذا الهراء، إما أغبياء أو يشكلون خطرا ويسببون الضرر للولايات المتحدة، يزعزعون الوضع السياسي الداخلي".

وأكد الرئيس الروسي -وفق ما أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية- استعداد موسكو تقديم تسجيل لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وترامب لمجلس الشيوخ الأمريكي إذا رأت واشنطن أن ذلك ممكنا.

وقال :"إذا رأت الإدارة الأمريكية ذلك ممكنا، فنحن مستعدون لتقديم تسجيل حديث لافروف مع ترامب لمجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي".

وشدد بوتين على أن بلاده لا ولن تتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية.

إقالة كومي

وتأتى تلك التطورات في ضوء إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومى، وسط اتهامات بأن سبب الإقالة هو تحقيقات حول صلة حملة ترامب الانتخابية العام الماضي بروسيا.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي المُقال في مذكراته إن ترامب طالبه بإنهاء التحقيق في قضية اتصال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، مع روسيا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ولفت كومي، وفقًا لما نشرته الصحيفة أمس الثلاثاء، إلى أن ترامب طلب منه ذلك في فبراير الماضي أثناء اجتماع مشترك بالمكتب البيضاوي أن ينهي التحقيق الخاص بمايكل فلين، مشيرة إلى أن كومي كتب عقب الاجتماع أن ترامب قال له: "آمل أنك تستطيع ترك هذا الأمر".

وأوضحت الصحيفة أن طلب ترامب من كومي يُمثّل دليلًا واضحًا على أن الرئيس الأمريكي أراد أن يؤثر بصورة مباشرة على وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيق الخاص بعلاقته بروسيا.

وكان ترامب قد أقال كومي، الذي كان يقود تحقيق الـ"إف بي آي" حول التواطؤ الروسي المُحتمل لحملة ترامب الانتخابية، الأسبوع الماضي، في خطوة مفاجئة أثارت ريبة الديمقراطيين وشكوكهم بأن البيت الأبيض يحاول التأثير على سير التحقيقات.

وصاحب قرار الإقالة ردود فِعل غاضبة وانتقادات كثيرة بين صفوف الديمقراطيين والمُشرّعين، تردّدت أصداؤها في واشنطن.

وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الإقالة خلقت مأزقًا سياسيًا لوزارة العدل الأمريكية، بالرغم من أن التحقيق ما يزال في مراحله الأوليّة، واصِفة إيّاه بـ"العاصفة المُفاجئة"، فيما اعتبرها مُحلّلون إشارة على "إساءة استخدام للسلطة من قبل رئيس الولايات المتحدة".

وشبّه الديمقراطيون في مجلس الشيوخ إقالة كومي بإقالة القاضي المستقل الذي كان يُحقّق في فضيحة ووترجيت إبّان عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون.

فيما خرج البيت الأبيض، منذ أيام، وأعلن أن إقالة كومي لم تكن مُفاجئة، وأن ترامب كان يُفكّر في الإقدام على تلك الخطوة منذ تولّيه سُدة الرئاسة.

ونقلت (بي بي سي) عن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا هاكابي ساندرز: أنه كان "تدهورًا في الثقة" في كومي خلال العام الماضي بسبب عدد من الإجراءات الخاطئة.

واتهمت ساندرز المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي بإلقاء "إصبع ديناميت" داخل وزارة العدل.

ودافع  ترامب عن قراره قبل ساعات من لقائه مع لافروف، قائلًا "سيتم استبدال كومي بشخص سيؤدي مهامه بصورة أفضل بكثير".

وأضاف ترامب "خسر كومي ثقة الجميع تقريبا في واشنطن، الديمقراطيون والجمهوريون على السواء. عندما تهدأ الأمور، سيشكرونني."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان