بوليتيكو: ترامب بدأ ينخرط في صراع السلطة في السعودية
كتبت- رنا أسامة:
تقول مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب بدأ يتخلّى عن البروتوكولات السياسية، بانخراطه في صراع السلطة الدائر بين ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وظهوره كـ"طرف هامشي" في ذلك الصراع، قبل جولته الخارجية الأولى المُقرّر انطلاقها من الرياض الجمعة المُقبل.
وتُشير المجلة، في تقرير عبر موقعها الرقمي، إلى أن وليّ العهد وابن شقيق الملك- الأمير محمد بن نايف- يُجري تحرّكات خاصة مع إدارة ترامب، وقّعت على إثرها الوزارة التي يُديرها عقدًا بقيمة 5.4 مليون دولار لمدة سنة واحدة مع مجموعة (اس بي جي)، وهي إحدى شركات الضغط الأمريكية التي تجمعها روابط وثيقة مع إدارة ترامب.
ويدعو العقد الضخم الذي قُدّم إلى وزارة العدل الأمريكية، إلى تقديم توصيات تنطوي على نقاط خاصة بالعلاقات العامة والإعلام إلى وزارة الداخلية السعودية، في بند يعكس رغبة الوزارة في الاحتفاظ بجماعة ضغط خاصة بها للمرة الأولى منذ أعوام، في الوقت الذي تنشر فيه المملكة جيشًا من جماعات الضغط مدفوعة الأجر.
وأصدرت (اس بي جي) بيانًا، أشادت فيه بالأمير محمد بن نايف وعمله في وزارة الداخلية وبأنه قوة معتدلة في منطقة تتعرض بشكل متزايد للهجوم من العناصر المتطرفة وذكرت الأهمية الحيوية للعلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية.
وبحسب المجلة، تُمثّل (اس بي جي) واحدة من الشركات القليلة التي تجمعها علاقات مع ترامب، التي تصدّرت المشهد هذا العام في مسرح الضغط الأجنبي المُربِح في واشنطن، الذي لطالما هيمن عليه لاعبون أكثر استقرارًا جمعتهم علاقات وثيقة مع سياسيين من كلا الجانبين.
وعلى مدى الأشهر الأخيرة، استأجرت المجموعة العديد من العناصر السياسية والاستخباراتية، بعضهم على صلة بترامب، بما في ذلك روبن تاونلي، الذي عمل لفترة وجيزة في منصب مدير أفريقيا في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
وقد عمل حلفاء محمد بن سلمان مع شركات الضغط الأكثر رسوخا، بما في ذلك مجموعتيّ بوديستا و(بي جي آر) اللتين ساعدتا على ترتيب وجبة إفطار في واشنطن لجنرال سعودي رئيسي متورط في هجوم البلاد في اليمن.
ولم يستجب ممثلو المجموعتين لطلبات التعليق على عملهم، غير أنه وبحسب ملفات وزارة العدل الأمريكية، فإن هيئة حكومية سعودية يُطلق عليها "مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في المحكمة الملكية السعودية" تُنفق ما يقرب من 2.2 مليون دولار سنويًا للاحتفاظ بالشركتين.
كما وقّع المركز عقدًا بقيمة 1.2 مليون دولار مع شركة "سكوير باتون بوجز". ولم ترد السفارة السعودية على طلبات التعليق على هذا العقد.
بدوره قال السفير الأمريكي السابق، وستفال، إن اتفاق وزارة الداخلية مع شركة (اس بي جي) هو على الأرجح محاولة من محمد بن نايف يضمن من خلالها استمرار العلاقات السعودية الأمريكية "قوية" في عهد ترامب.
كما نقلت "بوليتيكو" عن خبراء، قولهم إن "ترامب ينبغي أن يحرص على مراعاة البروتوكول الدبلوماسي في الرياض، تفاديًا للنظر إليه وكأنّه يُفضّل أحد الأميرين على الآخر."
وقال سايمون هندرسون، المتخصص في الشؤون السعودية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، "أي جهود تُبذل في واشنطن لتفضيل أحدهما على الآخر ستُلحق بنا الضرر." لا سيما وأنه في مجتمع السياسة الخارجية، تُثار تساؤلات حول ما إذا كان ترامب قد تجاوز البروتوكول وأعرب عن تمييزه لأحدهما على حساب الآخر، بعقده اجتماعه البارز في البيت الأبيض مع محمد بن سلمان في مارس الماضي.
ومن المُقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أولى جولاته الخارجية منذ تنصيبه رسميا رئيسا للولايات المتحدة في يناير الفائت، بزيارة إلى السعودية وإسرائيل والفاتيكان مرورا بإيطاليا ويختتمها بالعاصمة البلجيكية بروكسل في جولة ذات "دلالة دينية" ومحاولة لتغيير سياسات سلفه باراك أوباما.
فيديو قد يعجبك: